حجج الإمارات الواهية التي انكشف زيفها

محمد القادري
الثلاثاء ، ٠٢ مايو ٢٠١٧ الساعة ٠١:٣٩ صباحاً
حجج واهية ، وتهم مزورة ، واعذار زائفة ، ومبررات كاذبة ، وادعاءات باطلة ، استخدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة المشاركة في التحالف  كغطاء تسعى من تحته لمحاربة الشرعية في اليمن من داخلها وتعرقل سيطرتها وفرض تواجدها و بناء دولتها من داخل المناطق المحررة ، ولعل حجة محاربة جماعة الإخوان المتمثلة بحزب الإصلاح ، واحتواء ابناء الجنوب ، هي الحجج البارزة التي استخدمتها الإمارات ، ولكن مع مرور الاحداث والايام اتضحت الحقائق وانكشف كل الزيف ، وتم تعرية الإمارات وانكشفت عورتها ، وظهر مخططها الذي اظهر ان الدولة الشرعية والرئيس هادي هم الخصم الحقيقي لأبوظبي والمستهدف الوحيد لها .
 
 
وجدت الامارات أن حجة محاربة جماعة الاخوان هي الحجة المناسبة لإستهداف الشرعية ككل ، وبهذه الحجة ستتمكن من كسب موقف عدد من دول التحالف وعلى رأسها مصر ، وستلقى نوع من التأييد والقبول الدولي على مستوى اوروبا وأمريكا ، وستحظى بموافقة العديد من المكونات الداخلية اليمنية سواءً داخل الشرعية او داخل الانقلاب ، واتخذت الامارات طريقة تصوير الشرعية كلها اخوانية ، رغم ان حزب الاصلاح يعتبر مكون واحد فقط داخل الشرعية من بين عدة مكونات كحزب المؤتمر الواقف مع الشرعية وجماعة السنة وعدة احزاب اخرى ، وجميعهم لهم نصيب من إدارات الدولة الشرعية ولم يكن حزب الإصلاح هو المستحوذ على كل مفاصل الدولة الشرعية حتى تقوم الإمارات بمحاربة الدولة الشرعية بشكل كلي
.
 
تهمة الاخونة التي استخدمتها الامارات كطريقة لمحاربة الدولة الشرعية والرئيس هادي في الجنوب وعدن بعد تحريرها ، هي نفس التهمة والطريقة التي استخدمها صالح لمحاربة الرئيس هادي وحكومة الوفاق في صنعاء ، فبعد تولي الرئيس هادي عمله كرئيس توافقي خلفاً لصالح بعد اجراء انتخابات رئاسية ، قام هادي بعملية تغيير داخل الدولة من ازاحة اقرباء صالح من مواقعهم واقالة الكثير من المسؤولين الفاسدين واعطاء الاحزاب حصصهم في الدولة حسب ما تضمنته المبادرة الخليجية ، وسعى لبناء الدولة الحقيقية عبر اليمن الاتحادي المعتمد على مرجعية مؤتمر الحوار الوطني ، فقام صالح منذ تولي هادي بإتهامه  بالأخونة ولا زال حتى يومنا هذا ، ووجهت عائلة صالح كل نشطاءها بمحاربة الرئيس هادي وتشويهه على هذا الأساس وكأنه احد مؤسسي جماعة الاخوان في اليمن او احد تلاميذ حسن البناء ،  مع العلم ان هادي لم يكن يحمل اي ميول جعله يتأثر بالاخوان ، فالبيئة التي نشأ بها ومراحل دراسته وحياته لم تحمل اي دلالات من هذا القبيل ، بل ان صالح هو الذي يجب ان نتهمه بالاخونة كونه من خلال بيئة النشأة والشراكة معهم في الحكم طيلة عقود حكمه .
 
 
ومن جانب آخر فإن تهمة اخونة الشرعية التي استخدمتها الامارات ، تشبه طريقة دعشنة الشرعية التي استخدمتها جماعة الحوثي ، وما أشبه اكذوبة محاربة الاخوان باكذوبة محاربة الدواعش .
 
طبيعة المرحلة وعملية تحقيق التوازن يتطلب وجود تحالف قوي وموحد الصف داخل الشرعية يتكون من مكون مؤتمر الشرعية ومكون حزب الاصلاح ومكون جماعة السنة وبقية المكونات الاخرى التي تقف مع الشرعية ، حتى يتسنى للدولة الشرعية مواجهة الانقلاب الذي يتحالف فيه الحوثي وصالح ، وليس هناك اي مقومات  تجعل الشرعية تستغني عن حزب الإصلاح ، بينما ليس هناك اي موانع لحصول حزب الاصلاح على نسبة معينة داخل ادارات الدولة الشرعية شأنه شأن بقية المكونات ، والواقع هو من فرض على الرئيس هادي هذا الشئ .
 
 
 
 أثبتت الاحداث ان الامارات لم تكن لديها اي مشكلة مع حزب الاصلاح في اليمن ولم يكن هدفها محاربته  ، وانما مشكلتها  الاساسية مع اليمن وهدفها محاربة دولته الشرعية ورئيسه الشرعي ، وهي في الحقيقة لا تريد ان يكون هناك يمن بلا إخوان ، بل انها تريد هناك يمن بلا شرعية بلا دولة حقيقية قوية .
 
 
ولو كانت الامارات هدفها حزب الاصلاح لما استقبلت مشائخ مأرب ومحافظها الاصلاحي ، وكما هو معروف ان مكون الاصلاح في مأرب هو اكثر المكونات ، ولم تكن عدن اصلاحية كمأرب من حيث الشارع الجماهيري والمواقع الادارية .
الامارات لها هدف آخر في الجنوب وعدن ، انه هدف ذاتي  لن تحققه إلا بعدم وجود الدولة الشرعية والرئيس هادي .
 
 
 
كلما قام الرئيس هادي بإصدار قرارات فيما يصب بمصلحة الدولة الشرعية ومصلحة شعبها ، كلما ظهرت الامارات تعترض وتتهم ذلك بالاخونة ، ولعل الاعتراض الاخير على قرارات تعيين محافط جديد لمحافظة عدن يوضح حقيقة الكذب والزور والهدف والمخطط الاماراتي ، وكالعادة قام وزير خارجية الامارات بالهجوم على الاخوان كمبرر جعله يعترض على تلك القرارات .... مع العلم ان المحافظ المفلحي لم يكن اصلاحي ولا محسوب على جماعة الاخوان ، إذاً فلماذا الاعتراض ؟؟
 
 
ضاحي خلفان يقول ان الرئيس هادي يريد بقرارته الاخيرة اثارة ابناء الجنوب ، وتجاهل خلفان ان الامارات هي من تريد اثارة ابناء الجنوب وتدعم تمردهم ضد الدولة الشرعية ، واما قرارات هادي الاخيرة فقد كانت لمصلحة ابناء الجنوب واثبات وجود الدولة وتقديم خدماتها للمواطنين ، والانتقال للمرحلة الحقيقية للدولة الاتحادية .
 
على العموم انكشفت اكاذيب دولة الامارات ، وعرفنا خيوط اللعبة بعد ان كنا نجهلها كثيراً .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي