سفينة المنصور الهادي

علي هيثم الميسري
الاربعاء ، ٢٢ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٠١:٤١ صباحاً

خلال الخمس السنوات العجاف الماضية التي تربَّع بها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي كرسي الرئاسة الملتهب، ذاق فيها الشعب اليمني الويلات فسالت الدماء وزهقت الأرواح وتشردت كثير من الأسر، ولم يكُن ذلك لسوء إدارة فخامة رئيس الجمهورية ولا بسبب تحويل فخامته الدولة لملكية خاصة به وبعائلته، ولم يكُن دكتاتورياً في سياسته كما كان يفعل كل ذلك سلفه المخلوع علي عفاش، بل لأنه أنتج مشروعاً تنموياً حضارياً لأبناء الشعب اليمني فكانت ضريبة المشروع مكلفة باهضة الثمن .

  لا نريد أن نكرر ما ذكرناه سابقاً من أحداث خلال الخمس سنوات الماضية بل من الواجب علينا أن نوضح الصورة الحقيقية المبهمة للأحداث الجارية في بلدنا الحبيب لاسيما ما يحدث في العاصمة عدن من إحتقان مصطنع يمارسه أعداء فخامة رئيس الجمهورية الذي أغاضهم لحمله مشروع اليمن الإتحادي .

  قيام مشروع فخامة رئيس الجمهورية سينسف كل تلك المشاريع المتفق عليها فيما بينهم، فعندما بدأ يرمي مدامكه وشاهدوا فخامته عاقد العزم على تحقيقه لم يجدوا بُدَّاً من هدمه فإنقلبوا عليه فريقين وهما المخلوع العفاشي بمعية عبدالملك الحوثي صبي إيران والتي كانت تدعمهما من الخلف لتحقيق حلمها بمشروعها الإقليمي الذي يبدأ من بلدنا الحبيب، وكان هناك طرف آخر في الجنوب يمتلك مشروع إنفصالي هو من سهل عملية دخول المليشيا الإنقلابية إلى عدن للتخلص من فخامة الرئيس الشرعي والسيطرة على عدن ليكتمل الإنقلاب .

 المفاجأه الكبرى التي أذهلتنا هي دخول لاعب جديد دخل داعماً للشرعية اليمنية فتفاجأنا بأطماعه الإستحواذية التي بدأت تطفو على السطح وهو من يساعد الآن تلك المليشيات الإنقلابية والإنفصالية بعرقلة مسيرة الوالد الرئيس عبدربه منصور هادي بالمضي قدماً لتحقيق مشروعنا الحلم .

  الحليم سيفهم إشارتي عن كل الأطراف المذكورة آنفاً، فكل هؤلاء إجتمعوا ضد فخامة الأدميرال الرئيس عبدربه منصور هادي ليعرقلوا سفينته من السير للوصول إلى ضفة اليمن الإتحادي، وحينما فشلوا بالحركة الإنقلابية الأولى في صنعاء عادوا مجدداً لإعادة الكَرَّة في العاصمة عدن ومايحدث الآن من إحتقان مصطنع لهو خير دليل على ذلك .

  بعد الإنتصارات التي تحققت في مدينة المخا والتي أُعلِنَ بعدها الإنطلاقة لتحرير مدينة الحديدة والتي بتحريرها ستكون القاصمة لظهر العصابة المليشاوية ولكل تلك الأطراف الأخرى، فلذلك عمدوا على إيقاف عجلة الشرعية حتى لا تصل قواتها إلى مدينة الحديدة لتحريرها والتي إن تحررت فمعنى ذلك سيبدأ التهيئة لإعلان إسدال الستار لهذه الحرب وإنهاء الإنقلاب كُلِّيَّاً .

  الخطة التي إجتمعت عليها كل الأطراف بدأت في أحداث المطار والتي تعامل فيها فخامة رئيس الجمهورية بحكمة ودهاء مكنتاه من إحتواء الموقف لصالحه حينما أطفأ فتيل المواجهة فأصاب خطتهم في مقتل، وليس ذلك فحسب بل أظهر لأولئكَ حجم قوته ودهائه فقزمهم جميعهم وكشف عوراتهم لدول التحالف .

  الخطة الإحتياطية بدأوا بتنفيذها بإثارة الشارع والتحريض ضد فخامة رئيس الجمهورية من خلال أبواقهم ومطابخهم الإعلامية، ووصلت دناءتهم لأن يحرضوا الشارع لإقتحام قصر المعاشيق وطرد فخامة رئيس الجمهورية وحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، وليس ذلك فحسب بل أشاروا لأقزامهم الإعلاميين من ترديد عبارات بعودة المخلوع العفاشي علي قملة .

  وفي طي الخطة أيضاً معاقبة أبناء عدن في حياتهم اليومية من خلال قطع الكهرباء وإنعدام المشتقات النفطية وتحميل فخامة رئيس الجمهورية وحكومة دولة رئيس الوزراء المسؤولية الفشل لإحداث ثورة أخرى كثورة الحوثي التي برر بها الإنقلاب على شرعية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي .

  عندما فشلوا في أحداث المطار التي كانت تهدف بالإنقلاب على فخامته يريدون الآن يعيدون الكرة بالإنقلاب على فخامته من خلال إيجاد مبرر فشل الحكومه بعدم توفيرها للخدمات الأساسية من كهرباء ومشتقات نفطية .

  ونحن نقول للشعب اليمني وعلى الأخص الشارع العدني لا تكونوا أدوات للخونة والعملاء والمرتزقة والعصابات المارقة الذين يريدون نسف مشروع اليمن الإتحادي الذي بذل به جهداً فخامة الرئيس الوالد عبدربه منصور هادي وضحى من أجله لأجلكم في سبيل تحقيق مشاريعهم الخاصة التي لا تعد ولا تحصى ولن تستفيدوا منها .

  حكموا عقولكم وحكموا المنطق وإركبوا معنا في سفينة المنصور الهادي التي يقودها الربان الأدميرال فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي المتمكن والذي يحفظ جيداً الإتجاه المؤدي إلى المرسى الآمن .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي