التخبط الأمني ومخاطره على المملكة والخليج!!

د. عبدالحي علي قاسم
الخميس ، ٠٢ مارس ٢٠١٧ الساعة ٠٦:٥٢ مساءً
في ضوء تخبط معطيات التعامل الحذر، والبطيئ تجاه  العبث الأمني والسياسي في عدن وغيرها لن تشهد اليمن استقرارا في الأمد المتوسط، وربما اللعب على مصالح أنانية غير محسوبة العواقب الإستراتيجية تؤدي إلى اندثار معادلة الاستقرار في السعودية ثم دول الخليج.
 
    من يربك الشرعية في نيل أهدافها لاستعادة الدولة، وبسط سلطتها على كامل التراب الوطني، هو بالضرورة يعمل في صف إيران ضد مصالح المملكة بقصد أو بغير قصد.
 
  هذا اقتراب تحليلي متماسك تدعمه دلائل وشواهد عديدة في ساحة المعترك السياسي والأمني.
 
   أولا: فرملة مسيرة التحرير وإرباكها خصوصا في عدن لا يخدم سوى مشروع الانقلابيين المدعوم إيرانيا، ويضمروا عداء، وحقدا أسودا لن ينتهي جماحه سوى ببلوغ نجد والحجاز كما هو مخطط له. 
   ثانيا: التخدير الموضعي لبعض قوى التحالف في المخا والساحل الغربي هو فقط لبعث تطمينات، وتبديد مخاوف الشرعية، وقيادة المملكة بسلامة النوايا، لبحث مسوغ التمرد الذي تدعمه في مربعات عدن الأمنية، والضغط على الشرعية والتحالف، بأن من شأن تجاوز أجندتنا وأهدافنا في عدن يعني بالضرورة إرباك المشد العملياتي برمته، وتحديدا في الساحل الغربي.
 
 
  إن منطق السير التآمري ينشط في فضاء مكشوف، وبناء معادلة أمنية إستراتيجية للمملكة العربية السعودية في ضوء معطيات الإحباط الأمني القائمة في عدن هي ضروبا من العبث المرعب، والذي لا تغني معه أي مكاسب عسكرية في الساحل الغربي وعلى تخوم العاصمة، بل ربما يعود بمعادلة الشرعية والتحالف إلى الصفر الأمني والعسكري. ومآلاته لا يمكن حساباتها ببعض تقديرات النوايا الحسنة، فهي كارثية بكل التأكيد.
 
 
   ما يجب أن تحتاط له القيادة السلمانية هو أن تعثر الشرعية لا سمح الله، لها مابعدها على مستقبل السعودية الأمني، وأن تداعياته مؤلمة ومكلفة على من يقف خلف رؤية التدخل المناوئ لإيران في اليمن. وهذا ما تجتهد في تحقيقه بعض الدول، التي تغرد خارج سرب سلمان الملك، والأمراء الشباب.
 
   نصيحة لله والتأريخ لا تتهاون المملكة أكثر مما هو قائم في ردع كل من تسول له نفسه إرباك المشهد العسكري والأمني للشرعية. ما لم، فلتستعد دول الخليج، وفي مقدمتها المغامرين لزلزال مدمر سوف يضرب الخليج بدون أستثناء وقريبا.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي