فشل النخبة وعِبْرة التيه (مقال مستوحي من مأساة تعز)

د. عبده مغلس
الاربعاء ، ٢٥ يناير ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٢٦ مساءً

مشكلتنا ثقافية بامتياز تجلت في عدم الإعتراف في الأخر والهيمنة والإستحواذ فثقافتي الإخضاع والإنتهازية والفساد غالبة على سلوكنالقد خذلنا كنخب أنفسنا وشعبنا وأجيالنا.

الكم الهائل من ثقافة العصبية البغيضة لمناطقنا وقبائلنا وأحزابنا وأرائنا الذي ينشره الكثيرون منا مدمر لعلاقتنا، مقيد لتنميتنا مهلك للإنسان لأنه مُنطلق من مدرسة الشيطان التي حذرنا الله منها ومن معلمها ابليس فهي تنشر الكراهية والبغضاء والتناحر والفقر فهي هلاك للإنسان وهذا ما يريده عدونا ابليس اللذي حذرنا الله منه وأمرنا أن نتخذه عدوا لا أن نتخذ بعضنا أعداء بعض.

 

فعلى سبيل المثال لماذا القوى السياسية بمختلف أطيافها ومسمياتها لا توجه عناصرها بمتابعة وتسجيل ورصد كل ما ينشره الإنقلابيين ويرتكبون من جرائم وانتهاكات ضد الإنسانية وتوثيقه ومتابعة أكاذيبهم وفضحها ونشرها بدل من أن يوجهوا جهودهم وأقلامهم ليشتموا بعضهم ويجرحوا رموزهم وينشروا ثقافة الكراهية بينهم كيف سنبني الدولة ونعمرها بهذا الكم من الحقد والكراهية.

 

أفكارنا الأحادية وعدم قبول الأخر وثقافتنا المغلوطة سبب نكباتنا وتخلفنا وهلاكنا.

اليوم يتحول الفكر الأحادي وعدم القبول بالأخر وتغول ثقافة الكراهية الى وحش من رصاص ونار يحصد الأرواح ونحن من صنعناه بصمتنا وقبولناحتى تحول هذا الوحش الى فتنة تأكل الأخضر واليابس.

 اين نحن من قبول الله بإبليس الذي رفض أمره وعصاه، أين نحن من خطاب الله لنبييه موسى وهارون حينما وجههما للفرعون اللذي إدعى الربوبية، أين نحن من ميزان القسط اللذي أمرنا الله به في القول والشهادة والعمل، أين نحن من الإيمان بالله الذي ربطه الله بالعمل الصالح،

وأين اعمالنا الصالحة، أين نحن من رسولنا عليه الصلاة والسلام ورحمته وصدقه ومنهجه.

ندعي أننا مؤمنون بالله وكتابه ورسوله نقول ذالك ولا نفعل بما أمر به الله ورسوله وهذا هو المقت الكبير .

 

أثبتنا فشلنا وعجزنا ولولا أن الله قيض لنا مشروع الدولة الإتحادية بقيادة الرئيس هادي والتحالف بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والمخلصين من أبناء الشعب اللذين قدموا أنفسهم نُصرة للشرعية ومشروعها والتحالف والتحرير لكنا عبيداً لمشروع الإنقلابيين.

 نحن كنخب سياسية صناع مأساة الواقع ومسبباته وأدواته حَكَمَتنا واسترقتنا ثقافة الهيمنة والإخضاع وأذلتنا ثقافة الإنتهازية والفساد وعلينا التحرر من هاتين الثقافتين لِنُحَلِّق في رحاب مشروع المستقبل وبنائه مالم سنكون كقوم موسى عليه السلام تائهين في صحراء مفاهيم ثقافتنا الأبائية التي لم تنفع معها بينات انتصارات الشرعية والمشروع والتحالف والتحرير.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي