لعدن خصوصيتها في إقليمها يا فخامة الرئيس

علي هيثم الميسري
الخميس ، ٢٣ مارس ٢٠١٧ الساعة ١٢:١٤ صباحاً
محافظة عدن تعاني الويلات ولا تزال تعاني منذُ الإستقلال إلى يومنا هذا، فما بين 30 نوفمبر 1967م إلى يومنا هذا دخلت المحافظة عدن في مستنقع الصراعات السياسية والعسكرية على السلطة، والغريب في الأمر بأن الذين يتصارعون على السلطة جميعهم من خارجها أي من المحافظات الجنوبية الأخرى، حتى بعد التوقيع على الوحدة دخل لاعبون جدد في الصراع من قِبَل عصابة صنعاء .
 
 
  هذه الصراعات كانت نتائجها كارثية على المحافظة عدن وأبنائها، وهذه الصراعات كانت لا ناقة لأبناء عدن فيها ولا جمل، فإرتوت أرض عدن بسيل من دماء أبناء عدن والمتصارعين فيها على السلطة، فبعد أن كانت مدينة عدن في عهد الإستعمار البريطاني من أرقى مدن الشرق الأوسط تحولت بسبب الصراعات إلى قرية تدمع العين لرؤيتها، وقد قالها المخلوع علي عبدالله قملة في يومِِ ما بحقد إندفن في قلبه بأنه سيحولها إلى قرية بعد الحادثة الشهيرة التي إستقبلته فيها عدن بأنواع الأحذية الجديدة والقديمة، وبالفعل خلال فترته أهملها وأوفد أزلامه وأذنابه ومرتزقته من أفراد عصابته ليحكموها ويطأوا بأقدامهم على كل ساكنيها من أبناء الجنوب .
 
 
  وبمجرد أن جاء العيدروس الفانوسي محافظاً لها أكمل المشوار لتحويلها إلى قرية وبدأ من حيث إنتهى المخلوع علي عبدالله قملة وحذا حذوه بل وتجاوزه بمراحل عديدة، فخلال أقل من سنة ونصف عمل العيدروس الفانوسي مالم يعمله علي عبدالله قملة لأكثر من عشرون سنة، فعلي عبدالله قملة جعل الكهرباء في عهده تنطفئ من أربع إلى خمس ساعات في اليوم، أما العيدروس الفانوسي فقد جعل الكهرباء تعمل من أربع إلى خمس ساعات فقط في اليوم وأحياناً في يومين وكذلك بالنسبة للمياه، أما بالنسبة لطفح المجاري والقمامة وما إلى ذلك فحدِّث ولا حرج .
 
 
  بالإغتيال الغادر لإبن عدن البار الشهيد جعفر محمد سعد يوحى إلينا بأنهم لا يريدون لعدن محافظ من أبنائها، فتولى العيدروس الفانوسي مقاليد السلطة في عدن وعَمَدَ وبشكل متعمد على تحويل عدن من مدينة إلى قرية من العصر الحجري فَجَنَّدَ الجُند من بنو جلدته الذين إستدعاهم من قريته زبيد فأطلق العنان لهم قائلاً: عيثوا فيها فساداً وإعبثوا بها وحولوها إلى قرية وإجعلوا أعِزَّة أهلها أذِلَّة، فبدأ جُندُه بتنفيذ المخططات المرسومة لها مِن قِبَل الجماعات المأمورة بأمر دولة فارس الإيرانية، عموماً لا نريد أن نكرر الكلام بل سوف نسرد بعض من أعمال العيدروس الفانوسي وليس جُلَّها وسنوافيكم بجُلَّها في مقال آخر .
  
  تصرف العيدروس الفانوسي وكأنه حاكم لإقليم عدن لذلك جعل من مزارعي وبائعي القات وقطاع الطرق والخونة والعملاء مسؤولين كبار في مرافق الدولة في عدن، بل ومنحهم كامل التصرف وبأريحية فقاموا بالسرقة والنهب والبسط على الأراضي والإستحواذ على ممتلكات ومرافق الدولة، أما هو فكان يستهدف أبناء عدن فأقصاهم من مناصبهم وهمش الكثير منهم بل وذهب أبعد من ذلك بقطع كل الخدمات كالكهرباء والماء وغيره من الخدمات .
 
 
  إذاً وطالما أننا على أبواب يمن إتحادي وحتى لا تتكرر معاناة أبناء عدن نطلب من فخامة الرئيس الوالد عبدربه منصور هادي أن يجعل للمحافظة عدن خصوصية في إقليمها ومطلبنا هو الآتي: أن يتبوأ أبناء عدن كل الوظائف الحكومية في المحافظة عدن، وبما أن أغلبية أبناء عدن حُرِموا من إمتلاك أراضي خاصة بهم نطلب من فخامته أن يمنح كل مواطن عدني قطعة أرض ليبني بها منزلاً خاصاً به بدلاً من البيت المستأجر الذي أثقل كاهله، وحتى يستطيع أبناء عدن بناء منازلهم نطلب من فخامته إنشاء بنك تسليف خاص بأبناء عدن حتى يستطيعون بناء منازلهم، وبما أن الوضع الإقتصادي متدهور ويحتاج لفترة زمنية لإنعاشه يؤجل هذا المقترح لعدة سنوات لحين يتعافى، والأهم من كل ذلك هي تلك الخصوصية لأبناء عدن في منحهم الوظائف الحكومية فقط دون أبناء المحافظات الأخرى في الإقليم .
 
 
  أما فيما يخص محافظتي أبين ولحج فيجب منحهما حكم واسع الصلاحيات لكل منهما، فهاتين المحافظتين هما سبب الويلات والمعاناة التي عانى منها أبناء عدن بسبب صراعاتهما داخل محافظة عدن، مع إحتفاظنا برأينا من هم المتسببين بهذه الصراعات منذُ الإستقلال حتى أحداث يناير ودخولنا بوحدة ظالمة ومرورنا بحرب 94 ومن المتسبب بها إلى حادثة المطار التي كان الغرض منها هو الإنقلاب على فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي