لن يحدث إنفصال حتى يلج جبل شمسان في سم الخياط

علي هيثم الميسري
الأحد ، ٢٦ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٠٣:٠٧ مساءً
قال الكاتب السعودي عبدالله ناصر الفوزان في تغريدة له: الإنفصاليون خطر يهددنا ويهدد اليمن، فمصلحتنا أن تبقى اليمن موحدة، وأن تبقى مصادر الثروة لليمنيين كلهم وأن ينتهي مصدر الخطر الذي أربك اليمن وأورده المهالك كل تلك السنين الطويلة وهو علي عبدالله صالح وأعوانه والزعامة الحوثية الحالية التي إقترنت مصالحها ومطامحها ومشاريعها بخيط لا ينقطع مع إيران.. إنتهى .
 
  ما قاله الكاتب تدركه جيداً حكومة المملكة العربية السعودية ولكنها لم تفصح عنه، فالحكومة السعودية سياستها حكيمة وحريصة دوماً أن تكون على مسافة واحدة من جميع الأطراف المتنازعة، فالإنفصاليون في جنوب اليمن كانوا يحملون صفة رسمية كونهم مكون من مكونات الحراك الجنوبي السلمي الذي كان أحد الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني والذي إنخرط العديد من قياداته في مؤسسات الدولة .
 
 
  ولكن بعد أن ظهرت نواياهم تلك القيادات التي تسلقت موجة الحراك الجنوبي السلمي والمدعومة من إيران وإنشقت من مكون الحراك وبدأت بتنفيذ الخطة التي رسمتها رأس الأفعى الدولة الفارسية بالحركة الإنقلابية في جنوب اليمن بعد فشل الإنقلاب في شماله، هنا فقد هؤلاء الصفة الرسمية التي كانوا يحملوها وهذا ما دعى الحكومة السعودية الإفصاح عن رأيها تجاه هؤلاء الزنادقة بوصفهم إنفصاليين .
 
 
  أيضا تدرك الحكومة السعودية جيدا بأن هناك إتفاق بين الإنقلابيين في الشمال والجنوب بقيادة رأس الأفعى الدولة الفارسية يفضي إلى فصل الجنوب عن شماله ويعود الوضع كما كان عليه قبل التوقيع على الوحدة في العام 1990م .
 
  كان الإنقلابيين في الشمال يعملون تحت ضوء النهار وفي عتمة الليل وتحت مرأى ومسمع العالم كله، أما الإنقلابيين الجنوبيين كانوا يعملون من وراء حجاب ومتوارين عن الأنظار، فهم من سهلوا دخول المليشيا الإنقلابية في الشمال إلى محافظة عدن حتى تكتمل أركان الإنقلاب بالسيطرة الكاملة على الأراضي اليمنية .
 
  وبعد إعلان نجاح الإنقلاب يأتي تنفيذ الإتفاق بتسليم الجنوب لهذه العصابة الخائنة ومن ثم يتم تسمية الدولة الجنوبية، على الرغم من الإتفاق كان حبر على ورق فالمليشيا الإنقلابية في الشمال ومن خلفهم إيران جعلوا هذه العصابة مجرد مطية وإستخدموهم فقط لإنجاح مخططهم الإنقلابي، فكان الأمر سيعود كما كان عليه قبل ثورة 11 فبراير مع إختلاف في شكل الدولة لظهور حكام جدد ألا وهي الحركة الحوثية .
 
  كانت أحداث المطار هي تدشين للخطة البديلة للحركة الإنقلابية لإنقلابيي الشمال، ولولا دهاء وحنكة القائد الأعلى للقوات المسلحة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في إحتواء الموقف بسيطرته السريعة على جميع المواقع التي تمترس خلفها أدوات الإنقلاب من الأغبياء الجنوبيين لكانت غرقت العاصمة عدن بسيل من الدماء، ولكانت القبور لن تتسع بسكانها الجدد .
 
  قد يسأل سائل: كيف إستطاع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي إحتواء الموقف والسيطرة عليه بهذه السرعة مع إمتلاك قوة لا يُستهان بها لدى الإنقلابيين ؟ إجابة السؤال لن يُعلَن عنها إلا بعد القضاء على المليشيات الإنقلابية شمالاً وجنوباً وعودة الدولة المغتصبة لملكية الشعب.. ولكن أستطيع القول مقولة لابد من إستيعابها لكافة الأطراف من مؤيدين لليمن الإتحادي ومن رافضين له: طالما وأن فخامة المنصور الهادي هو رئيس البلاد وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة والداعم القوي له المملكة العربية السعودية لن يكون هناك إنفصال حتى يلج جبل شمسان في سم الخياط .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي