اليمن ضمن المنظومة الخليجية

فواز عبدالقادر الأديب
الاثنين ، ١٣ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٠٦:٥٢ مساءً

لكل مرحلة سياسية لها تبعاتها واشكالياتها ومثله حال اليمن في حرب الخليج الأولى في تسعينيات القرن الماضي و موقف الحكومة اليمنية آنذاك التي كانت تمثل موقف النظام نفسه وليست معبرة عن موقف الشعب اليمني ككل وإن كانت هناك مسيرات موجهة في الشارع لتبني موقف الحكومة بدافع العاطفة أيضا يتحمل تبعتها النظام القائم آنذاك .

كان لموقف السلطات اليمنية الرسمية حينها تأثيرها الكبير على اليمن من خلال خلق شرخ كبير في علاقة اليمن بدول الخليج العربية والتي تمثل اليمن العمق الاستراتيجي لها ، فلقد امتدت تأثير حرب الخليج إلى كل بيت يمني من خلال عودة كثير من المغتربين اليمنيين في دول الخليج والذي كان له الأثر الكبير في ضعف الاقتصاد اليمني الذي كان يعتمد بشكل كبير  على تحويلات المغتربين اليمنيين بالإضافة إلى الصعوبات الكبيرة التي واجهت بعض المؤسسات التعليمية  والصحية على وجه المثال والتي كانت تحظى بدعم من دول الجوار الخليجية والتي أنشأت تلك المؤسسات كالجامعات والمدارس والمستشفيات. 

وكان حريا بالشعب اليمني أن يدفع فاتورة غباء موقف السلطات الرسمية آنذاك  .

كان اليمن بحاجة لمدة طويلة لعودة العلاقات ولم الشرخ اليمني الخليجي وتصفية الأجواء لأننا ندرك أهمية الخليج لنا كيمينيين وأهمية اليمن لأشقائنا الخليجيين ، ومع عودة العلاقات بشكل تدريجي بدأت مرحلة التعافي لليمن بعودة المغتربين اليمنيين للعمل في دول الخليج وعودة العلاقات الرسمية والتي  كان لها انعكاس إيجابي على دعم مسار التنمية في اليمن مرة أخرى. 

ومثلت عاصفة الحزم نقطة تحول حقيقي في مسار العلاقات اليمنية الخليجية و أبى  أشقاءنا في الخليج ترك اليمن وأشقائهم اليمنيين فريسة لإيران ورفضوا إلا أن يكون اليمن خليجيا وضمن المنظومة الخليجية من خلال الدعم والمساندة العسكرية والسياسية والاقتصادية والتنموية وصولا للانضمام للمنظومة الخليجية ما بعد الحرب كنتيجة طبيعية وضرورة حتمية .

وعلى تراب اليمن سكبت دماء طاهرة يمنية وسعودية واماراتية لأجل اليمن وحريتها واستقلالها ، وعلى أرض اليمن سطرت ملاحم البطولة والتضحية التي سجلها ويسجلها التاريخ كل يوم ، ستقرأ الأجيال القادمة أعظم ملحمة في تاريخ الوطن العربي عبر تحالف عربي هو الأعظم والأصدق  بقيادة السعودية والإمارات وبقية دول التحالف في القرن الواحد والعشرين .

وبعد كل هذه التضحيات صار من الاستحالة اليوم أن تنفك عرى الأخوة مرة أخرى ويرفض اليمن إلا أن يكون خليجيا عربيا  ويرفض الخليج إلا أن يكون اليمن خليجيا وعربيا . هكذا شاء التاريخ والأرض والجغرافيا والدين واللغة  .     13 فبراير 2017

الحجر الصحفي في زمن الحوثي