هادي في طريقه إلى صنعاء فاتحا!!

د. عبدالحي علي قاسم
الثلاثاء ، ٢٨ فبراير ٢٠١٧ الساعة ١٢:٠٦ مساءً

على عادته ظهر المنبوذ أخلاقيا وسياسيا في خطابه الأخير، يهدد ويتوعد، ويحدد شروط عودة هادي إلى صنعاء كمجرم حرب. يهذي بخرافات خرقاء ما لها من منطق يسندها، أو أثارة من خلاق. يوزع تهديدات، ويتغنى بانتصارات، ويكرر مشروخة حكايات هروب هادي، وكأنها إنجازات نوعية لانقلابه المشؤوم.  مهلا يامخلوع! هادي عائد لكن منتصر لوطنه ومشروعه رغم أنف أحقادك، ليطهر اليمن من  نجس أطماعك وجرائمك، وعليك أن تستعد لأسوء خيار لم يطف عليك به أخوف كابوس عرفته ذاكرتك الظلامية إن لم يسعفك الهروب، وشتان بين خروج الشجعان وهروب الفئران.

     هادي عائد لوضع نهاية للإمامتك الكريهة، التي تدثرت بلحاف الجمهورية بعد أن أجهزت عليها باغتيال الرئيس الحمدي، الذي أئتمنك وكنت خائن طعنته. عائد "هادي" ليحاكم الكهنوت الذي أخفيته بين أظلعك، وعشعش في عقلك، وسترت عورته بتقيتك النجسة، وأبت حيثيات وملابسات الانقلاب إلا أن تنشر سوء تفاصيلها وطالعها.

   الرئيس "هادي" خرج في 1986من عدن إلى أحضان صنعاء هربا من وباء وجحيم المناطقية التي أذكيتها آن ذاك، وأصبحت فيما بعد طاعون حكمك. وحرج بحنكته من صنعاء إلى عدن في 21 فبراير 2015 بعد أن غدره خنجرك الإمامي، ووضعته نقمة توحشك قيد الإقامة الجبرية، وعزمت وشريكك في الكهنوتية  تصفية حياته. هادي "الشجاع" خرج من عدن بعد أن شم ريحة الغدر من بقية أذنابك وأذيال حكمك في عدن على شاكلة بن حبتور، وضباع الجيش العائلي الخائن، ليس خوفا بل ليعرف كيف يؤدبك، ويعاقب نزوات أفعالك. وهاهو كابوس أحلامك "هادي" عائد لتصفية غرور أطماعك، وقد ظهر جزعك برجوع هادي المظفر المنصور لأنك في حقيقتك لست أكثر من كائن تتغذى على دماء الشعب، وذئب لا يؤمن غدره أقرب مقربيك. وشيدت صرح حكمك المتسلط عقودا بسيف غدرك وإرهابك، وزرع الشقاق بين أبناء جلدتك.  

  هادي عائدا بعد أن شد حزامه بسلمان العاصفة، لينهي سوء فحشك، وعهر انقلابك، الذي أهلك حرث البلاد ونسلها، وخلف اليمن يبابا. 

  المخلوع خطيئة قومه، ومصيبة مجتمعه، يأبى شيطان هواه أن يترك من حوله جميعا حتى يوردهم مورده، ويسقيهم الموت من كأس طمعه، لم يكفيه بعد أن زج بمعظم الرجال في حقل سلطة الموت بل مصر على أن يدفن من تبقى حتى آخر نفس في مسيرة أطماعه.

  أخيرا "هادي" الرئيس الشرعي سوف يدخل منتصرا لصنعاء، وفاتحا متواضعا بعد أن يطهرها من وباء الطمع المناطقي والكهنوتي عروسة في مشروع اليمن الاتحادي.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي