من يملي؟ رئيس بدون صلاحيات!! وبدون نائب!!

د. عبدالحي علي قاسم
الخميس ، ٠٩ مارس ٢٠١٧ الساعة ٠٢:٠٥ مساءً

   دائما ما تتكرر مشروخة صلاحيات الرئيس هادي، وكأنها فقط من يعرقل الحل، ومشكلة اليمن العويصة، وتطرح وجبتها على موائد المفاوضات والجلسات المشوهة بفهمها للواقع، وتحظر في لقاءات وزيارات المبعوث الأممي. صلاحيات الرئيس!! ورئيس بدون نائب!! وحكومة توافقية واسعة الصلاحيات تحد من هامش الرئيس.

   السؤال الوجيه لولد الشيخ والوسطاء الناشطين: بصراحة، من يملي مثل هذه المقترحات المفخخة؟ وهل من طرف مستفيد سوى رأس الانقلاب عفاش وشركائه؟

  وحده، عفاش يسيئ بطريقة مباشرة، ويشوه الجهود الأممية عندما تصبح مطالبه المفخخة هي تصور، وجدول المبعوث الأممي، لأنه يدرك من حجر العثرة أمام نجاح مشروعه الانقلابي ونفسه التوريثي للسلطة.

   بقاء الرئيس هادي قويا، يعصف بنجاح انقلابه وتوسعه، وكابوس يقض أحلامه الأنتقامية المريضة، وجامع دستوري وشعبي قوي تلتف حوله مكونات الفعل المقاوم، الكفيلة بدفن مشروعه وجثة أطماعه. كما انها تحول وحالة الفراغ والفوضى التي يمكن أن ينتهزها عفاش في حال غاب الرئيس هادي عن المشهد السياسي، أو تقهقر دوره لو سمح الله.

    للأسف، أن ولد الشيخ لم يتعلم من درس المبادرة الخليجية التي أعلنت في 3 إبريل 2011، لأنه لم يقرأ مفردات أسطرها بعناية، وما آلت إليه تداعياتها، كمرجعية سياسية تزوده بالمفخخات، التي يزرعها المخلوع صالح، وتسعفه بفهم عميق للتفاصيل الشيطانية التي ينفذ من خلالها، وتحول أن يملي عليه رؤوس مبادراته، كما أملى تنصيصاته، وتعديلاته للمبادرة الخليجية حينها وفقا لمقاس عودته الانقلابية.

     ما يغيض المخلوع أن الرئيس هادي بهامش حركاته الرئاسية أفلت من شباك أخطبوطه، وبدأ في تقطيع أطرافه الخطيرة والماكرة، وتمزيق شباك صيده. وبالتالي ليس أمام عفاش من حيلة إلا الإستعانه بالمبعوث الأممي، وسوء استخدام مهمته السياسية والإنسانية. مستغفلا فجوة إدراكه للواقع الذي يلعب فيه،  كما أستغفل الخليج من قبل لنجاته من قبضة العدالة الثورية، وكافأ الخليج بتسليم اليمن لإيران.

   مهمة أخرى لمبادرة ولد الشيخ، بل قل هدف إستراتيجي لعفاش يحاصر أطماعه، ودهاليس تعبئته الانفصالية المريضة، وتوحيد جبهته الداخلية، لضمان تماسك جبهة الانقلاب، وهي رئيس بدون نائبه علي محسن. الكابوس الآخر لانتصار حلمه، وضمان افلاته من هزيمة محققه. 

   هذا باختصار هو برنامج عفاش المرحلي، وللأسف أن برنامجه أصبح محل تبني ورعاية المبعوث الأممي، الضحية القادمة لابن آوى القائم على أربع حيران لا يدري كيف يخرج من مأزقه؟ فوجد بولد الشيخ قشة ينجو بها من غرق الانقلاب والجرائم التي خلفها.

  ومع ذلك، مازلنا نأمل بوعي حقيقي لولد الشيخ يسعفه في تجنب مصراع من سبقوه في وادي ثعلب اليمن، وأن ينأى بمبادراته إملاءات المخلوع صالح.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي