ما أشبههم بإسرائيل

محمد القادري
الاربعاء ، ٢٢ مارس ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٠٤ مساءً
فاجأني وأذهلني مرتين ، فالمرة الأولى عندما شاهدته بعد اطلاقه  من أسر المقاومة في الجوف  ، والمرة الثانية عندما حدثني كيف تتعامل جماعة الحوثي مع أسرى الحرب .
 
 
هو احد الاشخاص الذين اعرفهم ، وهو احد ميليشيات الحوثي الذي أسرته المقاومة في الجوف ، رأيته بعد اطلاقه وهو مرتاح سمين ووجهه يتلألأ نوراً ، ولم يعد ذلك الهزيل الاغبر الاشعث الذي تكسو وجهه الدموية والانتقام ،، قلت له عندما التقيت به مازحاً معه هل كنت مغترب في المملكة ام كنت في سجون المقاومة فزيادة وزن جسمك وظهور آثار النعمة والراحة عليك تدل انك كنت مغترب في السعودية !!!
فقال لي : مسكوني اصحابك في الجوف "يعني المقاومة" .
 
 
قلت له : وكيف عاملوك ؟
قال لي : احسن معاملة واكرموني بالأكل واللحم حتى ارتحت كثيراً وزاد وزني وتمنيت انهم لم يطلقوني فالجلوس عندهم كأسير افضل من العيش في منزلي ، ولقد كانوا يعاملونا كأسرى أفضل من معاملتهم لجنودهم في ارض المعركة .... ثم شرح لي مواقف كثيرة تبدي ارتياحه الكبير وكأنه يقول لي اعذروني وسامحوني عن مشاركتي مع جماعة الحوثي ولن اعود لذلك ابداً .
 
 قلت له : من هو الافضل في التعامل مع أسرى الحرب المقاومة وجيش الشرعية ام جماعة الحوثي وجيش الانقلاب ؟ 
ورغم اني اختطفت وسجنت في سجن الميليشيات وتلقيت اقسى انواع التعذيب ولا زلت اعاني حتى اللحظة وضع صحي سئ نتيجة ذلك التعذيب ، إلا ان انني اردت اعرف رأي ذلك الشخص كونه له دراية من خلال مشاركته مع الميليشيات واصبح اسيراً لدى المقاومة ، ولكنه اذهلني وفاجأني وجعل فرائصي ترتعد عندما حدثني عن كيفية تعامل جماعة الحوثي مع الأسرى ، شارحاً لي بعض المواقف التي عايشها بنفسه ورأها بأم عينيه .
قال لي انه شارك مع الميليشيات الانقلابية في الضالع وكان قائده شخص يدعى "ابو جهاد" ، وفي احدى ايام المواجهة تم أسر 16 شخصاً من ابناء محافظة الضالع والزج بهم إلى احد المباني التي اتخذتها الميليشيات سجن للأسرى ، وكان من ضمن حراس ذلك المبنى ، وأمرهم قائدهم ابو جهاد ان لا يعطوا الأسرى مياه يشربونها ، فأشتد عطش الأسرى وظمأهم ولم يستطيعوا ان يناموا مما دفعهم إلى احداث ضجة يطالبون بالماء ، فذهب في آخر إلى قائده الذي كان نائم في احد غرف المبنى وقال له ان الاسرى احدثوا ضحة في السجن بسبب الظمأ واراد ان يستأذنه باعطاءهم الماء لكي يروون عطشهم ويناموا ،،، ولكن قائده قام من نومه غاضباً وهو يقول : أيحدثون فوضى في السجن ؟؟؟ ثم توجه لغرفة الأسرى وحينما دخل عليهم أمرهم ان يقوموا صفاً واحداً ، ثم جعل كل شخص منهم يدير وجهه نحو حائط الغرفة ، ثم أخذ ابو جهاد سلاحه الكلاشينكوف واطلق رصاصتان لرأس كل أسير حتى سقطوا قتلى جميعاً وامتلأت الغرفة بالدماء ..... ثم غادر ابوجهاد وهو يقول هذا هو الحل المناسب معهم وكذا نأدبهم  ومن الآن مافيش فوضى يادواعش ؟؟؟؟؟
 
 
 ثم قال لي انه من تلك الليلة تراجعت جبهات الميليشيات في الضالع وما استطاعت الصمود والمواجهة أكثر ، ولم تمر سوى بضعة أشهر حتى قتل ذلك القائد الحوثي أبو جهاد عبر غارة جوية لطيران التحالف .
 
قاطعته قائلاً وانا مذهول محدق بنظراتي إليه : هل تحدثني عن إسرائيل التي تحتل فلسطين ؟؟؟ 
فرد عليّ والله ما أخبرتك بإلا بماشاهدته وعايشته ،، ثم حدثني بعدها عن موقفين آخرين لن اذكرها هنا وسأتطرق لها في مقالات قادمة .
 
ربما  انني قد سمعت عن معاملة لأسرى بهذه الطريقة التي تشبه جماعة الحوثي ، ولكنني اعتقد انها في فلسطين المحتلة من قبل اسرائيل ، ولست متأكد ان مثل ذلك التعامل قد قامت به اسرائيل للأسرى الفلسطينيين ، ولكن اذا كانت اسرائيل عاملت أسرى لديها بمثل معاملة جماعة الحوثي لأسرى من المقاومة ، فليس امامنا ان نقول عن تلك الجماعة التي تقول في شعارها الموت لإسرائيل "ما أشبههم بإسرائيل" ، وهذا ليس تكفير لجماعة الحوثي حاش لله ان نكفر احداً ولكن تشبيههم بمن يقعون على شاكلتهم في معاملة الأسرى ، واما في حالة عدم قيام اسرائيل بمعاملة الأسرى بهذه المعاملة السيئة التي تتعامل بها جماعة الحوثي فليس امامنا إلا ان نقول "سلام الله على بني إسرائيل" .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي