هادي : لماذا قطر أولا؟

د. عبدالحي علي قاسم
الاثنين ، ٣٠ يناير ٢٠١٧ الساعة ٠٩:٠٥ مساءً

 

    يمم الرئيس هادي قبلة زيارة تأريخية للشقيقة قطر، الذي يعشقها اليمن شعبا وأميرا، ولا يجد في في قاموس حبه لها بديلا، لأنها ببساطة ووضوح: همسا لمعنوية أخوية ضاربة في عمق التاريخ، ومعاني وحدة الدم والثقافة والمصير والطموح المشترك.

   قطر أولا: لأنها مصداقية تجاه اليمن بدون حدود، وتعاون سخي، ومفتوح، وحتى غير مشروط ولو كان المستفيد في سالف الأيام عفاش، الذي بلغت وقاحته، وطمعه طائرة البوينج الرئاسية، التي فقط لم يستطيع حقده تدميرها، وحالفها الحظ أن تكون بساطا مريحا لأسفار الرئيس هادي.

    الدوحة الوارفة تستقبل ببشائرها قائد مسيرة الثورة، وحامل لواء شرعيتها، لتدشين مرحلة بناء حقيقية لما دمرته قوى الشر والمرض ورعاتها الإقليميين.

   قطر أولا: لأنها الأخ الشقيق الحريص على اليمن واستقرارها، وتنميتها، ومواقفها المشرفة، ودعمها تخاطبنا أرقاما لا مزايدات، ولا حسابات عقيمة، ومدمرة.

     في كل نائبة كانت جوارنا لم تثنيها تهديدات ولا مكايدات الآخرين. قالت بصريح السياسة اليمن موحدا في 1994 رغم خباثة الربان حينها. ومظالمه بحق أبناء الشعب وتحديدا الجنوبيين، لكنها آثرت أولوية الرؤية الإستراتيجية، وعمق قراءة أبعادها في منطقة شديدة التعقيدات والأطماع، ومخاطر التجزئة والوجود تتهددها بدون استثناء. وهذه القراءة الاستباقية القطرية أدركتها دول الجوار لكن في وقت متأخر.

   أسندت وجادت قطر بدعمها سلطة المخلوع بمليارات، ذهبت محافظ عفاش وعصابته، لم يكن لديها من خيار أمام سلطة الواقع اليمني المريض، رغم معرفتها أن إجحافا يمارسه المخلوع بحق شعبه وثروته، والمنح التي يتلقاها من الأشقاء، وقطر أولا.

  لماذا قطر أو لا سيادة الرئيس هادي: لأنها نبض القربى، الذي يحنوا بعاطفة أخوته الجياشة أكثر من كونها يدا تدر الخير والمساعدة لشقيقه اليمن.

  لمن لا يعرف كم يحب القطري أخوه اليمني عليه أن يقف معي حكاية مؤثره بين أمير قطر، وباني نهضتها، وزعيمها القامة والهامة القطرية حمد بن خليفة آل ثاني مع المستشار الثقافي اليمني صفوت الغشم عندما دخل على الأمير مع دبلوماسيين من دول أخرى، فصافحهم وعندما عرف المستشار اليمني نفسه على الأمير حمد أنكب عليه يعانقه بحرارة الأخوة، يلاطفه ويمازحه باليمني......،فما كان أن بادله المستشار سوى دموع عبر بها تجاه حفاوة وكرم الأمير العربي الأصيل.  ونحن على يقين أن تميم الأمير الشاب لن يكون أقل من والده الكريم فيضا بحبه، ودعمه للشعب اليمني وشرعيته. وهذا واقعا تلمسه الشرعية، وتزداد مؤشرات تعاونه مختلف المجالات.

 بكلمات مختصرة أعجز عن سرد الدعم المادي والدبلوماسي والعسكري التي قدمته، وتقدمه الشقيقة قطر. يكفي أنها الدولة التي ترفد اليمن بمختلف صنوف الدعم، وعندما عجزت اليمن في ظرفها الصعب تغطية التزاماتها الخارجية، وتقدمت اليمن بطلب دعمها لموازنة وزارة الخارجية، كانت قطر سباقة لدفع كافة أستحقاقات ورواتب الدبلوماسيين في ضوء دعمها الشامل لليمن.

   زيارة موفقة سيادة الرئيس ومزيدا من آفاق التعاون والأخوة بين بلدينا.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي