الحوثي يهين قيادة جامعة إب

محمد القادري
الاثنين ، ١٧ ابريل ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٣٨ مساءً
اهانات متلاحقة ، وتعامل بسخرية واستهتار واحتقار وتهميش واقصاء بصورة دائمة ، وتهديد ووعيد بشكل مستمر ، تتلقاها قيادة جامعة إب المعينة من قبل الانقلاب ، ولعل آخرها هو قيام المدعو صادق حمزة رئيس اللجنة الثورية في إب ووكيل المحافظة لشؤون التعليم بتهديد رئيس جامعة إب بسحبه بالكرفتة المربوطة على عنقه بسبب اعتراض الاخير على استبعاد اسمه من عضوية مجلس التعليم الذي تم تشكيله في إب وكان يفترض ان يكون رئيس الجامعة عضواً فيه .
 
 
 
 هكذا منذ قيام الانقلاب ووطأت اقدام جماعة الحوثي في إب ، اصبحت جامعة إب الصرح العلمي الاول في المحافظة مسرحاً لاهانة قيادات الجامعة الاكاديمية والعبث بالحرم الجامعي ، فنهبت كل ايرادات الجامعة وسرقت ، وقامت الميليشيات بفرض التعيينات وغيرت وبدلت وحولت ، واستغلت المرفق التعليمي كساحة لاقامة الانشطة الفكرية واستقطاب العناصر من داخلها وتأطيرهم في تنظيم الحوثية ، بل في اكثر الاحيان تحولت ساحة الجامعة إلى موقع يحتضن الميليشيات المسلحة وثكناتها العسكرية ،، وتصوروا معي عندما يأتي مشرف حوثي لم يبلغ سن الرشد وعلى فمه آثار البردقان ، ثم يأتي ويفرض سياسة جماعته على جامعة إب  ويصدر اوامره على كل دكتور اكاديمي ويتهجم على قيادة الجامعة ،، هل هناك اهانة اكثر من هذه الاهانة ؟
 
 
اعتقد ان تلك الاهانة التي تحصل للاكاديمين من قبل جماعة الحوثي لم تحدث إلا في اليمن فقط !!!
 
 
 
 قبل اكثر من عامين قام القيادي الحوثي ناصر العرجلي بالتهجم وتهديد قيادات جامعة إب السابقة من خلال دخوله مكتب رئيس جامعة إب السابق الوالد الدكتور عبدالعزيز الشعيبي حفظه الله ، وساق العرجلي سبه وشتمه وتهديده للدكتور الشعيبي واتهمه بالتواطؤ مع الدواعش وعدم تنفيذ الاوامر الحوثية ،، وكما هو معروف ان الوالد الدكتور الشعيبي مؤتمر حتى النخاع ويحترمه الجميع ويحظى بحب وتقدير من الكل حتى ان احد الاشخاص رآني وانا اتصل بالدكتور الشعيبي بحياء وخجل واحمرار وجه واتحدث بصوت منخفض هادئ  فعلق  قائلاً : الدكتور الشعيبي رجل تستحي منه الملائكة وليس انت فقط يا محمد ! 
 
 
ولكن الحوثي ناصر العرجلي الذي جاء من عمران وكان عمله بيطري حيوانات وعينته جماعة الحوثي وكيل وزارة الصحة لقطاع الطب العلاجي ،، دخل على مكتب الدكتور الوالد عبدالعزيز الشعيبي ورفع صوته عليه وحدثه باسلوب عنجهية  وتعالي وهدده بتغيره من عمله لانه منحاز للنظام والقانون ورفض ان يطيع ويمتثل لتوجيهات جماعة الحوثي ، فغضب الدكتور الشعيبي وغادر مكتبه ، ثم علمت انا بما حدث فاتصلت للعرجلي وقلت له : لماذا تتجرأ على تهديد الدكتور الشعيبي ياحقير ، فإن لم تأتي وتعتذر له ساقوم بحملة اعلامية ضدك ونخرج بمظاهرات تنديد لتصرفاتك ، فما كان من العرجلي إلا ان جاءني واخذني لعند الدكتور الشعيبي وقدم اعتذاره وقبل رأسه فعفى عنه ،، لكنه بعدها رفع تقرير لجماعته في صنعاء يطالبهم بتغيير قيادة جامعة إب كونها مؤتمرية مخلصة ولن ترضخ لسياسة الحوثية وتعيين قيادة اخرى مؤتمرية ولكنها لابد ان تكون ضعيفة شخصية وتابعة للجماعة ، وفعلاً تم تغيير الدكتور الشعيبي رئيس الجامعة والدكتور محمد الجوفي النائب وكلاهما مؤتمريان حتى النخاع ومخلصان ومتفانيان في عملهما.
 
 
 
 في ليلة صدور قرار من اللجنة الثورية الحوثية بصنعاء يقضي بتعيين استاذي العزيز الدكتور طارق المنصوب رئيس لجامعة إب ، ظننت ان الدكتور طارق لن يقبل القرار وليس له علم ودراية وموافقة مسبقة ، فاتصلت به مباشرةً وقلت له : هل ستقبل قرار اللجنة الثورية الحوثية بتعيينك رئيس للجامعة ؟؟
فقال لي : نعم وليس امامنا الا ان نرضى بالامر الواقع .
 
 
فانصدمت من رده ولم اكن اتوقع موقفه من ذلك ، وبعد ايام التقيت باستاذي العزيز الدكتور عبدالحكيم المنصوب الذي تجمعه علاقة قرابة مع الدكتور طارق ، فوجدته مستاء جداً وقال لي : هل تعلم ان تخصص الدكتور طارق قانون دستوري ، فكيف لمن تخصصه في هذا المجال ان يقبل بقرار صادر من ميليشيات انقلابية ليس لديها مسوغ قانوني او وجود شرعي !!!!
 
 رغم ان قيادة جامعة إب المعينة من قبل الحوثي فصلتني من عملي كمتعاقد مختص للانشطة الثقافية بالجامعة بسبب وقوفي ضد الحوثي وميليشياته ، إلا انني اتألم كثيراً كلما رأيت اساتذتي الكرام والافاضل قيادة الجامعة يتعرضون لاهانة من قبل الجماعة الحوثية ،،،، وهنا احب ان اقول لقيادة جامعة إب ، ان الاهانة التي تتعرضون لها انتم السبب في ذلك ، قبولكم بجماعة الحوثي هو من نزل مستواكم عند المجتمع وعند الحوثية التي احتقرتكم واهانتكم وهددتكم ، انتم السبب في ما يحدث لكم ، وكما قال المثل الشعبي "يستاهل البرد من ضيع دفاه" .
 
ها أنا أقول لكم "يستاهل الاهانة من رضي بالحوثي" !!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي