ابتسام القحطاني | صورةٌ باهته....لمستقبلٍ تائه !!

كتبت
الاثنين ، ١٢ سبتمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٩:٠٩ مساءً

يكاد ذلك الهواء الذى استنشقته لكي أعيش هو ذاته الذي يخنقني كلما تذكرت العبودية المطلقة التي فرضتها علينا تلك المليشيات و الجماعات المسلحة لكسب تأييدٍ شعبي بقوة سلاحهم الهمجي وإخافتهم الضعفاء بسبب أصوات طلقات البارود ، بحيث تحولت حياتنا إلى دائرةٍ مغلقة تحيطها القيود والأغلال من كل جانب مما جعل أحداثها اليومية سلبية تسير في صالحهم ، وذلك إمّا  بسبب أصحاب الضمائر الميتة والتي أبت إلّا الوقوف في صفهم نصرةً وتاييداً لهم ، وإمّا لأن ألسنتنا صمتت زمناً طويلاً على ظُلمها  فحكم عليها بالخرس ،  فلا تهتف إلّا بصرختهم المفتعلة ، حتى أصبحت رؤوسنا لا ترتفع إلّا للتأييد والتصفيق لأعمالهم التخريبية الهدّامة ، من خلال استيرادهم أسلحتهم من أعداء الوطن ، هذه الأسلحة التي رفعوا بها أصوات الظلم والقهر والتشرد  ، لكنهم استطاعوا وبجداره إختراع آلة الزمن العجيبة والتي من خلالها أعادونا إلى ما قبل اكتشاف الحقوق والحريات وإلى عالمٍ آخر الغيت من قاموس أسمائه  معنى الإنسانية ليفرضوا علينا قناعاتهم ورؤاهم التي تربّوا عليها في كهوف أسيادهم المرعبة .

 

نعم .... أصبح هذا هو حالنا ، وهو السيناريو الذي أرغمونا على اتّباعه ، فوجدنا أنفسنا تآهين نبحث عن ذاتنا الممزقة بين أشلاء المآسي التي خلفتها الحرب فينا ، نلملم ما تبقّى من حُطام أحلامنا المتطايرة ، كما أن خطواتنا المتخبطة هي دليل على التيه والعشوائية التي نعيشها والتي فرضها الجاهليون علينا ، في نفس الوقت الذي نجد فيه القلق أصبح أحد الأسلحة النفسية التي يحيطنا من كل جانب.

 

مع العلم أنهم هم الوحيدون الذين تجرّؤوا على نعت الفتاة اليمنية بأقبح الألفاظ وأبشعها بعد أن جاء الإسلام ورفع قدرها ومكانتها ، إلى جانب أنهم تعدّوا على كل الممتلكات الشخصية كالهاتف الجوال و الذي يعتبر الوسيلة الوحيدة للترفيه النفسي والمتنزه الفكري ، فيقومون بالإطلاع عليه وانتهاك الخصوصية والحرية الشخصية التي لا تتنافى مع الثوابت والقيم بحجج ودعوات واهية هي أقرب في  وهنها من خيط العنكبوت ، غير آبهين لذلك المواطن البسيط الذي يتجوّل في طرقات وشوارع بلاده منذ أكثر من عام ونصف ، ويحاولون أن يفرضوا عليه سياسة الذل والخضوع والتسلط والعنجهية ، ولا نعلم  إلى أين هم سائرون???!!! ، وما الذي يخططون لنا في المستقبل القريب?????

الحجر الصحفي في زمن الحوثي