حل الحراك الجنوبي واجب وطني 1

علي هيثم الميسري
الخميس ، ٢٦ يناير ٢٠١٧ الساعة ١٢:٢٥ صباحاً

  في العام 2007م طفح الكيل ببعض القيادات العسكرية الجنوبية بسبب المظالم التي طالتهم من نظام عصابة صنعاء ماإضطرهم للخروج للشارع ليعبروا عن سخطهم وإستيائهم للحالة المزرية التي أوصلتهم إليها هذه العصابة والتي حولت أعِزَّة شعب اليمن أذِلَّة .

  علي محمد السعدي وناصر النوبة والبيشي كانوا أول الخارجين لتصل أصواتهم للسلطة الديكتاتورية والتي كان يتزعمها علي عبدالله قملة، وكان هناك كوادر مدنية وقيادات عسكرية أصابهم ماأصاب أولئك القيادات الثلاثة فخرجوا وإنضموا إليهم، ويوماً بعد يوم إزداد أعداد الخارجين أصحاب المظالم .

  هنا شعر رأس النظام بالخطر بإزدياد الجماهير الجنوبية والتي قد تزداد حتى تصل إلى عقر داره.. أي بمعنى آخر قد تصل إلى تلك الملايين التي كمم أفواهها بالترغيب والترهيب، وكانت مخاوفه في محلها بإندلاع ثورة 2011م  .

  وبدلاً  من أن يعالج الأمر بشكل منطقي قام علي عبدالله قملة بحيلة نكراء تنم عن بيئته التي تربى فيها فأوعز لكثير من أنصاره بركوب موجة الحراك الجنوبي وإختراقه ومن ثم زرع الكثير من أذنابه كأفراد وقيادات، ولإنه خبيث ويعرف من أين تؤكل الكتف خطب ود علي سالم البيض الذي كان هارباً متوارياً عن أنظار الشعب الذي باعه بأبخس الأثمان، ولإن هذا الأخير تجري في دمه الخيانة تعاطى مع الأمر بشكل إيجابي مع علي قملة، فأبرما إتفاقية فحواها نسف مدامك الحراك وتمييعه.. علي قملة إختار علي سالم البيض لأمرين: أولهما لعلمه بأن الخيانة تجري في دمه طالما وأن المقابل هو المال وثانيهما علمه بأن هذا الكائن يمتلك قاعدة شعبية عريضة وغبية جداًجداً .

  تواصل علي سالم البيض مع قيادات بالداخل من ضعاف النفوس كالدنجوان عيدروس الزبيدي وشاروخان اليمن شلال المسعبب وغيرهم الكثير من المنطقة التي ينتمي إليها هذين الأخيرين وآخرين كُثُر من المناطق المجاورة.. مع العلم بأن هذه المناطق هي فقط التي تؤيد هذا الكائن المدعو علي سالم البيض، فقام هؤلاء بإستقطاب الكثير من الشباب العاطلين عن العمل والذين قرصهم الجوع وأصابتهم الحاجة، فقاموا بتجنيدهم لينفذوا أجنداتهم، وتم أيضاً إستقطاب العنصر النسائي كزهرة صالح وصاحبة المزاد ليلى ربيع وأُخريات كثيرات.. ثم أنشأوا قناة فضائية تحت مسمى عدن لايف .

  في هذه الأثناء كانت بلاد فارس الإيرانية تُربي جماعة الحوثي بعد أن أرضعتها من ثدييها المسرطنين، وعندما رأت هذه التطورات في جنوب اليمن وإرتأت أنها قد تساعدها في تحقيق مشروعها المسمى بالهلال الفارسي رمت شباكها تجاه علي سالم البيض وعصابته ليكونوا ذراعها الجنوبي بعد أن ضمنت أن لديها ذراع متمكن في شمال اليمن ألا وهو جماعة الحوثي .

  توالت الأحداث وكبر الحراك الجنوبي سريعاً بعد دخول لاعبين كُثُر.. فأصبح لدينا حراك جنوبي وطني نشأ من معاناة ومطالباً حقوق شرعية وحراك إيراني عفاشي وهؤلاء بالطبع جنوبيين خونة ينفذون أجندة زعيم عصابة صنعاء علي عبدالله قملة وبلاد فارس، وهؤلاء أتباع الحراك الإيراني العفاشي يبدو إنهم قرصهم الجوع وإضطرتهم الحاجة لخيانتهم وعمالتهم.. والجوع والحاجة لن يشفعا لهم .

  عندما كانت تخرج المليونيات كما كانوا يسموها آنذاك كان الأمن المركزي ينَكِّل بقاعدة الحراك الجنوبي الوطني، أما الحراك الخائن كانت تُغَضَّ الأبصار عنه وكان هو الواشي بإخوته في الحراك الجنوبي الوطني.. فسُفِكَت الدماء وزُهِقَت الأرواح.. حسبنا الله ونعم الوكيل .

  في الجزء الثاني سنعرف لماذا حل الحراك الجنوبي واجب وطني .

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي