لهذه الأسباب ستقف الأمم المتحدة ضد تحرير صعدة

محمد القادري
الجمعة ، ٠٧ ابريل ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٠٧ مساءً
بدون شك أو ريب فإن اقوى موقف ستتخذه الأمم المتحدة  في اليمن ، هو الوقوف ضد تحرير صعدة وذلك في الوقت المناسب الذي تجد ان التحالف والشرعية قد اتخذوا الموقف الحاسم للتحرير وبدأت قواتهم تسيطر على مساحة لا بأس بها في صعدة ، وتقترب من معقل رأس جماعة الحوثي في مران والمدينة الرئيسية عاصمة المحافظة ، وقبل ان اتطرق للاسباب ، كنت اود ان اعرف ماهي الاعذار والحجج والمبررات التي ستسخدمها الامم المتحدة لتقف بها ضد ذلك التحرير ، فمحافظة صعدة ليس فيها ميناء كالحديدة حتى تدعي قطع المساعدات والاغاثات ، وايضاً صعدة لم يعد بها كثافة سكانية لانها اصبحت شبه خالية من البشر بسبب استنزاف جماعة الحوثي لاهلها واستخدامهم في الجبهات بينما شردوا اغلبية من لا ينتمون لعرقيتهم وصادروا ممتلكاتهم ، ولا يوجد شئ آخر تستطيع الامم المتحدة ان تتخذه كمغالطة وحجة للوقوف ضد التحرير ، مما يجعل الحصول على مبرر امر صعب جداً ومعقد للغاية .
 
 
ولكن لا تستبعدوا ولا تستغربوا عندما تجدون المبعوث الاممي يصرح ويقول : نرفض تحرير صعدة ، لأن قيام دول التحالف بذلك سيستهدف المصدر الوحيد "للبردقان" ، وهذا ما سيؤثر على الكثير من المواطنيين الذين سيحرمون من التخديرة والذي من حقهم الانساني والحقوقي ممارسة ولعتهم المفضلة ! 
 
 
بل ان الامم المتحدة ستصدر بياناً شديد اللهجة وتعبر عن قلقها العميق بشأن تحرير صعدة ، فذلك الامر سيجعل دول التحالف تستهدف وتقضي على المخلوقات النادرة والاشكال الغريبة من البشر التي تشبه البرمائيات والزواحف وتسكن في جحور الارض وكهوف الجبال ، ويجب على المجتمع الدولي والعالمي حماية صعدة من اي قوات عسكرية تستهدفها من قبل الشرعية والتحالف ، باعتبارها محمية عالمية نادرة في الكرة الارضية ، بل يجب تسوير هذه المحافظة باسوار كبيرة ومحيطة بها من جميع الجهات فهي بمثابة حديقة من الحيوانات البشرية العجيبة التي يجب الحفاظ عليها وحمايتها باعتبارها تمنح زائريها ومشاهديها التفكر في المخلوقات النادرة والاستمتاع بالنظر إليها ! 
 
 
بل قد تقول الامم المتحدة ان تحرير صعدة سيقضي على "الزوامل" ، وهو ما يعتبر استهداف للتراث والفن الميليشاوي ! 
لا تستغربوا من ذلك خاصةً اذا كان يأتي من جهة  كالامم المتحدة التي تتقن المغالطة بدون حياء او خجل .
 
 
 
 من خلال وقائع الحرب التي تدور في اليمن بين طرف الشرعية ودول التحالف من جهة ، وبين الانقلاب الحوثي وإيران من جهة اخرى ، نستطيع ان نكتشف حقيقة الامم المتحدة التي تستخدم احياناً اسلوب المراوغة مع الشرعية والتحالف ، لكنها لم تتخلى عن الانقلاب ، بل تنحاز إلى صفه وتتخذ موقف قوي يقتضي رفض تحرير اي محافظة يمنية يسيطر عليها الحوثي بحجة الوضع الانساني او ماشابه ذلك من المغالطات والمبررات الواهية .
فالموقف القوي الذي  تتخذه الامم المتحدة فيما يصب بصالح جماعة الحوثي هو ناجم عن عدة أسباب تقف وراءه ، واهمها هو اختراق الامم المتحدة ومكوناتها من قبل القطاع الاستخباراتي الإيراني المتخصص في اختراق انظمة الحكم الدولية والهيئات والمنظمات العالمية واستخدامها من الداخل للعمل في مصلحة إيران وخدمة سياستها .
 
 
اما السبب الثاني فإن الامم المتحدة تقف مع جماعة الحوثي في اليمن بهدف الابتزاز لدول الخليج وامتلاك طريقة الضغط عليها ، وفي حالة انتهاء الانقلاب في اليمن والقضاء على جماعة الحوثي فهذا سيفقد الامم المتحدة طريقة الابتزاز للخليج واسلوب الضغط عليها ، كونها هي الخاسر الاكبر من انتهاء الصراع في اليمن والرابح الاكبر ايضاً من بقاءه .
 
 
 
 محافظتي صعدة وعمران هي المنطقة التي ستقف الامم المتحدة ضد تحريرها بكل ما أُوتيت من قوة ، كون هذه المنطقة لها أهمية لدى إيران ، فأهمية تواجد مشروعها في شمال شمال اليمن يكتسب أهمية أكثر من  تواجد مشروعها في جنوب لبنان ، فمحافظتي صعدة وعمران هي الموقع الاستراتيجي الذي يشكل الخطر الحقيقي على الشقيقة السعودية وبقية دول الخليج أكثر من اي موقع آخر يتواجد فيه مشروع إيران كجنوب لبنان او غيرها ، وفي حالة تحرير صعدة وعمران ستكون إيران قد اقتلع مشروعها في اليمن من جذوره ، وتكون الامم المتحدة قد خسرت اكبر مصدر للصراع والذي بخسارته يستحيل ان يحدث صراع  بهذا الشكل من اي مصدر آخر في الداخل اليمني .
 
 
 
 المطلوب الآن من دول التحالف والشرعية هو القيام بحملات مستمرة لتعرية الامم المتحدة وفضحها والتنديد بموقفها المؤيد للانقلاب الغير القانوني والمؤيد لجرائمه والداعم لبقاءه واستمراره ، ولأجل ذلك يتطلب القيام بالعمل الاعلامي والعمل الجماهيري ، فإعلام الشرعية هو المسؤول عن تعرية وفضح الامم المتحدة وكشف جرائم الانقلاب امام المجتمع الغربي والاوربي ، والخارجية اليمنية الشرعية وسفراءها في كل دول العالم ومن معها من منظمات حقوقية ، هي المعنية بتفعيل العمل الجماهيري في كل دول العالم للتنديد بجرائم الانقلاب وموقف الامم المتحدة ، يفترض على الخارجية اليمنية ان تقوم بعملية تواصل لكل الطلاب اليمنيين والمغتربين في كل دول العالم للقيام بوقفات احتجاجية تصاحبها التغطيات الاعلامية تدين جرائم الجماعة الحوثية وتستنكر موقف الامم المتحدة تجاه ذلك في نفس الوقت ، بينما يجب على سفراء اليمن وسفراء دول التحالف في كل دول العالم ان يعقدوا اجتماعاتهم ويضعوا خطة عمل يقومون من خلالها بعدة فعاليات جماهيرية من معارض للصور المتضمنة لجرائم الانقلاب وفعاليات اخرى يستدعون فيها الشخصيات  المستهدفة في المجتمع الغربي والعالمي واطلاعها على جرائم الانقلاب الذي ترعاه إيران وموقف الامم المتحدة المساند والمؤيد . 
 
 
 
الامم المتحدة تقف مع مشروع إيران في اليمن وفي بقية دول العرب ، فالواجب تعريتها وفضحها وإيقافها عند حدها .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي