الرئيسية > مقالات > أنور الصوفي | هادي ..سالمين العصر الحديث ، وحمدي اليمن الجديد ، فلا تخذلوه كما خذلتموهما
الأحد ، ٠٧ مايو ٢٠١٧
الساعة ١١:٤٦ مساءً
هذا هادي الذي سطر ملاحم الانتصارات في كل الجبهات رغم الخذلان من معاونيه ، هذا هادي الذي أعاد لنا الأمل في بناء دولة يسودها العدل والمساواة ، كما قال بلسانه : دولة لا ظالم فيها ولا مظلوم ، هذا هادي بعفويته في خطاباته وصدقه الذي يقطر من بين كلماته رغم الظروف التي يمر بها الوطن .
هذا هادي يا من لا تفقهون السياسة ولا أبجديات فنون الحرب ، هذا هادي الذي يقود نصراً مؤزراًً ، وهاهو النصر يستوي على نار هادئة لتتذوقوا طعمه الشهي ، لا أقول إن النصر بيد هادي ، ولا إن الحياة بيد هادي فكل شيء بيد الله - سبحانه وتعالى - ولكن هادي هو طوق النجاة فبفضل الله الذي ساق لنا هذا الرجل الصادق ليكون رئيساً لنا تحقق النصر ، فهادي قائد مجرب محنك مقدام ، قضى جل حياته في سلك العسكرية تعلم فنونها وخاض بحارها وهانت عليه أمواجها ، وتعلم السياسة فكان ماهراً فيها ، فبعسكريته مع سياسته استطاع الرجل الصادق هادي أن يبحر بسفينة المظلومين بعيداً عن نيران وعبث الظالمين الذين لملمهم هادي في كهوف مران وفي جحور باب اليمن والسبعين .
هذا هادي يا من تبقبقون ولا تفقهون معنى الحرب وتحسبونها لعبة ، وتظنون السياسة ملهاة وتسلية ، وما علمتم كيف عاش هادي بين ثعابين وحيات وتماسيح نقم وعيبان ؟ لقد ضحى هادي بخيرة رجالاته لتنعموا أنتم ، وبراحته لتهنأوا أنتم ، أيها الأحرار أيها الأبطال أيها الجميع ، قفوا خلف هادي ، قفوا مع هذا الرجل الصادق ، قفوا قبل أن يحل بكم الندم ، ولات ساعة مندم ِ ، قفوا مع هادي حتى لا يأتي اليوم الذي تعضون فيه على أصابع الندم ، وحتى لا يتردد على ألسنتكم قول الشاعر : وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدرُ ، قفوا مع هادي حتى لا تندموا على أيام حكمه ، قفوا معه واستمعوا له حتى لا تندموا على خطاباته ، فالرجل صادق فلا ينطق إلا من القلب ، ولا يقول إلا ما ينوي فعله فساعدوه ، فلسانه ترجمان قلبه ، وعفويته في خطاباته دليل صدقه ، هادي سالمين العصر الجديد ، وحمدي اليمن الحديث .
قفوا معه حتى لا تعود لكم أيام العبودية والظلم ، قفوا معه حتى لا يعود البساطون والمشائخ الكذابون ، قفوا معه حتى تنتهي الفوضى ، وحتى تسود العدالة ، قف معه أيها الشعب في الجنوب حتى يتحقق الحلم المنشود ، قف معه أيها الشعب في الشمال حتى تزول العبودية والظلم وحتى يعود إليكم الحمدي الجديد ، قفوا معه فهو الأمل وبصيص النور الذي ساقه الله رحمة بنا ، وفقك الله يا ناصر المظلومين ، وكاسر شوكة الظالمين ، وفقك الله يا هادي .
وفي الأخير لا نملك إلا أن نقول ما قالته الخنساء في أخيها صخر : وإن هادي لوالينا وسيدنا وإن هادي إذا نشتوا لنحارُ ، هبّاط أوديةٍ شهّاد أنديةٍ للجيش جرارُ ، فامض هادي فالشعب خلفك والله ناصرك ...