تحرير الحديدة في ميزان الانقلاب والإنسانية!!

د. عبدالحي علي قاسم
الاثنين ، ٠٣ ابريل ٢٠١٧ الساعة ٠٣:٤٩ صباحاً

 

   تتعالى التحذيرات السياسية، تتباكى المنظمات غير الإنسانية، ترغي ثعالب الوقيعة والخديعة مع اقتراب زحف التحرير نحو عروسة البحر الأحمر، وتحريرها من خاطفيها الظلاميين. فهذا المسخ العفاشي المملوك أبوبكر القربي في تغريدة أقل مايمكن وصفها بأنها أكثر من وقحة، عندما يتحفنا ب"أن تحرير الحديدة كارثة إنسانية، وتحول وأي أفق لتسوية سياسية" وكأنه جهة إنسانية محايدة. ربما تولدت لديه قناعة بأن غيابه عن ساحة التصريحات كافية لتسويق أكاذيبها من جديد، وأن عفاش الكارثة لايعنيه، والمواطن فقط من تحرك مشاعره الميته، ومخاوفه الكاذبة. الآخر يحيى الراعي بداعي القبيلة والنكف، يدعو روسيا الإنسانية لإنقاذ الانقلاب من كارثة سقوط آخر شريان يغذي الانقلاب. نعيق وزعيق العفافيش لن يثني إرادة الجيش الوطني ومقاومته في أن تطال أياديها الميناء وبوقت وجيز.  تدرك الأطراف الخارجية المتعاطفة مع الانقلابيين بأن من شأن تحرير ميناء الحديدة أن يصاب الجسد الانقلابي بشلل كامل لروافع استماتته، وتعجل بسقوطه المخزي. لذا تطلق تلك القوى في المحافل الدولية والإنسانية تحذيرات بقوالب إنسانية فاضحة، فعن أي إنسانية يتحدث المبعوث ولد الشيخ في اجتماعه الأخير بواشنطن؟ وعن أي إغاثة إنسانية تبلغ المواطن المثقل بمعاناة اللصوص الانقلابية.

 

   إن تحرير الحديدة صرخة إنسانية ملحة تجاه أبناء الوطن والحديدة على وجه الخصوص، الذين يرزحوا تحت وطأة الظلم والمجاعة، والمصادرة لحرياتهم وممتلكاتهم.

 

   لا توجد معاناة إنسانية أكثر من بطش، وظلم، واستبعاد المليشيات الضالة لأبناء تهامة، وبقية المحافظات المختطفة. 

   الحديدة أضحت قناة لا تتدفق منها سوى آلة الدمار والقتل، ولا معنى واحد يفيد بأن الحديدة نافذة حية تهم المواطن الإنسان. ما تصل الحديدة من إغاثات ومعونات تكوشها وحوش السوق السوداء الانقلابية، ولا ينال المواطن منها إغاثة إنسانية تذكر. 

 

    الحديدة المخطوفة معناها استمرار جرائم أختطاف حياة الأطفال الفقراء، والزج بهم في أتون مشروع الموت الانقلابي. تحرير الحديدة يعني إنقاذ جيل من الأطفال المخطوفين من قبل المليشيات وإعادته من معسكرات الموت والإرهاب إلى حاضنة التعليم والحياة الكريمة.  

   تحرير الحديدة إعادة نفس الحرية للمدينة الطيبة والمسالمة من كابوس الانقلاب، الذي جثم على صدر آمالها في الانعتاق من دولة الفساد السابقة.

   تحرير الحديدة أن ترتسم بسمة الأمل الثورية من جديد على محيا المدينة الجميلة وأخواتها، وتفر من ساحتها المباركة الضباع لتعود إلى جحورها.

   الحديدة أولوية في مسار الخلاص الكبير من ربقة الأنقلاب، وبوابة النصر إلى بقية المحافظات. 

   على الشرعية ألا تلتفت كثيرا، ولا تشغلها الأصوات المتعالية بضمير النفاق الإنساني المصمم على مقاس جموع القتلة، وتجار الحروب، وأن تضع نصب عينيها تحرير الإنسان الذي يبكي دما من هول معاناة الانقلاب.

    الحديدة لا يوجد معنى لا إنساني لتحريرها سوى في ميزان السقوط الانقلابي ومآلات حصاره الخانق، وهذا ما تدركه القوى الحريصة على بقاء جثة الانقلاب، وتحرص على ديمومته ببعض الصخب  من تداعيات تحرير الحديدة إنسانيا، وكأن المواطن يعيش بحبوحة حقوق توفرها المليشيات الضالة.

   أخيرا، على الشرعية أن تتنبه لكل خطوة تحرير تحققها، وأن تدرس مخاطر أي أجندة لا تخدم تعزيز قوة الشرعية في أي موقع قدم محررة، حتى لا تتكرر مأساة  بعض المحافظات المحررة. لأن هناك من مازال يتعاطف بقوة مع عفاش. ويسعى جاهدا لخدمة بقاءه في معادلة المستقبل.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي