معركة في عدن قادمة لا محالة

علي هيثم الميسري
الاربعاء ، ٢٥ يناير ٢٠١٧ الساعة ١٠:٢٧ صباحاً

نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر وطأت قدماه في صعدة بُضعة كيلو مترات فيلقي كلمة قصيرة وهو في عجلة من أمره، وبعد الإنتهاء منها تتعالى الأصوات بعبارات من أفواه الجنود الأبطال: بالروح بالدم نفديك يا يمن.. ثم يسرع الخُطى ليغادرهم حتى توارى عن الأنظار .

 

  اللواء هيثم قاسم طاهر كان في الصفوف الأولى جاهزاً متأهباً منذُ إنطلاق عملية الرمح الذهبي فجابت قدماه مئات الكيلومترات من ذباب إلى باب المندب إلى المخا متأبطاً سلاحه ليشارك أبنائه الأبطال لتحرير تلك المناطق حتى وصل أخيراً إلى معسكر الدفاع الجوي بين المخا وتعز، وكان حاملاً سلاحه بيد وكفنه باليد الأخرى.. فماذا كان جزاءه من إخوته في الجنوب ؟ .

 

  قال الله تعالى:  هل جزاء الإحسان إلا الإحسان.. كنا نعتقد بأن إخوتنا في الجنوب سيجعلون من ذلك البطل بطلاً قومياً يُشار إليه بالبنان ولكنهم للأسف الشديد جعلوا من ذلك البطل خائناً، بل وإتهموه بالعمالة ولا أدري بالعمالة لمن ؟ هل يقصدون العمالة للشرعية أم العمالة للشعب اليمني؟.. وذهبوا لأبعد من ذلك حينما أفرطوا في ذمه وشتمه بأقدح العبارات تحت مبرر قبيح بإقتياده شباب الجنوب للموت خارج الأراضي الجنوبية في إشارة إلى جبهات القتال في ذباب وباب المندب والمخا.. داعمين بذلك نظريتهم الحقيرة ( الشمال لا يعنينا ).. تباً لهم من أذناب ومرتزقة وعملاء .

 

  رجل كهل ترك أسرته وذهب ليقود عملية تحرير مناطق إستراتيجية كان عدو الشعب يسرح ويمرح بها وتُهرَّب إليه الأسلحة الفتاكة من خلالها ليقتل بها الشعب اليمني.. فهل كان لزاماً علينا أن ننحني له إجلالاً وإحتراماً أم نقذفه بأبشع التهم ؟ مالكم كيف تحكمون ؟ .

 

  غضب هؤلاء لم يكُن لأجل شباب الجنوب بل كان لسبب خفي وهو إغلاق كل المنافذ عليهم التي من خلالها كانت تلك المليشيات الإنقلابية ترسل لهم الأسلحة والتي كانوا بها يقومون بأعمال إرهابية لزعزعة الأمن والإستقرار في العاصمة عدن لمساعدة تلك المليشيات والترويج لها إعلامياً بأن المناطق التي تحت سيطرة الشرعية اليمنية غير آمنة لوجود منظمات إرهابية تعمل على زعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة لمنحهم مسوغاً لمحاربة الإرهاب .

 

  لا تزال المليشيات الإنقلابية متواجدة في الجنوب وعلى وجه الخصوص في العاصمة عدن بأذرعتها الجنوبية، وهم معروفين لاسيما تلك القيادات التي على رأس السلطة المحلية ومن السهل القضاء عليهم، ولكن القيادة السياسية لا تريد فتح جبهات داخلية إلا بعد القضاء على المليشيات الإنقلابية.. فالمعركة في العاصمة عدن قادمة لامحالة .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي