عبثا أن يصبح اللص زعيما وطنيا!!

د. عبدالحي علي قاسم
الاربعاء ، ٢٨ ديسمبر ٢٠١٦ الساعة ١٢:١٧ مساءً

 نحن لسنا في وارد الوقوف على لص استرق لقمة جائع، إنما لص يسرق الأمن والحياة، وبخبث لئيم تمتد سموم أنفاسه، وأفعاله لخطف المستقبل. كل هذا بعد عقود من معاناة خلفتها مسيرة النهب الخاص، وجموع الفاسدين من حوله، غر هؤلاء بشر: بين من طوع نفسه لعبادة اللص، وآخر أوقف أجر قلمه لتصوير اللص زعيما. ولا تكتفي الأبواق في استعراض مسيرة اللص الزعيم، بل تصور فشله نجاحا، وتبشر جموع المضللين بآمالا عراض عجز اللص أن يأتي بها قبل أن يدخل غيبوبة الجنون مريضا.

 

  عبثا!! لو استأجرتم كل محابر ومباخر الدنيا، لن تغير شيئا من واقع سمعة رئيس العصابة، ولن تضفي له عزا، ولا تبني له مجدا. إن حجم الخراب والجرائم التي اقترفتها أيادي الكابوس الوحش لم تكن لتغفرها ملة، أو تقرها شريعة تحت أي مسوغ ..

   متى تنتهي مسخرة وهراء الإعلام الكذوب؟؟  أطل الزعيم،،،تفقد الزعيم؛ تواصل الزعيم،،، أرعد الزعيم ،، زمجر الزعيم،، هدد الزعيم،، نعق الزعيم. كفوا ياسوق النخاسة الإعلامية، وباعه الرخيص، اختشوا، احتشموا، كفاكم مسيرة الكذب الفاضح، لم يعد في جعبة زعيمكم سوى رصيد الإفلاس، وما بحوزته من سيولة لن تغير من واقع لعنته، ولن تستر آفة جرائمه، ولو كانت أبواقكم له منبرا وظهيرا ..لكني متأكد أن من أصابهم سحر جيفة مدخرات الزعيم عبثا أن تردعهم أخلاقا، أو ينهرهم ضميرا لثني آلة أبواقهم المزيفة.

   ولمن يتخبطه مس الزعامة، أنت  في أحسن الأحوال فقط! زعيما للعصابات، وأوكار الفساد الضالة، التي لا تفكر أبعد من نجس أطماعها، وجيف بطونها، مثلك مثل الوحوش الآدمية، حيوان بمسلاخ بشر.

زعيم ورقي أورثنا الذل والبوار، وأضحت مكانتنا أصفارا لا قيمة لها، ولا معنى لمفرداتها عند الآخرين، مهما استحضرنا قيمتنا التاريخية. هي لعنتك وحدك  ياعفاش بحق وطن العروبة، الذي يتبرأ منك وأفعالك صباحا ومساء.

    فبعد تاريخ طويل من برنامج تدمير القيم، ونسف الاخلاق، تجتهد النفس الخبيثة لعفاش في هدم ما تبقى للوطن من روح الحياة، تدمير للهيكل الهش، والشكلي للمؤسسة التي طالما تغنى بها إعلام الكذب لعقود، وصم أسماعنا بعظمتها. بقايا الدولة التي سلمتها أنانية عفاش تواجه عصابات التطرف والقتل الداعشية، التي يقف على رأسها الزعيم  الحصري، والراعي الأبوي.

 

    لذلك، عبثا أن يصبح اللص زعيما وطنيا!!

   عبثا أن تسترسل، وتصدح مشروخة إعلام النكبات الاخلاقية بدون حياء ، أو وجل، أن ذئبا بجلد ابن آوى أصبح زعيما وطنيا. الزعامة لمن يخطبها، وينالها هي شرف التفاني في خدمة وحب الأوطان وبنائها، وإيثار الوطن وأبنائه براحة الزعيم، بدلا من سرقة راحة وأمن وآمال الشعب ليهنأ، ويتمرغ الكابوس الزعيم بخيرات شعب محروم من أبسط أبجديات العيش البسيط، وعبثا أن يطلق الكابوس حياة الوطن وراحته وحريته بدون تضحيات جسام . فيا أبناء اليمن كفى انصياعا لإرادة الشيطان بدون ثمن يرجى.

من يصدق كذبة أن اللص أصبح يوما زعيما؟؟؟

   ما أن تستمع "لليمن اليوم" وسواها من أبواق الكذب العفاشية ومفسبكيها، أو تقرأ للكتبة المأجورين، حتى تصاب بلعنة سوء تمييز المعاني والألوان، وتشويش وتحريف الحقائق..

   هواية الإعلام الرخيص بالغ الكذب، أن يعيد نحت الشيطان، وتصويره دون خجل بزعيم  وطني، وأميرا علوي. فأي زعيم ياعالم الكذب بلا حدود؟ وياكابوس الإفلاس القيمي والأخلاقي، ومنتهى الإسفاف في قولبة الحقائق.

   الحقيقة التي لا يمكن القفز عليها، أنك شوهت جلد الزعامة، كما شوهت أي معنى قيمي لها. لقد هدمت شعبا، ونكبت مستقبله، وسرقت لقمة عيشه وراحته، وسحبت رصيد أمله، ثم تطالعنا مباخرك المعفنة، وأبواقك النتنة المأجورة، بأنك زعيم، وأميرا للمؤمنين بدون بينة ولا انجاز. تغنيت بالوحدة، وأنت وحاشيتك، وأسرتك عدوها الأول، وكلتا يديك شوهت، وهدمت المعنى الجميل للوحدة، وقطفت ثمار شجرتها، واللصوص معك بطريقة أدمعتها دما، وخلفتها جذعا نخرا يعجز القوم أن يستضلوا بها بعد أن أضحت ورافها يابسة. الوحدة التي رقصت والثعابين الفاسدين معك عليها، واعتقرتم خمر نزوتها، وجنيتم خيراتها بأنانية مفرطة، وعشوائية كهوفية ك"حليفك المسخ" ، وعبثية لصوص تضاهي القرود الطائشة، ستظل لعنة لماضيكم،  ومستقبل ماتبقى لكم من وجود، وذكر ياحثالة البشر ..

وهنا أقتبس كلمات للرئيس هادي، الذي وضع أصبعه على حقيقة صالح عندما أوجز بكلمات خلال كلمة ألقاها في محافظة حضرموت 27/12 2016 قائلا بأن حقدا لاعداء الوطن وراء تشويهها، وأنا أضيف، لقد شوهت أيادي صالح الشنعاء والحاقدة وجه اليمن كله، وكمية الحقد والمأساة، التي أنزلتها تلك الأيادي الملطخة بالجرائم. وتقتات مسيرتها على أمن المواطن والوطن.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي