شرعية هادي بين شرعية اليمن الماضية وشرعيتها المستقبلية

محمد القادري
الثلاثاء ، ١٦ مايو ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٢٠ مساءً
يعتبر اليمن في عهد الرئيس عبدربه منصور هادي يعيش مرحلة فاصلة ووسطية ، إما ان ينتقل فيها إلى مرحلة شرعية مستقبلية جديدة وهذا في حالة نجاح مشروع الرئيس هادي المتمثل بالدولة الاتحادية ، أو العودة إلى مرحلة الشرعية الماضية القديمة المتمثلة باليمن الواحد الذي تحققت وحدته في عام 1990 وهذا في حالة فشل شرعية هادي وفشل مشروعه ، ما عدا ذلك فاليمن لن تنجح فيه اي مشاريع اخرى كمشروع الجنوب الانفصالي او مشروع الشمال  الانقلابي  ولن تحصل على الشرعية الدولية المعترفة من الامم المتحدة والمجتمع الدولي .
 
 
 كانت اليمن تمتلك شرعية الدولتين  المتمثلة بالجمهورية العربية اليمنية في الشمال وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب ، ولكن لما تحققت وحدة 1990 انتهت شرعية الدولتين في اليمن واصبحت شرعية الدولة الواحدة التي اتفق عليها قيادات الشطرين واعترفت بها الامم المتحدة التي كان اعترافها هو مجرد الغاء لاعترافها السابق المتمثل بالدولتين اليمنية الشمالية والجنوبية ، وشرعية الرئيس هادي التي جاءت لتنقل اليمن إلى شرعية دولة مستقبلية متمثلة باليمن الاتحادي ، لم يكن الرئيس هادي ليحصل على شرعية مشروعه المستقبلي بسهولة ، ولكن لأن ذلك المشروع الذي قدمه يمتلك مقومات الاعتراف المتمثلة في كون الرئيس هادي رئيس شرعي تم انتخابه بالتوافق حسب مبادرة خليجية وحل للازمة اليمنية ، ولأن ذلك المشروع اجمع عليه جميع مكونات اليمن في مؤتمر الحوار الوطني .
 
 
 المظاهرات والمسيرات وإعلان المجالس الانتقالية والسياسية والتمرد والانقلاب  ، والدعوات والمطالب المقتصرة على فئة ، غير قادرة على منح شرعية لاقامة دولة جديدة او انفصال دولة عن بعضها ، وقد تنجح تلك المظاهرات والمسيرات في حالة نادرة من خلال قيامها بإسقاط نظام حكم او تغيير القيادات داخل إطار الدولة الواحدة كما حدث في الربيع العربي ، أما حكاية قدرة تلك المظاهرات وماشابهها بتحقيق انفصال دولة داخل دولة فهذا أمر مستحيل ولن يمتلك الطرق القانونية للوصول إلى الاعتراف الدولي .
 
 
 لن يستطيع الانقلاب في الشمال ان يمتلك شرعية ، ولن يستطيع الانفصال في الجنوب ان يمتلك ايضاً شرعية ، وفي حالة وجود اطراف بالشمال تطالب بانفصال الشمال عن الجنوب كما يحدث في حالياً في الجنوب فإن ذلك لن ينجح ، فدولة اليمن في الشمال قد انتهت شرعيتها في عام 90 وشأنها شأن دولة الجنوب ، وليس امام ابناء الجنوب والشمال حالياً إلا خيارين لا ثالث لهما : الأول : الوقوف مع شرعية هادي لكي تنجح وتنقل اليمن لمشروعها المستقبلي .
 
 
 الثاني : عرقلة شرعية هادي وافشالها والعودة باليمن إلى شرعية الدولة التي تحققت بعد 90 ، وهي التي لا زالت حالياً تمتلك اعتراف الامم المتحدة والمجتمع الدولي ولعلنا نرى وقوف الامم المتحدة معها في الفترة الاخيرة ورفضها  لاحداث عدن المطالبة بمشروع الانفصال .
 
 
 
 اصحاب المشروع الجنوبي المطالب بدولة في الجنوب لن يستطيعوا ان ينجحوا في إقامة دولة ، بل ان تمردهم ومحاربتهم للدولة الشرعية والرئيس هادي ليس إلا مجرد عرقلة للانتقال لليمن الاتحادي ، وخدمة كبيرة للرئيس السابق صالح الذي يريد ان يبقى اليمن على شرعية دولة وحدة 90 ، لأن ذلك يخدمه كصاحب مشروع خاص ، بينما يعلم ان شرعية تلك الدولة معترف بها دولياً من الامم المتحدة ولن يستطيع ان يحل محل شرعيتها إلا شرعية اليمن الاتحادي الذي سيأتي عبر الدولة الشرعية والرئيس الشرعي هادي .
 
 
 على بعض الاطراف في  الجنوب ان يعلموا ان  شرعية دولة 90 لم يترك الاتفاق عليها فرصة للانسحاب او الانفصال ، وعلى صالح ومن معه ان يعلموا ان الاتفاق على مخرجات مؤتمر  الحوار الوطني لن تتيح مجال للانسحاب والاختلاف والتمرد والانقلاب ، فالجميع موقع على تلك الاتفاقات والمخرجات ، وليس لهم اي حق شرعي بعد توقيعهم  على اعتراضها .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي