صيّاد

كتب
السبت ، ٠٢ يونيو ٢٠١٢ الساعة ٠١:٥٥ مساءً
أحمد غراب
أحمد غراب

- يا تشتري ماطور يا أبز العيال وأرجع بيت أبي.

- اللي يسمعك يقول أبوك عبده ياماها صاحب شركة الماطورات.

- ياماها في عينك.

- يوووه يا امه.

- ذحين اختار ماطور وإلا أروح بيت أبي؟

- إني خيرتك فاختاري ما بين العيش على شمعة أو بين شراء الماطور.

- لا تعتذر يا شمع لا تتأسف. أنا لست آسفة عليك لكن على طفي طفي.

- حبيبتي أنا لم أشتر ماطور لسبب واحد..

- وهو..؟

- كلما طفت الكهرباء أستضي بنورك البهي.

- بطل كذب، أمس سمعت صوتي لما طفت الكهرباء دقيت رأسك بالجدر وإلا نسيت؟ تحب أذكرك إيش قلت؟

- إيش قلت؟

- قلت فجعتيني يا صياد. علشان كذا أنا مصرة تشتري ماطور.

- أنا ما قصدتك أنت، أنا قصدت صياد.

- ليش فيه صياد ثانية غيري في حياتك؟!

- لا لا أبدا أنت أول وآخر صياد في حياتي.

- أنا صياد علشان تزوجت جني مثلك..

- أنا عفريت مش جني.

- لو أنت عفريت إنك بتقول شبيك لبيك.

- شبيك لبيك..

- اشتري لنا ماطور.

- تحبي أوديك بيت أبوك؟

- أنت ليش بتكره الكهرباء! بدأت أشك أنك أنت الذي بتضرب الأبراج..

- وعلى أي أساس بنيت شكك هذا؟

- سمعت مرة خبر في التلفزيون يقول تسبب خلاف نشب بين برازيلي وزوجته في انقطاع التيار الكهربائي لعدة ساعات عن أكثر من نصف مليون برازيلي.

- كيف؟

- خرج غاضبا من المنزل بعد أن تخاصم مع زوجته لأنه صرف مبلغاً كبيراً من مصروف البيت..

- وبعدين؟

- تسلق برج الضغط العالي علشان ينتحر.

- ومات؟

- لا، شركة الكهرباء قطعت التيار الكهربائي لكي تحافظ على حياته.

- سبحان الله، عندهم في الخارج الإنسان مثل البني آدم، عندنا الناس جن والحكومة صياد بتذكرني بواحد بيسوق السيارة وأبوه جنبه، يقوله:

- يا ولدي لف يمين.

- لف أنت أنا باسوق.

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي