كارثة الانقلابيين المعيشية دون أفق للحل !!

د. عبدالحي علي قاسم
الأحد ، ١٣ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٦:٣٣ مساءً

بشرت عصابة الانقلاب وهي على مشارف صنعاء، وتخومها، بأنها ثورة الكرامة، وعلامة فارقة لمشروع واعد سوف يلامس جيوب الناس وموائدهم، وخلاصا نهائيا لقوى الشر الفاسدة لحكومة باسندوة، وأن جرعة رفع الدعم دونها الأعناق، في مزايدة هي الأرخص، لتضليل جموع الفقراء والمعوزين، وشحذ همم  الأتباع المتعصبين، وماهي إلا سنتين ونيف حتى تبخرت تلك الوعود، وذهبت أحلام المضللين هباء في يوم ريح عاصفا برماد عصابات الفيد والتكسب .

   ليصبح جزء من اليمن المخطوف  أمام فاجعة الإفلاس والفقر حد المجاعة، يقلب كف الوعود الرخيصة لمليشيات لا تجيد سوى بيع الكذب، وتسويق وهم لا يستند لأي مؤشرات اقتصادية حقيقية.

    في فترة وجيزة كانت الحصيلة، ارتفعت مؤشرات البطالة بصورة مخيفة، اختفت الكثير من السلع أهمها السلع الأساسية، كما أختفت القوة الشرائية للمواطنين، نهبت خزائن الدولة المالية حتى أضحت خالية على عروشها، تئن وتشتكي لصوص عفاش والحوثي، وعبثا ان أقول انخفاض الدخل، بل انعدام الدخل، وإن تيسر فجزء منه بشق الأنفس، بعد أن أقتضم الخازوق الأنقلابي كل المستحقات والعلاوات والبدلات، وليت الحال توقف عند حدود الراتب وأهميته في البقاء، بل طالت بلطجية الانقلاب همجية عدم تسليم الرواتب، بعد أن بلغ حد فسادها وتخبطها الاقتصادي والتدبيري حافة الإفلاس!!

 

 لم يكفي هذه العصابات الجحيم الذي يعيشه المواطنين والموظفين على حد سواء، بل تمارس همجيتها المعهودة، وإهدار كرامة الناس الرافضين لكارثية عدم صرف المرتبات، مالذي تتوقعه القوى الانقلابية من المواطنين بعد تعاقب المأساة والمعاناة الاقتصادية المتواصلة على حياتهم  أن يخرجوا إلى الشوارع لرفع الصرخة سيئة السمعة والمزايدة. لم يعد الأمر مجرد مزايدة، فالمناطق المختطفة كارثة دون أفق للحل!!

 فبعد أن  باتت المحافظات المختطفة أمام كارثة معيشية هي الأسوء في تاريخ اليمن المعاصر، هذه الكارثة مرشحة لأن تتحول إلى مأساة مروعة، وفاجعة مهولة في حياة الناس، ليس في متناولهم حيلة ولا يملكون سبيلا لمواجهة شرها المستطير بعد أن أستعدت مليشيات وعصابات القتل الانقلابية لمصادرة وتنكيل حياة من يطالب بحلها، أو يبدي تذمرا من ويلاتها.

  هذا السؤال، القوى الانقلابية معنية بالجواب عليه، ماذا تبقى في جعبتكم من ويلات للمجتمع المختطف سوى ممارسة القتل والترويع؟ هل مازالت بحوزتكم أي أكاذيب وعلى من يمكن أن تنطلي؟ هل من الأولى أن تعترفوا بفشلكم وتتخلوا عن هذه المكابرة والمغامرة وأن تبقوا على حياة المجتمع وأنفسكم؟ هل يمكن أن تفيقوا من سبات الاستغلال الخارجي الإيراني وتنعتقوا من مآسير كارثيته على بلادكم؟

   ننتظر جوابا منكم. أو انتظروا الجواب الشافي والكافي من مجتمع  لم يعد يبالي بتهديداتكم، بعد أن أصبح الموت البطيء والحياة عنده سواء،  وما انتفاضة جامعة صنعاء عنكم ببعيد، والثورة على فسادكم وبغيكم تتقد نيرانها، والانفجار المجتمعي لن يبقي لكم ذكرى..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي