عشوائية الجيش

أحمد الشامي
الاربعاء ، ١٢ ابريل ٢٠١٧ الساعة ٠٢:٤٨ مساءً
لم يعد الإرهاب والتطرف شبحا يحوم حول اليمن ، بل أضحى واقعا نعيش تداعياته في كل حين ، حرب وصراع تشنها جماعات دينية متطرفة تدعي بان لها الحق الالهي وأخرى تداعي بأن لها الحق المقدس ، وجدات هذه الجماعات أرض خصبة لمشاريعها الرجعية و المتخلفة ، عندما أيقنت بأن الجيش اليمني ليس له اهداف وطنية ومشروع يحمي الوطن مثل جيوش العالم .
 
 
 
فقد صدق الرئيس السابق علي عبدالله صالح عندما قال ساخرا " الجيش عندنا بدون  مهام ولكنه بالاستعراضات العسكرية وقمع حرية الشعوب " ، لأول مرة يصدق صالح في قولة بأن هذا الجيش لا يمتلك اي مهام غير أنه يوفر الحماية لاسرتة و الاتباعة ، فقد تم بناء الجيش في عهد صالح على أسس  عائلي ومناطقي ، فكان أغلب قادة المؤسسة العسكرية من قبيلته ومن بعض القبائل التي تخلص في الولاء لنظام صالح .
 
 
 
تعتبر الجيوش في كل دول العالم الدرع الذي لا يستطيع احد ان يخترقه ، وهو الجدار الذي لا يستطيع أحد أن يتسلقه ، فالجيش يمثل البوابة الأمنية للحفاظ على البلاد من أي جماعة تريد العبث بالبلاد ، أما الجيش اليمني كان غير جيوش العالم ، فقد أثبت للجميع بأن هذا الجيش لا يستطيع حماية البلاد والعباد من مليشيات مسلحة ، فقد ضحك الجميع على تلك الألوية وتلك الرتب العسكرية التي تتساقط مثل الأوراق المتساقطة في فصل الخريف أمام مليشيات متمردة عن النظام والقانون ، كما اندهش العالم عندما شاهد الجيش يقف مع المليشيات مسلحة خاض معها سته حروب ، قامت بنهب سلاح الدولة و المؤسسات الحكومية ولم يتحرك الجيش الذي كان يصرف له 60% من ميزانية الدولة .
 
 
 
بناء الجيش بتلك الطريقة هي من أدخلت اليمن في صراع استباحة حياتنا ، حينما اشعلت المليشيات المسلحة النيران في بيوتنا وشوارعنا ، ليطفئوا مصابيح الحياة ويغرقوننا بمستنقعات الكراهية والفتنة والانقسام .
 
 
 
وبنفس الطريقة يتم اليوم بناء الجيش بتلك الطريقة العشوائية وبدون اهداف وثوابت وطنية ، بناء جيش وطني يكن انتمائه للجمهورية اليمنية يحتاج الى إرادة وإدارة حقيقية ، لكن الواقع يقول غير ذلك ، ما يحصل اليوم في المؤسسة العسكرية من عبث وتلاعب لا يخدم مصلحة الوطن بقدر ما يخدم مصلحة المتنفذين .
 
 
مازلنا نقع في نفس الأخطاء والنهج الذي كان يمارسة النظام السابق في طريقة بناء الجيش ، بل نمارس أكثر من تلك الأخطاء ، نبني جيش وهمي ليس له وجود في الواقع ، كما يتم توزيع الرتب العسكرية وتقاسمها بين المتنفذين في المؤسسة العسكرية ، وتوزيع الألوية بين المشائخ والقبائل وكأنها ملكية خاصة .
 
 
كيف نبني جيش يحافظ على سيادة الوطن ..! وكيف نبني وطن لكل اليمنيين وليس لبعضة ..! وكيف نرسم تلك الصورة الصادقة عند شبابنا والأجيال من بعدنا ، عندما ينظرون إلى الواقع اليوم في تركيبة الجيش وتوجهاته الحزبية والمذهبية والمناطقي .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي