ستنمو المشاقر في بلدي من جديد

كتب
الاربعاء ، ٠١ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١٢:٢٠ صباحاً
بقلم/ هشام السامعي [caption id="attachment_10675" align="alignleft" width="93" caption="هشام السامعي"]هشام السامعي[/caption] ترى كم من العمر مضى علينا ونحن غائبون عن الوعي؟ الوعي بضرورة أن تقف هذه البلاد موقفاً يليق بها كامتداد تاريخي لحضارة قامت عليها منذ زمن. تجربة التغيير التي قامت في البلد كانت ثورة ضد العبثية التي دمرت هذا البلد وضد الفئة الحاكمة التي لم تنجح في مشروع التنمية الذي كان يجب أن ينجز, ضد أن يظل مستقبل البلد كله في يد مجموعة هي من تسيطر وتحكم سيطرتها على مراكز القرار. ربما لم تنجز التجربة أهدافها في الثورة أو لم تنجز الثورة أهدافها في هذه التجربة لكنها وفرت المساحة المتوازنة للجميع, وأسقطت أبدية الحاكم وغطرسته, وهي بالتالي وفرت ما كان يجب أن يتوفر لبناء دولة وطنية قائمة على مبدأ الشراكة والعمل وفق برامج تنموية تدعم حضور الإنسان كقيمة أساسية للتطوير. ربما تكون الثورة قد كلفتنا الكثير, لكن الكلفة لن تكون بأعظم من الكلفة التي يمكن أن ندفعها لو ظل علي صالح في سدة الحكم يعبث كما تحلو له نزواته في مستقبل هذا البلد, كنا سندفع كلفة أكبر لو ظلت قرارات الدولة كلها تأتي من القصر, سندفع الآلاف من الشهداء الذين يموتون نقصاً في الدواء أو الغذاء, وسندفع خيرة أبناء هذا الوطن وهم يرحلون إلى دول الجوار لأن الدولة عجزت أن توفر لهم فرصاً للحياة. كنا في السابق نتعثر في عملية التغيير لأن مفردة التغيير كانت تتعرض منذ عقود للتدمير في وعي الناس, كنا بحاجة إلى لحظة عاطفية تنتج عملاً ثورياً يزيح أدوات السلطة التي تنتج كل هذا الدمار في عقول الناس. يجدر بي الحديث عن المستقبل لأن صالح قريباً سيصبح من الماضي، وبالتالي أنا ومثلي الكثير من شباب هذا الوطن سيهمنا أمر المستقبل, ويجدر بنا جميعاً أن نهتم بإعادة البناء بدلاً من مواصلة الدمار, يهمنا جداً أن نعيد صياغة الوعي بمفهوم الوطن, الوطن الذي نملكه نحن وليس الأسرة. سنحرس بلادنا بأعيننا حتى لا يسرقها منا أحد بعد اليوم, سنحرسها لتصحو على صباح تعلن فيه أنها ملك كل من أحبها وبكى لأوجاعها. ستنمو المشاقر من جديد في بلدي لأن تراب الوطن سيكون أخصب, وسننجح بكل تأكيد. الجمهورية
الحجر الصحفي في زمن الحوثي