تجنيد الأطفال جريمة تهدد الأجيال

أحمد الشامي
الخميس ، ١٦ يونيو ٢٠١٦ الساعة ٠٤:٢٢ مساءً

لا تكتفي مليشيات الحوثي بالانقلاب على الشرعية وعلى الأنظمة الديمقراطية ونهب أموال الدولة والقرصنة على المؤسسات الحكومية العسكرية والمدنية ، وقتل الأبرياء من المدنيين وحملات الاعتقالات بحق السياسيين والناشطين والإعلاميين ، بل تمارس أبشع أنواع الجرائم ، جرائم ضد الإنسانية ومنها " تجنيد الاطفال " ، الكثير من الأطفال الذين يتم استخدامهم في الجبهات القتالية معظمهم ضحايا لعائلاتهم وكثير منهم تم اختطافه أو ضربة أو التغرير به من أجل القتال مع مليشيات الحوثي  في مسيرة الموت ، لا ناقة له ولا جمل ، سوى أنه وقود لأزمات أكبر منهم .

 

تجنيد الاطفال واستغلالهم في النزاعات المسلحة والعنف الفكري التي تمارسها مليشيات الحوثي ، نوع من انواع الإرهاب التي تمارسها باقي التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش وغيرها من الجماعات الإرهابية، تحولت من عرض مؤقت من لوازم الحروب إلى محاولة لربط الأجيال المتطرفة بمرجعياتها الروحية والفكرية .

 

تستخدم مليشيات الحوثي الإرهابية الأطفال كوقود لهذا الحرب ، فأجر ومصاريف الأطفال أقل بكثير من الأكبر سنا ، وانضباطهم وحماستهم والقدرة على إقناعهم بهذا الحرب .

 

الطفل المستغل في النزاع المسلح هو كل طفل دون سن 18 عاما يعمل بوصفه جنديا مباشر أو غير مباشر ، وهو الأمر المحظور بموجب القوانين والأعراف الدولية ، واستغلال هذا النوع من الأطفال في الأعمال الحربية يعد في القانون الدولي جريمة حرب ، كما نص قانون المحكمة الجنائية الدولية .

 

تأخر الحسم العسكري وتحرير المدن من مليشيات الحوثي ، تكبر مع الوقت وتنتج أزمات إنسانية من الصعب حلها إلا عبر سنوات طويلة بعد إنهاء النزاع المسلح ، خصوصا بعد زراعة الكراهية وقصص العنف والجهاد التي توزعها مليشيات الحوثي للأطفال ، والتركيز على البعد الأيديولوجي والعقائدي بحيث لا يحتاج إلى انتظار استقطاب الأطفال بل الذهاب إلى عقر دارهم ، وفي مقاعد الدراسة والفصول ، ودعوتهم مباشرة واستخدام كل الوسائل من الإغراء المادي إلى التأثير العاطفي ، إلى الترفيه لجذب وتفخيخ عقولهم بالأفكار الملوثة .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي