السر الذي لم يفهمه ابناء الجنوب ؟

محمد القادري
الثلاثاء ، ٢١ مارس ٢٠١٧ الساعة ٠٤:٢٣ مساءً
يتقهقه صالح ويرتاح وينبسط كثيراً عندما يرى اي خلافات داخلية لدى ابناء الجنوب كالخلافات التي تحدث بين فصائل المقاومة الجنوبية أو اطراف الشرعية ، بينما يضحك صالح كثيراً حتى تدمع عيناه ويضع رجل فوق رجل ويتمتع تمتع منقطع النظير عندما يسمع دعوات الانفصال والمطالبة بفك الارتباط من اي شخصية جنوبية او مكون جنوبي ، وذلك لأن صالح يريد هذا الامر ، بينما هذا الامر في الوقت الحالي لم يخدم أي مواطن في الجنوب ولن يحل اي مشكلة جنوبية ، بل انه وبكل تأكيد يخدم صالح وحليفه الحوثي فقط .
 
لماذا صالح يريد الانفصال ؟ 
 
الوحدة اليمنية التي تحققت في عام 90 ميلادي صنعها ابناء الجنوب وهم الذين يعتبرون حجر الزاوية فيها ، فعندما زار صالح عدن قبل تحقيق الوحدة بعام استقبله ابناء الجنوب في الشيخ عثمان ورفعوا سياراته فوق اكتافهم ، وبعد تحقيق الوحدة سعى صالح للتخلص من شركاء الوحدة باستخدام سياسة استطاع من خلالها ان يجعل قيادة الجنوب ان تتراجع عن موقفها الوحدوي واعلان الانفصال ليتمكن صالح من خلالها بتصويرهم مجرد انفصاليون ومرتدون ويسعر عليهم حرباً انتهت باغتصاب صالح للجنوب بذريعة الوحدة التي جعلها مجرد نهب للثروة ومصادرة للحقوق وليست الوحدة الحقيقية التي ينشدها اي مواطن يمني سواء في الشمال او في الجنوب ، وبعد رحيل صالح عن الحكم اصبح هدفه الكبير هو انفصال اليمن وانتهاء الوحدة وذلك لسببين : الأول هو اثبات بأن الوحدة صنعها صالح لوحده ولم يصنعها احد معه من الجنوب .
والسبب الثاني : اراد صالح ان يتفرد بالتأريخ بأن الوحدة اليمنية هو من حافظ عليها ولم يستطع احد من بعده الحفاظ عليها ، فاليمن توحد في عهد حكم صالح الشمالي وانفصل في عهد حكم هادي الجنوبي او اي حاكم حكم اليمن بعد صالح ، ولهذا سعى صالح بعد رحيله عن الحكم لتغذية اطراف في الشمال والجنوب لدعم مخطط الانفصال وجماعة الحوثي وتحالفها مع عدة اطراف جنوبية خير دليل على ذلك ، فلقد استطاع صالح من خلالها اللعب على عدة مكونات جنوبية قبل قيام الانقلاب لتبني انفصال اليمن والسعي لذلك وبرعاية إيرانية طبعاً .
 
 
هدفان مهمان لصالح عند استخدام  هجوم الحوثي على عدن ، فالهدف الاول : التخلص من كل الاطراف والمكونات الجنوبية الوحدوية والتي تطالب بالانفصال ، لكي يتسنى لصالح ان يحصل على دعم خليجي للقيام بانقلاب على الانقلاب الذي كان طرفاً فيه ، فالحوثي الذي يتبع إيران ويشكل خطراً على دول الخليج بما فيها المملكة لن يتم التخلص منه إلا في حالة عودة صالح للحكم ، وهذا مايفرض على دول الخليج دعم صالح للقيام بانقلاب على شريكه الحوثي من خلال استخدام الجيش الذي يتبع صالح كالحرس الجمهوري وغيره ، وفي هذه الحالة سيستطيع صالح العودة لحكم اليمن موحدة عبر انقلاب يمكن نجله احمد من الوصول لرئاسة الدولة بدعم خليجي ومساندة عامة من ابناء الجنوب الذين وصولوا إلى قناعة تامة انه لن يخلصهم من الحوثي إلا صالح ، وهنا يعود صالح لحكم صنعاء وعدن في ظل وجود وحدة يمنية يستغلها صالح لصالحه كما استغلها من قبل .... ولكن تدخل التحالف العربي وانطلاق عاصفة الحزم فاجأت صالح ولم تكن في حسبانه ، ولو كان له اي حسابات توحي بتدخل التحالف العربي لما ساند الحوثي وشاركه بالهجوم على عدن وذلك بغرض المحافظة على مشاعر ابناء الجنوب ، واستخدامهم كأداة للتخلص من الشرعية بطريقة الانفصال .
 الهدف الثاني : في حالة عدم حصول صالح على دعم خليجي ومساندة شعبية من ابناء الجنوب للتخلص من طرفه الثاني الحوثي ، فأن ذلك سيحتم على تدخل دولي وعقد اتفاقيات دولية تقضي بانسحاب الحوثي من الجنوب والتسليم لاي مكون جنوبي  واعلان الانفصال وعودة الحوثي لحكم الشمال ، وهذا الامر سيمكن صالح من عدم عودة الاطراف التي مع الشرعية والتخلص منها والتخلص ايضاً من الوحدة اليمنية .
طبعاً الدعم الخليجي والدولي الذي كان يريده صالح للقيام بانقلاب على شريكه في الانقلاب جماعة الحوثي ، هو دعم انفرادي لصالح فقط بشرط ان لا تعود وتدعم شرعية الرئيس هادي وبقية الاحزاب اليمنية والمكونات في الجنوب وعلى رأسها الحراك الجنوبي ... اي دعم صالح منفرداً وعودته للسلطة منفرداً .
 
 صالح الذي عرقل بعد رحيله الامن والاستقرار وحارب اي نجاح لمن بعده لكي يثبت انه هو الافضل وعهده هو الاحسن ، هو نفسه الذي يحارب الوحدة اليمنية ويسعى للانفصال بعد رحيله لكي يثبت انه هو الوحدوي وفي عهده فقط تحققت الوحدة وانتهت بعد رحيله ...... فهل يعقل ابناء الجنوب ذلك .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي