الرئيس هادي ومقال النصر والمستقبل.

د. عبده مغلس
الخميس ، ٢٦ يناير ٢٠١٧ الساعة ٠٨:٤٥ مساءً

مع تناغم إنتصارات الشرعية ومشروعها بدعم من التحالف  على الإنقلابيين في مختلف الجبهات والتي واكبت الذكرى

الثالثة لاتفاق اليمن الاتحادي الجديد وتأسيس الجمهورية الحقيقية كتب فخامة الرئيس هادي مقالاً في اليوم اللذي وافق مناسبة اختتام مؤتمر الحوار الوطني الشامل واعلان وثيقته الوطنية الخالدة المؤسسة لليمن الجديد.

تَمَيّز هذا المقال بمحطات ورسائل هامة تُجبر المتابع للتوقف عندها وإدراك دلالاتها ومغزاها

الأولى :  المناسبة والدلالات.

الثانية: ١٤ أكتوبر الصحيفة والثورة.

الثالثة: عدن المدينة والدور.

الرابعة: تقاطع المناسبة مع الإنتصارات.

الخامسة : أسباب الإنقلاب والحرب.

السادسة: صراع المشاريع.

السابعة: مرجعيات الحل.

الثامنة: رفض المساومات.

التاسعة: مسؤولية الحرب.

العاشرة: عهد استمرار النضال.

الحادية عشر: الجنوح للسلم.

الثانية عشر: رسم خارطة المستقبل.

ففي الأولى المناسبة والدلالات فقد واكب يوم الخامس والعشرين من يناير اليوم الذي أنجز فيه اليمنيون صياغة وثيقة الحوار الوطني اهم وثيقة في تاريخهم كما حمل هذا الشهر ذكرى بواكير طلائع ثورة الشباب عام ٢٠١١م وربط الرئيس هادي بين الثورة والإنجاز، هذا الإنجاز الذي ميز هذه الثورة عن غيرها بأن جعلها مرتبطة بإنجازها المُتمثل بوثيقة الحوار الوطني التي أجمع عليها الشعب اليمني وعارضتها قوى الفيد والهيمنة والإخضاع وتم تحصين هذه المخرجات بمشروع الدستور وهذه ميزة لم تتأتى لأي ثورة.

فهي ثورة الإجماع الوطني وليست ثورة النخبة و تحددت لها معالم الطريق بمشروع يعمل على توزيع السلطة والثروة ودستور يحمي الثورة ومخرجات الحوار الوطني،وهذا أسس للحكم الرشيد والدولة العادلة والنظام القويم وطوى وإلى الأبد الصراع حول السلطة والثروة.

وفِي الثانية ١٤ أكتوبر الصحيفة والثورة فقد اختار الرئيس هادي صحيفة ١٤ أكتوبر لكتابة مقالته لماتُمَثّله من  رمزية لثورة جنوب الوطن ضد الإستعمار ليبرز حقيقة تتابع وترابط الثورات اليمنية التي قامت بحثاً عن الحق والعدل والمساواة والحريّة وما ثورة الشباب ووثيقة مخرجات الحوار ومسودة الدستور سوى امتداد لإستكمال ثورات الشعب اليمني في ٢٦ سبتمبر و١٤ أكتوبر واستعادة لإرادة الشعب وثوراته التي خطفتها قوى ثقافة الفيد والهيمنة والإخضاع مدعومة بقوى ثقافة الإنتهازية والفساد.

وهذه الرمزية مَثّلت استعادة لدور هذه الصحيفة ورمزيتها التاريخية التي حاولت قوى ثقافة الفيد والهيمنة والإخضاع  الغاء هذا الدور للصحيفة والثورة.

وفِي الثالثة عدن المدينة والدور فقد كتب هذه المقالة من هذه المدينة التي تحررت من مليشيا الإنقلاب والتي شهدت بطولات عظيمة لأبنائها المسالمين الذين صمدوا ودحرو قوى مليشيا الإنقلاب المدعومة بجيش الإنقلاب الذي حصل على أرقى أنواع التدريب والتأهيل والتسليح والذين كانوا ينظرون إلى عدن ومجتمعها المدني نظرة دونية وعملوا على الغاء عدن المدينة والدور شهدت هذه المدينة محاولة اغتيال الرئيس هادي بهدف قتله وقتل مشروعه.

فمن هذه المدينة كتب مقالته ليؤكد للإنقلابيين أن مشروعهم مهزوم وأن ثقافة الفيد والإخضاع هُزمت وأن عدن انتصرت وعادت عدن المدينة والدور لتدعم شمال الوطن  كما دعمته سابقا للتحرر من ثقافة الإمامة وهزمتها في ٢٦ سبتمبر وحصار السبعين بجانب أبناء الشمال الذين سطروا البطولات لمقاومة هيمنة الإمامة وثقافتها المغلوطة وهاهي اليوم بقيادة الرئيس هادي تستعيد دورها وتعيد كتابة التاريخ بدعم شمال الوطن لهزيمة ثقافة الإمامة من جديد والتي عادت في ثوب الإنقلاب لتكريس ثقافة استرقاق الشعب اليمني وإعادته لبيت العُبُودية إما عُكفي أو رعوي.

وفِي الرابعة وهي  تقاطع المناسبة مع الإنتصارات، فقد شهدت هذه المناسبة العظيمة انتصارات متعددة في كل جبهات القتال ضد الإنقلابيين ومشروعهم السلالي فطلائع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تُحرر مناطق في صعدة وكر الإنقلاب وتُحرر المخا وكأن هذه المناسبة على مع موعد مقدر خَطّته يد العناية الربانية لتؤكد أن الله يمد نصره لعباده المستضعفين وها هو الرئيس هادي الذي حمته عناية الله من القتل والحصار في صنعاء وحمته من القتل والغدر في عدن  يعود ليعلن منها انتصار المشروع مع انتصارات استعادة الوطن وتستعيد عدن دورها واعتبارها ويستعيد جنوب الوطن دوره واعتباره.

وفِي الخامسة أسباب الإنقلاب والحرب فقد حدد سبب ذالك بمخرجات الحوار الوطني فهي سر الهوس المجنون لعصابات الانقلاب وحربها المجنونة على اليمنيين، لأن مشروع الدولة الجديدة يعمل على:

١-  تقليم أظافر الإمامة.

٢- نزع مخالب العائلة.

٣- توريث الحكم للأمة اليمنية. ٤- منح اليمنيين حق وحرية إختيارهم لحكامهم ومستقبلهم دون وصاية.

٥- القضاء على قوى التسلط ومراكز النفوذ والاستئثار بالسلطة والثروة.

وفي السادسة صراع المشاريع حدد الصراع بين مشروعين مشروع الأمة اليمنية الذي جسدته مخرجات مؤتمر الحوار الوطني  ومشروع العصابة الذي يقوم على الاستئثار بالقوة واحتكار الحكم باسم السلالة اوالعائلة او الجهة.

وفِي  السابعة مرجعيات الحل حدد بوضوح لا لبس فيه أن الحل يقوم على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وأشترط أن تكون المخرجات واحدة من المرجعيات التي يُحتكم اليها في اي حوار خاص بوقف الحرب او أي مشاورات سياسية.

وفي الثامنة رفض المساومات أكد أنه لن يقبل بأي مساومات تتجاهل او تنتقص من مخرجات الحوار ومبادئ الاجماع الوطني باعتبار ذلك هو مشروع اليمنيين جميعا.

وفي التاسعة مسؤولية الحرب أكد أن تحالف الإثم والعدوان المتمثل بالحوثي وصالح يتحمل كل المسئولية عن الأحداث التي نشأت عن انقلابه على الاجماع  الوطني وتآمره على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية واحتلاله للعاصمة والمدن اليمنية واعتدائه على معسكرات الدولة ونهب الاسلحة وما اعقبها من حروب ودمار .

فالذين اشعلوا النيران هم وحدهم من يتحملون مسئولية ضحاياها .

وفِي العاشرة عهد استمرار النضال أعاد التأكيد لكل ابناء الشعب اليمني الكريم  ومن موقع المسئولية التي خوله اياها الشعب اليمني أكد لكل ابناء اليمن في الداخل والخارج أنه سيواصل درب النضال المشروع ضد العصابات المنفلتة وسيوقف كل الايادي العابثة بامن وسلامة المواطنين ولن يتخلى عن دماء الشهداء الأبطال وتضحيات الشعب العظيمة في الشمال والجنوب.

وفي الحادية عشر الجنوح للسلم أكد بأنه لن يجنح للسلم حتى يجنحوا لإرادة الشعب ويحترموا خيارات اليمنيين وأن اي سلام لا يقوم على إنهاء الانقلاب ومحو آثاره لهو سلام زائف يؤسس لدورات لاتنتهي من الخراب والعنف ، وسنمضي جميعاً في تنفيذ كافة مخرجات الحوار الوطني ، وتوعية كافة ابناء الشعب بهذا المنجز العظيم.

وفِي  الثانية عشر  رسم خارطة المستقبل أوضح فخامته بأن قوى الشر قامت بانقلابها وحربها لإيقاف المستقبل واستعادة الماضي لإفشال مخرجات الحوار الوطني ورسم مقال فخامته محددات المستقبل بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي مثلت خارطة المستقبل وأكد على المحددات والمعالم التالية:

١- شكل الدولة حدد بأن الدولة الاتحادية هي شكل الدولة الجديدة الذي ارتضاه اليمنيون وتوافقوا عليه  منطلقين من النظام الجمهوري بالآليات الديموقراطية وبما يحقق المواطنة والعدالة ويوسع مساحة المشاركة في السلطة والتوزيع العادل للثروة . وهذا هو المشروع الذي تتبناه الدولة ولن نتوقف حتى ننجز هذا المشروع العظيم.

٢- مخرجات الحوار الوطني هي مشروع اليمنيين جميعا والذي لخص باقتدار نضال العقود الاخيرة ووضعها ضمن وثيقة المخرجات التي باتت مشروع كل ابناء الشعب وملك لهم.

٣- مشروع مخرجات الحوار الوطني شكل الأساس الصلب لمسودة الدستور اليمني الجديد الذي اوقفه الانقلاب قبل عرضه على الشعب للاستفتاء.

٤- مخرجات الحوار الوطني هي الوثيقة الأغلى التي صاغها اليمنيون جميعا بصورة لا نظير لها في التاريخ الحديث وهي العقد الاجتماعي الجديد لليمنيين.

٥- مخرجات الحوار الوطني قامت على ركائز العدالة والمواطنة المتساوية والنظام الجمهوري والدولة الاتحادية العادلة التي تحقق المشاركة في السلطة والتوزيع العادل للثروة والمدنية.

٦- مخرجات الحوار الوطني أسست للحكم الرشيد والدولة  والنظام القويم وطوت والى الأبد مشاكل اكثر من خمسين عام .

٧- مخرجات الحوار الوطني مثلت الإجماع اليمني اللذي نزع الغطاء عن قوى الهيمنة والتسلط ونزع عنها غطائها الذي تدثرت به لعقود تارة باسم الثورة وتارة باسم الدين واخرى بادعاء الوطنية.

٨- مخرجات الحوار الوطني أكدت أن كل اليمنيين سواء وأن كل الارض اليمنية سواء وان كل الجهات سواء وأنه لا فضل ليمني على يمني إلا بما تقتضيه الجدارة والكفاءة وفِي ظل المواطنة المتساوية والعدالة.

٩- مخرجات الحوار الوطني

حددت أسباب المشكلة وهي الاقصاء والتهميش والاستئثار بالسلطة والثروة والمحسوبية والشللية والمناطقية وكلها امراض قاتلة للشعب وللتنمية وللحكم والدولة.

١٠- مخرجات الحوار الوطني  بنت احكامها في شكل الدولة وصورة النظام السياسي بما يمنع هذه الأمراض ويحقق التنمية ويزيد معدلات الانتاج.

١١- مخرجات الحوار الوطني إرتكزت على حرية الإنسان  فالإنسان الحر هو الذي يحقق التنمية.

١٢- مخرجات الحوار الوطني أسست للنظام العادل والمتكافئ اللذي يمنح الناس الفرص المتساوية ويحقق الرضى العام ويرفع معدلات السعادة.

وختم مقاله بما عُهد عنه من وفاء بشكر الجهود المخلصة التي ساعدت اليمنيين للوصول الى صياغة هذا المشروع العظيم وشكر كل الدول الراعية  وسفراء الدول ال18 وتقدم بالشكر  الخاص للأخوة الاشقاء الذين اقترحوا المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية حرصا منهم على حقن الدم اليمني ، هذه المبادرة التي ساعدت على قيام مؤتمر الحوار الوطني ووثيقة المخرجات .

تلك مقالة أعادت الأمور لنصابها ورفعت المظلوميات وحددت العلة والعلاج  وحددت معالم السلم والمستقبل وبينت قدرات الرئيس هادي فهو أول رئيس يمني مؤهل يحمل شهادات عليا يمتلك الرؤية والإستراتيجية والمقدرة والتصميم ولديه حباً للوطن والشعب وقدم لليمن واليمنيين مشروع خلاص يعالج مشكلات الماضي ويبني المستقبل لليمن الإتحادي وهو ماض في طريق تنفيذ المشروع وهزيمة مشروع الإنقلاب.

وعلى اليمنيين جميعاً اليوم الوقوف خلف الرئيس هادي فقد توفرت لهم لحظة تاريخية نادرة تمثلت بالشرعية والمشروع والتحالف والتحرير وفِيها خلاصهم وليستمدوا صمودهم من هذا القائد الصامد وعلى كل القوى السياسية أن تتبنى مشروع مخرجات الحوار الوطني والدولة الإتحادية بأقاليمها الستة مشروعاً سياسياً لها فالبديل عنه مشروع الإنقلاب وتبعاته.

وعلى الشباب اللذين خرجوا  في ثورتهم الرائدة بإرادتهم الصلبة وصدورهم العارية ليواجهوا قوى التسلط والهيمنة

وكانوا وحيدين في تلك المواجهة هاهي ثورتكم اليوم تجذر وجودها ونصرها بفضل هذا القائد فالتفوا حوله لتصبح ثورتكم هي الحاضر والمستقبل.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي