بروفــــة السبــــعين !!!

كتب
السبت ، ٠٢ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٠١ مساءً
  منال الاديمي فُجع اليمنيون صباح الواحد والعشرون من مايو ....بجريمة لن تمحــــــى من ذاكرتهم ,ولن ينساها تاريخ يمننا الحبيب , جريمة راح ضحيتها أكثر من 300 جريح ومائة قتيل من جنود الأمــــن المـــركزي الذى مازال خاضعاً لسيــادة الدونجـــوان يحى ابن شقيق صالح !! لم يتجاوز عمر معظم قتلانا فى ذاك اليوم الأسود الخامســة والعشرون عــــامــاً حيث من المعــــــــروف لدينا بأن معظـــــــــم شبابنا الذين يقدمـون الى مذابح المـــــــوت كمجندين هم ممن تقل اعمــــارهم عن السابعة عشرة عامــاً بل وأن البعض منهم يساق الى الموت بوســـاطة كماحدث مع احد ضحايا ذاك اليوم المشـــؤم فأحد شهداء ذاك اليوم دفعت والدتهُ الأرمله مبلغاً من المال لأحد المتنفذين ليجند فلذة كبدها ويساعدها فى مواجهة قسوة الحياة بعد موت زوجها , لكن تلك المسكينة لم تلبث أن فُجعت مرة اخرى بولدها بعد فاجعة زوجها واي فاجعةٍ كانت !!!هذة المرة . ومن هول الجريمـــة والفاجعــــــة انتظرنا خطـــــاب الرئيس عبدربه منصور بشغف وحماس ثوري خصوصاً بعدما اُشيع بأن قرارات رئاسية ستصدر عشية الجريمة فى خطاب الرئيس هادي , لكن خطابه جاء هادئاً جدااااا , ومخيباً لي على الأقل إن لم يكن للجميع . لم يرتقي خطابه لتطلعاتنا منه كرئيس منتخب وله مطلق الصلاحيات الان , ولم يكن الخطاب موازياً لعظمة ماحدث صباحاً , كان الخطاب وكأنه موضوع تعبيري تجاوز الخمسين سطراً عن أهمية الوحدة وطنياً , وقومياً . تجاهل هادي جريمـــة الصباح فى خطابه , وأكتفى بتقديم التعازي الحارة حاله كحال اي رئيس دولة مجاورة قدم لنا التعازي فى مصابنا الجلل . وتوالت الاتهامات فى قناة الحصبة بأن صالح هو من دبر وخطط ونفذ , وبأن النظام السابق مازال يحيك الدسائس , والمؤمرات , والقلاقل , مع اختلاف بسيط بأن الخطاب الثوري فى تلك القناة قد تغير فلم يعد مذيعيها يشجعــون جموع الثائرين على الخــــروج لإنكار وإدانة ماحدث فقد اصبح الجميع الان على وفـــاق وفاق لم يحقق الى الان ابسط متطلباتنا الاساسيه؟( أمن ,كهــربا , وماء , خفض الاسعار ,نظافة )ومازال فلول النظام يمارسون سلطانهم كما كانوا قبل ان نفترش الارض ونلتحف السماء لأكثر من عام لتقتسم الاطراف السياسية المتنازعة فى اليمن فيما بعد السلطة وفق المبادرة !!تماماً كما أرادها الملك وليتها كانت قسمة عادلة فما زال وزراء المعارضة مجرد حبر على ورقة التكليف بالوزراة لا يجرؤ البعض منهم حتى الان على دخول مباني الوزارة التى ترأسها بمراسيم الوفاق والإقتسام . ,و جأت تصريحات وزير الداخلية على قناة السعيدة عن الجريمة كمن سكت دهراً ونطــــــق كُفراً, حتى الموقف الشعبي والثوري لم يكن يوازي عظمة الجريمة وماحدث فى ذاك اليوم الأسود واكتفى الجميع بإدانات فردية , حتى التكتلات الثوريه الشبابية اصدرت بيانات إدانة وتنديد , وكالعادة سيطر الوفاق على الموقف ولكننا هذه المرة لم نرى حتى شعاراً ثورياً يهدد بالزحـــف ,, فلربما لم يعد الثوريين بحاجة الى ان يفجعوا اكثر فيمن سلموهم دفة قيادة سفينة " الثورة " وشيء صادم ان الامور لم تتغير بعد كما يروج لها بعض المطبلون , ولم نعد نود ان نعرف ان حدود دولتنا المدنية لا تتعدى شارع الستين , بل ومن الممكن ان نقتل هذه المــرة ان حاولنا بسلاح الوفاق !! وانتهى الامر وجاء صباح الثاني والعشرون من مايو وتم الاحتفال , وبذات المكان وكأن تلك الاشلاء المتناثرة والدماء والجثث المرمية على اطراف ذاك الميدان لم تكن هناك بالأمس وبالأمس فقط لم اعرف ماهى الرسالة التى اراد المحتفلون إيصالها للنظام الذى لم أعد أصدق بأن كلمة السابق مناسبة لوصفه ولنا نحن المفجوعون بإخوة لنا مضوا لا نعرف كيف؟ شأنهم شأن إخوة لنا يبدو اننا اعتدنا ان نحملهم الى المقابر مع اسرار وبشاعة موتهم التي ستظل غامضةً والى الأبد تماما كما فعلنا مع شهداء حروب صعدة , ومجزرة جمعة الكـــــــرامة , وشهداء محـــرقة ساحة الحرية بتعز !! تساؤلات : _ لماذا لم يعلن الحداد لثلاثة ايام فقط , حداداً على تلك الارواح التى مضت بغمضة عين ؟ ولم يُنكس حتى العلم اليمني لايام كأقل تعبير عن الحزن الرسمي والوطني عليهم ؟ _لماذا هذا الإصرار من الدول الراعية للمبادرة على منح صالح وازلامه الوقت الكافي لعرقلة التسوية السياسية المتفق عليها و الذين هم فى الاصل من ارتضوها لنا كحل وحيد ؟ _مماطلة الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي فى تجميد أرصدة صالح ونظامة والإكتفاء فقط بمجرد التلميح والتهديد رغم تصريحات مختلفة بالتلويح بعقوبات ضد معرقلي المبادرة الا اننا الى الان لم نسمع بشئ من تلك العقوبات ؟ _ لماذا تم عمل بروفات لعرض عسكري فى منطقة معروف لدى الجميع بأنها مازالت بيد النظام السابق كما مازال الجيش امن وحرس تحت سيادة ابناء صالح وهل كانت الرساله المقصودة من العرض تستحق هذه التكلفة الغالية فى الارواح
الحجر الصحفي في زمن الحوثي