30 من نوفمبر قصة وطن

أحمد الشامي
الثلاثاء ، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٧:١٢ مساءً

وسط أجواء عابقة بنشوة الفخر والكبريا وبفيض من مشاعر الحب والاعتزاز بالانتصارات  التي تحققها المقاومة الشعبية والجيش الوطني في ساحة البطولة و الشرف ، لتحرير الوطن من تلك العصابات الاجرامية وجماعات الارهاب والتطرف ميليشيات الحوثي ، وبنظرة تفاؤلية مفعمة بالإيمان بالغد الأفضل يحيي اليمنيون الذكرى التاسعة والاربعين لرحيل اخر جندي بريطاني عن جنوب الوطن العزيز ، يوم 30 نوفمبر 1967 م. هذه الذكرى التي ترجع بنا إلى إعادة قراءة الصفحات البطولية والأدوار العظيمة الخالدة التي قام بها الشرفاء من ابناء هذا الوطن بما أملاه عليهم حسهم القومي  والوطني  وانتماءها المطلق لليمن والعروبة.

 

فالاستقلال الذي نحتفل به اليوم لم يكن هبة أو تنازلا من محتل بل كان انتصارا واستحقاقا نالته اليمن  بتضحيات ابنائها بمختلف الوسائل والأدوات بالكلمة والسلاح .

 

وبالاستقلال أعيدت كتابة قصة وطن من جديد ، وكانت الحكمة في هذه البدايات بإعادة ترتيب البيت اليمني  الداخلي وإسناد أمر شؤونه إلى أهلة الذين هم أدرى بشعابه ، لقد كان الاستقلال مكسبا وطنيا خالصا وهو عيد خالد في صفحة التضحيات لابناء هذا الوطن  من اجل رفعته وبنائه وهي مناسبة لاستعادة واستحضار دروس وتجارب هذا النضال واستخلاص العبر للمحافظة على منجزات الوطن الذي ينبغي صونها  والبناء عليها حتى يبقى اليمن بلدالحكمة والايمان  بإنسانه الواعي الذي يشكل نواة ثروته الحقيقية.

 

اليوم التاريخ يعيد نفسة من جديد ، بالأمس كان النضال ضد الاستعمار واليوم النضال ضد استحمار القوى الرجعية والتخلف والجهل والارهاب  التي تريد ان تعيد الماضي من جديد ،

 

تلك الميليشيات والعصابات التي لا تؤمن بالحياة ولا تمتلك مشروع الوطن الحقيقي غير ان مشروعها عنوانه الموت والدمار ، المستورد من تلك الفئة الظلامية التي باعت انسانيتها ووطنيتها .

 

وبالعودة إلى التاريخ سنجد أن اليمنيين يعشقون الحرية والمساوة ويرفضون المشاريع الاستعمارية الرجعية ، فقد ادرك اليمنيون  بان عليهم ان يكونوا  مجتمعا متماسكا  متناغما يحتكم إلى العقل والارادة والايمان باركان الدولة المدنية الحديثة .

الانتصار الكبيرة التي يحققها الجيش الوطني في جبهات القتال المختلفة في شهر الاستقلال لليمن كفيل برسم ملامح الفرحة من جديد لهم بتحرير اراضيهم من محتل انتهك الارض والعرض من اجل تحقيق مشروع دفنه اليمنيون منذ عقود خلت .

 

اليمنيون اصبحوا اليوم تواقين لتنفس الحرية والشروع في بناء وطنهم كما يريدون بعيدين عن تلك الايادي العابثة التي تجيير ثروات اليمن لحسابها الشخصي .

 

30 من نوفمبر  يوم خاص وتاريخي في حياة اليمنيين ، ففي هذا اليوم تأسس البنيان ، وترسخ العمران، وبدأت الحياة السياسية في بلدنا الحبيب تأخذ المنحى الدستوري الديمقراطي الذي صار مثالاً في إقامة العدل، واحترام الإنسان، وإعلاء كلمة الحق ، وراية الصدق ، وهو ما يبحث عنه اليمنيون في جبهات القتال اليوم ضد ميليشيات الحوثي .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي