وماذا بعد يا ثورجية الجنوب

علي هيثم الميسري
السبت ، ٠٦ مايو ٢٠١٧ الساعة ٠٣:٢٩ صباحاً
لقرار الرئاسي الذي قضى بإقالة الثورجي عيدروس الزبيدي كمحافظ للمحافظة عدن كشف عن القناع الذي كان يرتديه هذا الثورجي عيدروس.. وأثبت من خلال ردة فعله بأنه لم يكُن يسعى لإستعادة دولة الجنوب العربي كما يسمونها، بل كان كل همه هو الوصول للسلطة فقط، والدليل على ذلك حينما تعين محافظاً لمحافظة عدن إلتزم الصمت ولم نسمع منه أي تصريح ثوري أو أي تصريح ينادي فيه بإستعادة الدولة الجنوبية .
 
 
  لا شك بأن كل مآسي الجنوب ونكباته سببها أولئك الثورجية أمثال عيدروس الزبيدي وبنو جلدته من الآباء والأبناء، فآبائهم صانعوا الثورات المفتعلة والحركات الإنقلابية وحركات التمرد في الجنوب منذُ الإستقلال حتى يومنا هذا، فكلما بدأ الجنوب بنقلة سياسية وحركة تحول في الإتجاه الصحيح يفتعل هؤلاء الثورجية أزمات تعقبها حركة تمرد فإنقلاب .
 
 
  عندما بدأ الرئيس علي ناصر محمد الإنفتاح على الدول الغربية ودول الخليج أبان حكمه إفتعل ثورجية الجنوب الذين كانوا يريدون الإستيلاء على السلطة من يدي الرئيس علي ناصر محمد حالة أزمة وحالة تمرد إنتهت بحرب دامية حصدت الآلاف من الكوادر والقيادات العسكرية وحالة نزوح جماعية .
 
  وحينما إستلم أولئك الثورجية السلطة فشلوا في إدارتها فهرولوا هاربين إلى الوحدة دون دراسة ولم يضعوا لها أسس وضمانات، حينها بدأت عصابة صنعاء ممارسة الإقصاء والتهميش ضدهم، فإفتعلوا أزمة إنتهت بحرباً أخرى دامية وأيضاً حصدت الآلاف من الكوادر العسكرية والمدنية بعد أن تم التوقيع على وثيقة العهد والإتفاق في المملكة الأردنية الهاشمية وقضت بتحويل النظام من المركزية إلى الفيدرالية بستة عشر إقليماً، وحينها هلل وكبر الثورجية على هذا الإنجاز العظيم .
 
  بعد إنتهاء الحرب شعر زعيم العصابة المنتصر علي عفاش بنشوة الإنتصار التي جعلته متكبراً متجبراً متغطرسا، فبدأ يمارس دور الديكتاتور ليس على الجنوبيين فحسب بل وعلى الشماليين أيضاً، وأعاد أغلبية الكوادر الجنوبية من مدنيين وعسكريين إلى منازلهم بجانب نسائهم يساعدونهن في الأعمال المنزلية كالطهي والمسح والكنس وتربية الأبناء ماعدا الرضاعة لأطفالهن فهذا الدور لا يقوم به إلا النساء، فكان ثورجية اليوم حينها لا يستطيعون تحريك ساكن ولم نسمع حينها ثورة ثورة يا جنوب، ومن كان منهم شجاعاً يُذهب به وراء الشمس والبعض منهم يُزَجُّ بهم في السجون .
 
  وبعد أن تَقَلَّدَ فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي السلطة وماتبعت هذا الحدث من أحداث لا سيما تلك الدامية بسبب الإنقلاب المليشاوي للمخلوع علي عفاش والحوثي ضد شرعية فخامة رئيس الجمهورية، وبعد الإنتصار العظيم الذي حققته المقاومة الجنوبية في عدن أعاد فخامته الجنوب للجنوبيين، فَسَلَّمَ فخامته كل محافظة لأبنائها ماعدا المحافظة عدن سَلَّمها مضطراً لأولئك أبناء الثورجية الذين حذوا حذو آبائهم وتحولوا إلى ثورجية بعد أن كانوا عملاء لإيران ولازالوا .
 
  إضطر فخامة رئيس الجمهورية بتسليم المحافظة عدن إلى هؤلاءِ ليحافظ على أبناء وكوادر عدن من الإغتيالات كما أُغتيل إبن عدن البار جعفر محمد سعد، فلو لم يتم تسليم سلطة عدن المحلية لتمت تصفية أبناء عدن الواحد تلو الآخر، لذلك كان الحل الأمثل لحقن دمائهم والحفاظ على أرواحهم هو تسليم المحافظة عدن لهؤلاء الثورجية حيناً من الوقت حتى تحين الفرصة السانحة لإقالتهم .
 
  بمجرد أن حانت الفرصة المناسبة أصدر فخامته قراراً رئاسياً قضى بإقالة الثورجي عيدروس الزبيدي من منصبه كمحافظ للمحافظة عدن، هنا إنكشف القناع وظهرت النوايا الخبيثة لجيفارا الجنوب اليمني وأعلن العصيان والتمرد لقرار فخامة رئيس الجمهورية وَجَيَّشَ المرتزقة من أبناء منطقته ودفع الأموال الطائلة لهؤلاء المرتزقة للخروج في إعتصامات رفضاً لقرار فخامة رئيس الجمهورية تحت شعارات متعددة .
 
  الذين خرجوا في ساحة الإعتصام لا يتعدى عددهم خمسة آلاف مرتزق ورفعوا شعار شعب الجنوب فوضك يا عيدروس الزبيدي، وبقي حوالي خمسة ملايين مواطن جنوبي مؤيدين للقرارات التاريخية التي أصدرها فخامته لا سيما أبناء عدن فالأمر يعنيهم ولا يعني غيرهم، مع العلم بأن هؤلاء المرتزقة الذين خرجوا إن تواجدوا في عدن أثناء الإجتياح المليشاوي للمحافظة عدن لما صمدت تلك المليشيا أكثر من 24 ساعة، ولكنهم للأسف كانوا يحملون حينها شعار: هذه الحرب لا تعنينا .
 
  وأخيراً لدي بعض الأسئلة لجيفارا القرن الواحد والعشرين عيدروس الزبيدي: 1) لماذا لم تقوم بإخراج تلك الحشود في عهد الرئيس المخلوع علي عفاش على الرغم من أنه كان يطأ فوق رؤوسكم ؟ 2) لو لم يتم إقصائك من منصبك هل كنت ستُخرِج مرتزقتك في إعتصامات لتفوضك ؟ 3) هل فوضك قيادات المقاومة الجنوبية الذين ضحوا بأرواحهم وتصدوا للغزو المليشاوي حتى إنتصرت عدن بفضل الله تعالى ثم بشجاعة وصبر هؤلاء الأبطال وبجهود فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وبدعم دول التحالف ؟ 4) لماذا لا تُخرِج تلك الحشود في مسقط رأسك زُبيد الضالع وتترك أبناء عدن وشأنهم يعيشون في سلام بمحافظتهم ؟ 5) هل تعلم بأنك ومرتزقتك بمثابة حشرات حقيرة أمام مليشيا المخلوع والحوثي ؟ 6) إذاً ألم تفكر كيف سيكون مصيرك ومرتزقتك أمام فارس اليمن العملاق المنصور الهادي الذي جعل تلك المليشيا يعضون أصابع الندم حينما وضعوا هذا الفارس العملاق ندَّاً لهم ؟ .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي