عبدالملك إلى "قم" كبادرة حسن نية!!

د. عبدالحي علي قاسم
الثلاثاء ، ٢١ فبراير ٢٠١٧ الساعة ١١:٤١ صباحاً

 على أثر مساعي طهران بين مسقط والكويت، تحت تهديدات عصا ترامب، وقوة آلة الحزم السياسي والعسكري للملك سلمان، يتردد الحديث عن توبة طهران في دعم مشروع الخراب والشر، الذي تزرعه يد الموت الحوثية المأجورة. السيد_ روحاني رفع الدعم أو ترشيده للحوثي وحلفائه الانقلابيين لا يكفي كبادرة حسن نية لفتح صفحة حوار مع الرياض. المطلوب نقل رجسة الخراب المدعو عبدالملك إلى "قم" بداية، وإيواء حثالة رموز الشر من حوله كلاجئين قتلة في طهران، إذ لم يعد اليمن بوسعه أن ينظر إلى وجوه شرهم المشوهة، أو يحول ونقمة وثأر المجتمع من جلد جرائمهم. 

  لن يكون بمقدور أحد أن يحمي رموز عصابة الشر الحوثوعفاشية،  وإن بالغ في ضرب وعود المصالحة. ما اقترفته الأيادي الانقلابية، التي ظهر مخلوقها المسخ مع نهاية العام 2014  من ضرر وجريمة بحق الشعب اليمني صعب أن تغفره ملة، أو تقره شريعة.

   ضربا من الاستحالة، أن تكون هناك بادرة تقارب للقيادة السعودية بدون إزالة التهديدات الحوثوعفاشية، ليس فقط من حدودها الجنوبية بل من اليمن. غير واردا أن تقبل الرياض بعد الآن، ولن تسمح أن تعاود قوى الشر نشاط تهديداتها، أو أن يطل عليها كابوس يهدد أمنها من الظهر اليمني. 

    المملكة العربية السعودية منذ قيام الدولة السعودية لم تتعرض لتهديد مصيري لكيانها وعقيدتها بمشروع أخطر من ذراع طهران في اليمن، والذي كانت تبني طهران عليه آمالا لنسف بنيان الدولة السعودية، وبسط نفوذ بغيها واحتلالها لكامل أراضيها.

  وحدها الوعود الفارغة والكاذبة لا تنطلي على إدارة سلمان الحكيمة، بيع الوهم الأمني والسياسي لم يعد مقبولا في معادلة التهديدات القائمة للوجود الإستراتيجي للمملكة وأخواتها في منافذ الخليج، والبحر الأحمر، والعمق الإستراتيجي اليمني. مصداقية النشاط الدبلوماسي تحتاج لخطوات واضحة وجريئة في واقع المعركة التي تغذيها وتشعلها إذا أرادت طهران أن تبقي على بعض هيبتها، وأن تجنب ترابها مخاطر إستراتيجية قادمة، على رأسها سحب إيران رموز عصابة الشر الحوثية إلى طهران، ورفع يدها تماما عن التدخل بالشأن اليمني أولا، كبادرة حسن نية لإعادة ترتيب تفاهمات حول بقية التهديدات. مالم فعصى العقوبات، والعزل، وإسقاطها بالضربة القاضية لا محال قائمة وقادمة. 

   بادرة أخرى، على عصابة الشر في طهران رفع يدها عن مشروع دعم الحراك الإيراني الجنوبي، وبقية جيوب العصابات الإرهابية، التي تتعاون معها عن طريق الوسيط العفاشي.

   بدون إجراءات عميقة وملموسة لطهران في اليمن، فتحركاتها الدبلوماسية في مسقط لا معنى لها، ولن تضيف إلى مكاسبها السياسية سوى الخيبة. مسقط هي الأخرى، عليها أن تكفر بعض ذنوبها تجاه الأمن الخليجي- اليمني، وتقنع نفسها وطهران روحاني بأن زمان المراهقة الخطرة في اليمن ولى، وأن حصادا مرا ينتظرهما ما لم يؤمنا بمعادلة الأمن الخليجي والسعودي أولا.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي