لم تكن هذه اليمن التي حلمنا بأن تحترم أحلامنا

كتب
الاثنين ، ٢١ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٥٥ مساءً
فتحي أبو النصر لم نتجاوز 35 شخصاً.. صباح السبت تجمّعنا أمام وزارة العدل.. اتجهنا نحو النائب العام، مروراً بساحة التغيير.. كانوا ينظرون لنا في الساحة كسياح، ثم ازددنا 14. وحين اجتزنا مدخل جامعة صنعاء لنخرج من جانبها الآخر اختصاراً للطريق من ناحية وتعويلاً على تفاعل طلبة الجامعة من ناحية أخرى: ازددنا 20. أما في بقية الطريق فلم أعرف كم ازددنا بالضبط، غير أن ما صرت أعرفه جيداً هو أن إحساس الناس قد أصابه التبلد إلى حد مخيف صادم. أعني أن اغتصاب طفلة من قبل سبعة أشخاص منهم ثلاثة أبناء متنفذون، يستقوون على والدها بعدم رفعه قضية.. جريمة تقودنا في ظل عدم الإحساس اللائق بها وحجم فداحتها على الذات والمجتمع، إلى أن الشعب كله كما لو أنه صار مغتصباً في وعيه. هكذا كنا غرباء ببساطة.. بينما كان العدل غايتنا وإعلاء قيمة الانتصار للمستضعفين.. كذلك كانت منظمات حقوق الإنسان هي الغائب الأبرز بالطبع. ولقد كان بعض المارة المعجونين بالطيبة يتحمسون مع القضية، ولكن ليس بالقدر المأمول كلما استفسرونا. كما كان بعض المارة بالمقابل حين يسمعون هتافاتنا يحاولون عمداً نسيان سمعهم حسبما أحسست.. ومن الواضح - للأسف - أن القضايا الكبرى قد جرفت إنسانيتنا، أو أن القضايا السخيفة قد رسخت فينا الاستخفاف كسمة لزمننا العجيب.. عموماً لم تكن هذه اليمن التي حلمنا بأن تحترم أحلامنا. أقصد اليمن التي شاهدتها أمس الأول، والتي كانت مفجوعة وقاسية ولا تبالي أيضاً.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي