رجال السفارات وكرامة المواطن اليمني

كتب
الاربعاء ، ٠١ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٥:١٢ صباحاً

بقلم / محمد الخامريمحمد الخامري

اعتقد اننا لابد ان نفكر بصوت عالي حتى نحدث جلبة في الوضع القائم حاليا في طول البلاد وعرضها من همة بناء اليمن الجديد، ولو كل انسان فكر بصوت عالي لخرجنا على الاقل بمشاريع مكتوبة يمكن ياتي غيرنا من ابناء الجيل القادم للاستفادة منها وعلى قدر طاقاتنا وتفكيرنا والمتاح ايضا..

احببتُ ان اتحدث اليوم عن كرامة المواطن اليمني التي كانت مهدرة في العهد السابق تماما، كان اليمني مهانا في اي مكان في العالم، في المطارات المختلفة، في الدول التي يعمل بها، داخل وطنه، حتى اصحاب الجوازات الحمراء التي يتم استقبال حامليها من الجنسيات الاخرى بالورود ومن صالات ومداخل كبار الضيوف والزوار، يأتي الى الجواز الاحمر اليمني ولايلتفت اليه و(على جنب) انتظر فانت إما انك ارهابي مفترض او متسول جئت لتقف على عتبات المساجد بعد الصلوات (تشحت)، او في احسن الحالات عند ابواب الكبار والميسورين.

اعرف ان هناك من سيتقزز مما اوردته في الفقرة السابقة لكنها والله الحقيقة، فالعديد من اعضاء مجلس النواب الذين يحملون الجوازات الدبلوماسية (الحمراء) يتم ايقافهم في مطارات العالم المختلفة دون اي اعتبار للجواز الدبلوماسي المحصن، نظرا لان حامله يمني..

سيقول قائل ومادخل النظام بهذه الحالة، اقول له ان قيمة الانسان من قيمة دولته وحكامه، فالعامل اليمني الذي كان يشتغل بعشرة ريال يوميا في الرياض تحدث الرئيس الحمدي رحمه الله حديثا الى بعض ابناء الجالية الذين التقاهم في زيارته القصيرة التي لم تدم ساعة واحدة في الرياض، فانتشر الخبر كالنار في الهشيم بان الرئيس الحمدي (حدد) اجرة العامل بـ20 ريال، ومنذ اليوم التالي مباشرة توقف العمال اليمنيين عن اداء اي اعمال الا بيومية جديدة 20 ريال، لان (ابراهيم) مش راضي..

نظامنا السابق كان يصرف الجوازات الحمراء لكل من هب ودب بحسب العرق او البطاقة، او المعرفة الشخصية، او التوصية من فلان، فكان الجواز الدبلوماسي مع اشخاص لايعرفون قدره ولاينظرون اليه الا من زاوية واحدة فقط هو انه يتيح لهم التحرك بحرية اكبر ويجعلهم يتاجرون بالمحرمات والممنوعات ولايفتشون لانهم دبلوماسيين، ولقد رأيت بنفسي في دبي تم القبض على بعض المواطنين اليمنيين وهم بجوار بيت الشيخ محمد بن راشد (يتسولون) وان كان تسولا من نوع خاص لكنه يبقى تسول، وعندما القي القبض عليهم ابرزوا جوازاتهم الحمراء التي لم يلتفت اليها افراد الشرطة واخذوهم في سياراتهم.

لااريد ان استرسل كثيرا في هذه النقطة، واريد التعريج الى أساس البلاء من وجهة نظري، وهي عمالة شريحة كبيرة من الشخصيات اليمنية بمختلف مسمياتهم مابين شيخ وسياسي وعسكري ومدني وارتباطها ببعض سفارات الدول العربية والاجنبية، والتردد عليها لاستلام المخصصات المالية تحت سمع وبصر الدولة، ودون خوف من الله او خجل من الناس..!!

اللجنة الخاصة السعودية تصرف لاكثر من 30 الف مواطن يمني مابين شيخ وسياسي وعسكري ومدني شهريا مبالغ مالية من الخزينة السعودية..

هناك شخصيات سياسية وقبلية يترددون على بعض الدول العربية والاسلامية بغرض التسول وتسجيل الاسماء والانصار والمؤيدين وترويج مشاريع سياسية وقبلية غبية مقابل مبالغ مالية تدفع لتلك الشخصيات وبمعرفة الدولة، بل وبنظر رئيس الجمهورية (السابق) نفسه..

لماذا لايتم تجريم مثل هذه الافعال التي تزرع مراكز قوى ونفوذ بفعل المال ومايرافقه من ايدولوجيات وسلاح وتأييد وخطط استخباراتيه يتم العمل بموجبها لبناء الشخصية من العدم، ترى هل يستطيع اي شخص غير يمني ان يستلم ولو فلسا واحدا من غير بلاده..!!

هذه الممارسات وان كان ظاهرها يعني انها تعطي للانسان نفوذ وقوة وجاه ومال، لكنها في الحقيقة تأكل من هيبة الوطن، وتضرب الوطن في الخاصرة، ومن يعطيك لايحسبك الا كلبا يرمي له عظمة، او متسولا في احسن الاحوال، وعندما يكون الدفع بنظر الدولة ورئيسها فالمصيبة اكبر واشد وأطم..

لااعتقد اننا سنجد فرصة مواتية للضرب بيد من حديد وقطع هذه الهبات والمعونات وقطع اليد اليمنية التي تمتد الى الخارج افضل من هذه الايام، سقوط نظام وصعود نظام جديد، طموح، لديه ارادة فولاذية بايجاد اليمن الجديد..

هل نسمع قريبا عن قوانين او قرارات تعمل باتجاه اعادة تشكيلنا كيمنيين، تعطينا حقوقنا وتتسلم منا واجباتنا عن طيب خاطر..

وفي الجانب الاخر، هل نأمل ان يعلن المشائخ والسياسيين قادة وكبار ومشائخ الثورة اليمنية رفضهم للهبات والعطايا والمخصصات المالية التي تأتيهم شهريا من خارج الحدود، وهل يمكن ان يضربوا المثل الاعلى في المواطنة والثورية ويوجهوا خطابات رسمية الى تلك الدول يشكرونهم فيها على عطاياهم ويأملون بتحويل الميزانيات التي تحول لاشخاص في اليمن الى الميزانية العامة للدولة، لاسيما هذه الايام التي تمر فيها البلاد بظروف بائسة نتيجة الثورة ومخلفات النظام السابق.. انا لمنتظرون..!!

* الى هادي وباسندوة

بقي رسالة اريد ان ارسلها الى الاخ المشير عبدربه منصور هادي، ودولة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة، ووزير الخارجية الدكتور ابوبكر القربي..

زوجة المواطن اليمني الاصل اسامة بن لادن، الحرة اليمنية (امل احمد عبدالفتاح السادة) محتجزة واطفالها الخمسة في باكستان منذ مقتل زوجها أسامة بن لادن في 2 مايو 2011.. تعيش تحت الإقامة الجبرية وفي ظروف سيئة للغاية وغير إنسانية، بإشراف السلطات الباكستانية، في بيت لا تصِلُه الشمس، ولايُسمح لهم بالتواصل مع الخارج، ولايتلقَّى أطفالها أيَّ تعليم..

انها ابنتكم.. انها شرفكم.. انها عاركم.. انها عرضكم.. تنتهك حرمتها.. وتقيد حريتها.. دون اي ذنب جنته الا ان زوجها كان مطلوبا وقتل امام عينها رحمه الله..

اختنا وابنتنا وعرضنا (امل السادة)، تعاني وابناءها الخمسة من متاعب صحية ونفسية كبيرة جرَّاء الاعتقال، مما يستدعي أحياناً تناولهم عقاقير ومنوِّمَات تُستخدم في المصحَّات النفسية..

بنتكم وشرفكم وعرضكم (أمل) تعاني من آلام شديدة، وصعوبة في المشي، جرَّاء إصابتها برصاصة أثناء اقتحام القوات الأمريكية منزلهم واغتيال زوجها مع ابنه حمزة امام عينها، وتحتاج الى علاج وتَدَخُّل جراحي"..

ابناءها الخمسة، ايتام بعد مقتل والدهم، فهل ندعهم على موائد اللئام.. انهم مهددون بالاصابة بالعمى لانهم لايعرفون الشمس منذ مايقارب العام، ويعانون ايضا من الام وامراض بسبب ظروف الاعتقال السيئة رغم اعمارهم الصغيرة..

ابناء اسامة وامل (صفية 12 عاماً، إبراهيم 10 سنوات، آسيا 8 سنوات، زينب 5 سنوات، حسين 4 سنوات) يستنهضون فيكم شهامة الرجال وحنان الآباء وحمية اليمنيين وغيرتهم على اعراضهم..

سيدي المشير عبدربه، والاستاذ باسندوة، والدكتور القربي.. (أمل) شرفكم وعرضكم ولابد ان تجدوا الوسيلة لانقاذها مما هي فيه، ولايكون حالها وابناءها كما قال الشاعر:

رُبّ وامعتصماه انطلقت*** ملء افواه الصبايا اليُتّمِ

لامست اسماعهم لكنها*** لم تلامس نخوة المعتصمِ

الباكستانيون يقولون: لم يطالب فيها احد، ويرفضون تسليمها لاخيها المتواجد هناك منذ ثلاثة اشهر تقريبا..

لماذا لاتحركون قضيتها على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين أولاً، واذا استدعى عبر الاطر الدبلوماسية الدولية، وتطالبون بتسلمها رسميا، وتسليمها لاهلها فلن تكلفكم شيئا.. آمل ذلك..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي