عيب عليكم يا أبناء عدن

محمد القادري
الثلاثاء ، ١٨ ابريل ٢٠١٧ الساعة ٠٤:١٨ مساءً
لم أكن اصدق ان ذلك يحدث في عدن ، انها جريمة مرعبة بكل المقاييس ، ومؤلمة بكل التفاصيل .
 
 
أحد ابناء محافظة إب الملازم اول عبدالرزاق صالح البيل الضابط في الجيش الوطني ورفيقه سليمان الضريبي ، تم الاعتداء عليهما وقتلهما داخل السيارة في احد شوارع عدن من قبل عصابة مسلحة اطلقت عليهما النار حتى اردتهما قتلى ثم قامت بسحب جثتيهما من داخل السيارة التي كانا يستقلانها إلى الشارع ثم نهبوا السيارة ولاذوا بالفرار .
أحقاً يحصل هذا جهاراً داخل المجتمع العدني وفي العاصمة المؤقتة للدولة الشرعية ؟؟؟
 
يا أبناء عدن : كنا نظن انكم مجتمع مثقف متعلم مدني مسالم يحترم النظام والقانون ويتعاون مع الدولة ويسعى لنيل الحقوق وفق طرق مشروعة ،،، ولكن للأسف ان الجرائم التي تحدث في مجتمعكم تدلل انكم فوضويون دمويون متمردون عنصريون مجرمون ، فما ترتكبونه هو عمل جبان يخالف كل القيم والعادات والاخلاق والاعراف والقيم والمبادئ والقوانين والانظمة والثقافات . 
 
 يا أبناء عدن :تعاطف اغلب الشعب معكم باعتباركم المظلوم وليس الظالم ، المقتول وليس القاتل ، المنهوب وليس الناهب ، المسروق وليس السارق ، النزيه وليس الفاسد ، المعتدى عليه وليس المعتدي ،،،ولكن افعالكم حالياً تؤكد انكم ظالمون قتلة مجرمون سفاحون قطاع طرق فاسدون ... الخ .
وانه ليس هناك فرق بين مجتمعكم العدني ومجتمع الحوثي في صعدة ومجتمع صالح في سنحان ... فجميعكم شربتم من منهل واحد ، هو منهل الدموية والخبث والحقد والتعدي على الآخرين .
 
 يا أبناء عدن : جئتم لمحافظة إب كنازحين ، فاستقبلناكم افضل استقبال ، ورحبنا بكم بكل حفاوة وفرح وسرور وابتهاج ، واسكناكم منازلنا ووفرنا لكم كل الرعاية والاهتمام ، واعتبرناكم اهلنا واحبابنا ، وتمنينا ان تكونوا دوماً عندنا وبكينا على فراقكم وعودتكم لعدن بعد تحريرها ،، ولكنكم اليوم تقتلون ابناء إب في مدينتكم وتعتدون عليهم وتسلبون حقوقهم وتتعاملون معهم بعنصرية ،،، فهل هذا هو رد الجميل ؟؟؟ 
ولماذا تريدون ان نكرهكم بعد ان كنا نحبكم ؟ 
ولماذا تريدون ان نقف ضدكم بعد ان كنا نقف معكم ؟؟
 
 
 يا ابناء عدن : قلتم وصرختم ورددتم وملئتم الدنيا دويا ، ان صالح ونظامه والحوثي هم اعداء الجنوب ، ولكنكم اثبتم اليوم انكم اكثر من تحبون صالح والحوثي ، فجرائمكم التي تمارسونها وتخل بالامن والاستقرار داخل عدن وعدم التعاون والوقوف مع الدولة الشرعية ، ليست إلا اكبر خدمة تقدمونها للحوثي وصالح وانقلابهما على الدولة ، وبالله عليكم ماهو ذنب صاحب متجر يعمل لخدمتكم حتى تعتدوا عليه ، وماهو ماذنب ضابط يعمل في الدفاع عن الشرعية والجنوب والوطن كله حتى تقتلوه وتنهبوا سيارته ،، ولو كنتم رجال اذهبوا لصنعاء وهناك قوموا باغتيال القيادات التابعة لصالح والحوثي ان كنتم فعلاً تقفون ضدهم ؟؟
 
 يا ابناء عدن : نعلم ان اغلبية مجتمعكم مسالم وطيب واخلاقي ،، ولكن السيئة تعم ، والشلة السيئة التي تمارس الافعال الاجرامية تسئ لابناء عدن كلهم ، فيجب على ابناء عدن توحيد صفهم وتكثيف جهودهم لمحاربة من يسئ إليهم ويقترف الجرائم في مجتمعهم ، يجب عليهم التعاون مع الدولة الشرعية واجهزتها الامنية والتصدي لكل العناصر المارقة والاجرامية ،، مالم فان استمرار تلك الجرائم في عدن سيؤدي إلى التناحر الداخلي للمجتمع العدني وسيتضرر منه ابناء عدن اكثر من غيرهم ،  وسيكون سبب لعقاب جماعي يعم الكل ويشمل الجميع .
 
 الجريمة الكبرى هي ان اغتيال الضابط عبدالرزاق البيل ورفيقه تمت في عاصمة الدولة الشرعية .
والجريمة الاكبر ان المعتدين لا زالوا فارين ولم يتم القبض عليهم وتقديمهم للعدالة .
والسؤال هنا أين الحكومة الشرعية ؟ اين وزارة الداخلية ؟ أين الشرطة ؟ أين قوات النجدة ؟ أين الأمن العام ؟ أين الامن الخاص ؟ أين الاستخبارات ؟ أين الامن السياسي ؟ أين الأمن القومي ؟ أين السلطة المحلية ؟ أين اصحاب العقل واولوا العلم واهل الرأي ؟ أين الاعلاميون أين المثقفون اين الخطباء والمرشدون أين الناس اين بني آدم اين الانس اين الجن اين العفاريت ..... أين كل هؤلاء في عدن حتى تحدث جرائم كمثل هذه ؟؟؟؟
الحجر الصحفي في زمن الحوثي