عدن: القوة السودانية بدون أطماع!!

د. عبدالحي علي قاسم
السبت ، ٠٤ مارس ٢٠١٧ الساعة ٠٢:٠٣ مساءً
 
    أستقبل مطار عدن قوة الحماية السودانية بابتسامة ثقة وحب يعصرها ألم خلفه خراب، وأذية تمرد العصابات المتهورة. أبتسامة المطار المخطوف مرجعها سلامة مقصد القوات السودانية الموكلة بالحماية، والتي حضرت من أجل اليمن، وبسط هيبة السلطة الشرعية لا خدمة لنزوة أطماع بائسة، تزيد من تعقيد وتوتير الأوضاع عوضا عن حلها.
 
   ثقة المطار منبعها أن القوة السودانية لم تحضر للحماية بأجندة بالغة الخباثة واللؤم..
 
 
   ربما القوات السودانية هي الوحيدة، التي لبت نداء الشرعية بدون أطماع أنتهازية في إطار التحالف الذي تقوده المملكة، لتحرير اليمن من أذرع إيران وأطماعها. وليس من المبالغة في شيء وسط ضروب الخيانات الأمنية في عدن بأن نقر، أن نفس الخير والثقة سوداني بامتياز. نفسا أخويا لأنه حضر باذلا لدمائه أملا في التحرير، وإسناد سلطة الدولة الشرعية، لا ليضع نفسه وأطماعها محل التجاذب، والمنازعة السلطوية مع القيادة الشرعية. ولا لإرباك الموقف الأمني والسياسي بترجيح كفة فصيل، أو عصابة، لتشجيع تمردها على قرارات الشرعية، لفرض معادلة وصاية مستقبلية مجحفة بالوطن وتنميته.
 
 
   وحدها القوات السودانية في خدمة مسار المعادلة الأمنية في ضوء رؤية وتوجيهات الشرعية، التي بادرت بطلب تدخلها في اليمن، ولم تؤسس أحزمة أمنية مفخخة على غرار بعض الدولة ذات الأجندة المشبوهة والخطيرة. قوات تلتزم بطبيعة المهمة التي أتت من أجلها، وتحترم ميثاق شرفها الأخوي، ولا تخشي أنفها فيما يسيء لسمعة مهمتها، أو يخدش هيبة  حضورها العملياتي.  
 
 
   لم يعد واردا أن تبقى العصابات المتمردة في المطار، أو أي مرفق سيادي، أو حتى من تورط في تشجيع الحماقات غير المسئولة تجاه الشرعية.
   مثل هكذا حضور سوداني شجاع وشريف ومسئول هو فقط محل ترحيب الشعب اليمني، وتحديدا أبناء عدن لتجنيب عدن احتكاك العصابات الموتورة، أو التدخلات بالغة الضرر. 
 
 
  لا يجب أن تغرد أي قوة خارجية أو داخلية خارج سرب الشرعية، ومن كانت له وجهة نظر لا تتوافق، ولا تسير في ركب سلطة الرئيس هادي فعليها أن تفكر بجدية في طي صفحة وجودها، واليمن غني عن تدخلها السلبي.
 
 
  على الرئيس هادي أن يكون حازم بما فيه الكفاية تجاه أي تجاوزات تعرقل مسيرة مشروعه التحرري، ويعيق سير معركته الحقيقية مع الانقلاب.
   ودعوة وطنية من رواد الفكر والصحافة لسيادة الرئيس، بأن يتقدم للشعب السوداني وقيادته بعظيم الشكر لحسن، ونبل سيرة هذه القوات، وطلب المزيد من هذه القوات المتميزة، والقادرة على خدمة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة دون صخب، أو صداع، أو فيروس مرض الأطماع الذي يزكم الأنوف الوطنية.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي