كلمة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي التي ألقاها قبل أيام تبعها بكلمة مرتجلة ذكر فيها علي سالم البيض وخالد بحاح، وكان هناك بعض من الزملاء الذين حضروا وهم من أخبروني بالكلمة المرتجلة، وقد إستنكروا ذكر فخامته لهذين الرجلين فقلت لهم بأن فخامته لا يقول كلاماً جُزافاً فهو يعي ما يقول ويعلم جيداً بأن رسائله التي بين السطور ستفهمها الجهات التي يريد إيصال الرسائل إليها .

 

 

  ومن لم يفهم ما يقصده فخامته في الكلمتين التي ألقاهما مؤخراً أقول لهم ما فهمته حسب قراءتي المتواضعة هو الآتي: علي سالم البيض تدعمه دولة إيران الفارسية بتمسكه المتطرف بإنفصال الجنوب عن الشمال بعد خراب مالطا، أما خالد بحاح فجميعنا يعلم بأنه كان يتآمر ولايزال مع القوى الإنقلابية طمعاً في كرسي الرئاسة بدلاً عن فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي .

 

 

  ولا ننسى أيضاً بأن فخامته قد ذكر أحمد علي عبدالله صالح في كلمته الرسمية بأنه هو من يقوم بتمويل الإنقلاب ويروج له، وهؤلاء الثلاثة سيئي الذكر هم مجرد دمى تحركها الجهات المتآمرة على فخامته وعلى الشعب اليمني ومشروعنا الحلم اليمن الإتحادي، وكلاً من هؤلاء له دور مناط به، إنما الدور المحوري فهو لأحمد علي عبدالله صالح الذي يقوم بتمويل الإنقلاب والترويج له من داخل الأراضي الإماراتية وهي من تستضيفة تحت مسمى الإقامة الجبرية، فكيف لهذا الصبي يمول الإنقلابيين ويروج لهم وهو يعيش تحت الإقامة الجبرية في دولة هي إحدى دول التحالف ؟ وهنا يكمُن السر .

 

 

  نعود قليلاً للوراء ونتذكر بعض المواقف والخطابات لعفاش والحوثي وكذلك بعض الجهات الأخرى والتي تمثل اللوبي المعني بالأمر: خالد بحاح وافقت عليه الحركة الحوثية كرئيس للوزراء بعد أن رفضت من رُشِّح قبله من رموز وطنية تحت حجج واهية.. وعندما فُرِضت عليه الإقامة الجبرية أُطلِق سراحه دون غيره من المعتقلين.. خطابات المخلوع علي عفاش تخلو من ذكر الإمارات ويهاجم فيها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي حتى نجله جلال لم يسلم من الهجوم.. علي عفاش يهاجم وبإستمرار الملك سلمان بن عبدالعزيز ويصف الأسرة المالكة بآل سلول وبالكهنوتية ويصف الحرب بالعدوان السعودي وغيرها من الصفات السيئة.. يتجنب هذا المخلوع العفاشي ذكر الإمارات وهي إحدى دول التحالف.. هذه الأخيرة بإستطاعتها تجميد أموال وإستثمارات وأملاك المخلوع وإبنه أحمد المملوكة لهما وللأسرة العفاشية ولكنها لم تحرك ساكن بهذا الشأن .

 

 

  الحراك الإيراني في الجنوب بعد أن كان المخلوع العفاشي هو العدو اللدود تحول في عشية وضحاها إلى الصديق الحميم.. في أكثر من خطاب أثنى المخلوع علي عفاش على عدوه اللدود سابقاً علي سالم البيض.. عيدروس الزبيدي محافظ محافظة عدن جاءت به دولة الإمارات بعد إغتيال المحافظ اللواء جعفر محمد سعد وهي تعلم بأنه تدرب في إيران مع مجموعة من أفراد الحراك وتعلم أيضاً بأنه تخابر معها وجند العديد من شباب الحراك مع الحرس الثوري الإيراني.. السفر المستمر لهذا المحافظ لدولة الإمارات والذي تكاد تكون إقامته في أراضيها أكثر من إقامته في محافظة عدن بالإضافة إلى إستضافتها لأسرته في أراضيها كما إستضافت أسرة المخلوع علي عفاش وإبنه حمادة .

 

 

  بعض المغردين الإماراتيين في صفحاتهم بوسائل التواصل الإجتماعي يثنون على عفاش ونجله حمادة ويهاجمون فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ونجله جلال.. بالإضافة إلى الكثير من المواقف والخطب التي تُصَب في هذا الشأن والتي لا يسعني ذكرها في سطوري هذه .

 

 

  خلاصة القول هو الآتي: الرسائل التي أرسلها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في كلمتيه لمن لا يقرأ بين السطور هي عدم تخليه عن تحقيق حلم الشعب اليمني ألا وهو مشروع اليمن الإتحادي، وأنه لديه إستعداد بتقديم المزيد من التضحيات حتى يتحقق هذا الحلم خصوصاً بأن المملكة العربية السعودية تصرح دائماً عبر قياداتها ومفكريها وإعلامييها وعلى رأسهم ملك الإنسانية ورمز العروبة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد وولي ولي العهد أمير الشباب محمد بن سلمان كما أطلق عليه فخامته بأنها ستقف بجانب الشرعية حتى إنهاء الإنقلاب، ومن لديهم مشاريع أخرى على أرض اليمن عليهم أن يدركوا بأنها ستكون صعبة المنال طالما وأن رأس فخامته يشم الهواء.. فهل وعيتم رسائل فارس اليمن العملاق فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ؟ .