ولد الشيخ والمساعي الانقلابية!!

د. عبدالحي علي قاسم
الاربعاء ، ٠٧ ديسمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٤:٤٧ مساءً

لم يخن الحدس بأن لعبة ولد الشيخ هي من الالتواء والوقيعة بمفردات المرجعيات السابقة ما يفرغ جهود مصداقيته، ويضعها على المحك، وتلوح في أفق التحرك الأممي، أن هناك سريرة تآمرية، ونوايا خبيثة تحاك ليس فقط للشرعية السياسية اليمنية، التي أولته ثقة التحرك، بل تجاه المحيط الخليجي، الذي طالما سهل نشاط حركته، وتعاطى معها بنفس تعاوني وشفاف. بيد أن الحكمة الزائدة، ومرونة التفهم الواسعة، تغري أحينا نفس المنحاز أكثر منه وسيط نزيه، تحكمه مرجعيات ملزمة لخط سيره التصالحي.  وتجعله في موقع الاختراق لتحصينات الشرعية السياسية، وتفكيك ثوابتها، التي تفاعلت معه بحسن نية..

 

    لكن يحضرني سؤال مهم، لمصلحة من يعمل السيد ولد الشيخ؟ وماهي النتائج التي يريد التوصل لها؟

  المتعارف أنه مبعوث أممي مخول بمساعي تصالحية بين طرفي الشرعية السياسية من جهة والطرف الانقلابي المتمرد من جهةأخرى، محكومة هذه المساعي بمرجعية غير قابلة للتلاعب والعبث، كلما يمكن أن يقدمه هو مقاربة تؤول إلى عودة الأوضاع السياسية إلى ماقبل الانقلاب الأسود في 21 سبتمبر 2014 ، وأكثر ما يمكن أن تكسبه أوتناله القوى الانقلابية في مقاربة ولد الشيخ بعد انسحابها من المدن، وتسليمها السلاح، أن تكون هناك ضمانات لهذه القوى أن لا تطالها عقوبات قاسية جرم ما اقترفته من مآسي، وجرائم، ونكبات بحق أبناء الشعب، وضمان أن تنفذ جملة التوافقات السابقة، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني. مع أن حجم جرائمهم لا يمكن أن تسقط بتلك السهولة نظرا لهول الثأر المجتمعي من مآسي تلك العصابات.

 

   ولد الشيخ ذهب بعيدا عن طريق جهوده التصالحية ومقاربته للحل، وسلك طريقا لا تقره، ولا تسمح به المرجعيات السابقة، وأقحم نفسه مسلكا يتنافى مع مهمته كوسيط أممي، ويضعه في خانة المساءلة والتشكيك في طبيعة مهمته، ومن يقف خلف أجندة هذا التحرك المشبوه؟ الذي ينسف كل المرجعيات السابقة، ليشرعن في سابقة خطيرة للقوى الانقلابية، عندما ينقلب على إرادة الشرعية السياسية، بمطالبتها أن تتنازل عن صلاحياتها لحثالة نائب مأجور للقوى الانقلابية. 

 

   وحده أفقا للحل بمثل هذه المسرحية الهزيلة، والانقلاب المكشوف على المرجعيات الأممية السابقة، يضع نهاية مخزية للوسيط الأممي، ويضع الأمين العام والأمم المتحدة أمام موقف من التناقض لا يحسدوا عليه.  هناك مؤشرات خطيرة يمكن قراءتها مابين سطور ولد الشيخ، وتحركاته أقل ما يمكن وصفها بأنها تآمرية تحتضنها العاصمة مسقط، وتعطيها نوعا من الزخم الدبلوماسية الأمريكية، لا تستهدف النيل فقط من الشرعية السياسية اليمنية فحسب، ولكنها تنظر بعين التربص والمؤامرة إلى ما هو أبعد من اليمن، وعلى عقال وساسة الخليج أن يدركوا هول التآمر، وتداعيات التحركات الناعمة لاذرع إيران في رمال الخليج المتحركة بعباءة أممية، كفى مرونة، ومثالية في محاكاة القوى التي تضع رجلا في إيران وأخرى في الخليج في مثل هذا التوقيت العصيب.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي