الوزير كيري ... والسفير براون

وحيد علي رشيد
الثلاثاء ، ١٥ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ١٠:٢٢ مساءً

 

 

حسنا فعلت الرئاسة والحكومة اليمنية ببيانها السريع والصريح ردا على تصريحات وزير الخارجية الامريكي وضمنا على السفير البريطاني وإعلانه  يوم امس . 

 

جون كيري وزير الخارجية الامريكي شأنه شأن كل المحاربين القدامى الذين لايكلون  حتى آخر لحظة ، اطلق بالونة فشل جديدة تضاف الى البالونة التي أطلقها السفير البريطاني يوم أمس  إدموند براون والذي حاول من خلالها السفير القفز على قرار مجلس الأمن 2216 ليفاجئنا بمفهومه الخاص للقرار، وما أعلنه  كيري اليوم بعد رحلة خاطفة لسلطنة عمان لإتمام ( صفقة ) استلم بموجبها المختطف الامريكي الذي كان بحوزة الانقلابيين في صنعاء ، وأعلن ان الاطراف في اليمن قد اتفقوا على السلام وتشكيل حكومة وحدة وطنية !!!!

هذا الإعلان الذي جاء كما يبدو بطريقة هوليودية استعراضية ربما نصح بها  السيد كيري من خلال مستشاريه  لإدراكهم انه في مثل هذا الوقت الميت لحكومة الحزب الديمقراطي لن يلتفت لهم احد لان الأنظار  تتجه الى الإجراءات البروتوكولية لتسليم السلطة في واشنطن لا النط والقفز هنا وهناك .

والحقيقة ان كلا من الإدارة الامريكية و حكومة حزب المحافظين البريطانية تعيشان أزمتين عميقتين على المستوى الداخلي لكل منهما وكذا على مستوى علاقاتهما مع دول العالم خاصة بعد الخسارتين الكبيرتين في الانتخابات الامريكية  والاستفتاء البريطاني  .

لقد اثبتت الانتخابات الامريكية ان أزمة كبيرة توجد بين العالم والولايات المتحدة ليس بسبب فوز ترامب وخسارة حزب - اوباما هيلاري كيري -  فقط  ، ولكن بسبب مجمل السياسات الخارجية الفاشلة للولايات المتحدة الامريكية وبالذات خلال فترة حكم الحزب الديمقراطي ،  مما ولد شعور عارم بالسخط في أنحاء العالم ضد الولايات المتحدة وعكس نفسه على المواطن البسيط الذي سقط ضحية البحث عن بطل منقذ للعظمة والنفوذ للدولة الامبراطورية الاقوى في العالم .

 

لم يجد السيد كيري فرصة لايهام نفسه بالنجاح بعد الصفعة المدوية في الانتخابات الا ان يعبث بهذا الملف اليمني المثخن بالجراح عبر لعبة (خاطف ومخطوف ) ،  ليوهم العالم ان السلام سيتحقق عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية ، ولا ادري ماهو تصنيف الحكومة التي انقلب عليها الحوثيون في سبتمبر  2014م ،وكذلك الحكومة التي جاءت بعد ذلك  حسب هواهم فاعتقلوا رئيسها وأعضائها واقتحموا مقراتها وعبؤوا حتى ادراج المكاتب بأفراد مليشياتهم ، الم تكن الاولى حكومة وحدة وطنية !!! بموجب قرارات المجتمع الدولي ،  والتي بعدها (السلم والشراكة ) الم تسمى حكومة وحدة وطنية !! فلم تعجبهم الاولى ولا الثانية !! وهاهم يناورون للبحث عن حكومتهم  الخاصة والتي تسمونها أنتم ياسيد كيري  بحكومة وحدة وطنية وهي لن تكون سوى حكومة انقلاب .

السلام لن يتحقق أيها المحارب القديم في فيتنام بالطريقة الامريكية ولا البريطانية ،السلام لن يتحقق بمنظور الأقليات والطوائف والمذاهب والعرقيات ، السلام لن يتحقق بتجاوز الشرعيات وأصوات الناخبين والعبث بالقرارات !!!

 السلام يتحقق باحترام إرادات الشعوب  ونزع السلاح من أيدي العابثين وعدم السماح لصفقات بائسة ان تكون على حساب الامم والشعوب .

  السلام يتحقق باحترام المواثيق والعهود والقرارات التي تصدر عن المؤسسات وفي طليعتها المؤسسات التي تتولون أنتم قيادتها .

 

مهندس وحيد علي رشيد

15 نوفمبر 2016

،

الحجر الصحفي في زمن الحوثي