مشروع الانعتاق.!!

شمسان عبدالرحمن نعمان
الجمعة ، ٠٣ يونيو ٢٠١٦ الساعة ٠٥:٣٣ مساءً

لم أكن يوما مقتنعا بأن المخلوع علي عبد الله صالح سلم السلطة، وأن الأمور سوف تكون ممهدة – ولا نقول مفروشة بالورود – أمام الرئيس المنتخب – عبد ربه منصور هادي - من الشعب اليمني قاطبة، في سابقة هي الأولى بالنسبة لرئيس يمني وربما عربي.. لذلك، فإن الرئيس هادي قبل مهمة انتحارية واستلم بلدا مقطع الأوصال والأجزاء، وإن بدا بلدا موحدا. فالرئيس المخلوع قد عمل على تدمير النسيج الاجتماعي، وزرع الأحقاد الطائفية والمناطقية، طوال عقود، وليس كلاما جديدا أن نقول إنه بنى جيشا عائليا، فها هو الجيش الذي بناه، يقتل أبناء الشعب اليمني، ولعل الجميع يتذكر خطاباته وهلوساته وهو يشتم السلالية والسلاليين، ليكتشف الجميع أنه من يدعمهم سرا، ويشتمهم علنا!!

 

الرئيس هادي – حاليا – يخوض واحدة من أصعب التحديات في واحدة من اهم مراحل تاريخ اليمن الحديث، وليس سرا أنه مهندس اليمن الجديد، الذي سيغير مجرى حياة اليمنيين، من حكم العائلة والعصابة والسلالة، نحو رحاب أوسع، ليكون يمنا اتحاديا، ينعم فيه أبناء الأقاليم بخيرات مناطقهم، ويحكمون أنفسهم بأنفسهم، بعيدا عن المركز المقدس، الذي ظل يحكم اليمنيين بالحديد والنار لقرن ونصف القرن تقريبا!

 

لقد تابعت خطابات الرئيس هادي وأحاديثه الأخيرة إلى الكثير من ممثلي الأقاليم الذين زاروه، لقد كانت أحاديث بليغة وبها من الشفافية ما لا تجده لدى مسؤول آخر، وقد حملت تلك الأحاديث، النية الصادقة والجادة لإنجاز مشروع الانعتاق، إن جاز التعبير!

 

إن أبرز ما أظهره توجه الرئيس هادي نحو بناء دولة اتحادية، يعيش فيها اليمنيون بكرامة ومتحدون، هو حجم التآمر على الوطن من قبل " فئة ضالة "، بل فئات تحالفت وتآمرت على الوطن لعقود، وها هي اليوم تنفذ تآمرها، محاولة وأد مشروع الدولة الجديدة.

 

واعتقد أن على اليمنيين التوحد والوقوف وراء هذا الرجل – هادي – من أجل حاضرهم ومستقبلهم، وجزء من مهامهم – في الوقت الراهن، إلى جانب إفشال الانقلاب – إدراك حجم التآمر والتعاطي مع المسألة بجدة بالغة، فهؤلاء الغوغاء كشروا عن أنيابهم بعد أن شعروا أن مشروع الدولة الاتحادية سوف ينهي تركيعهم لليمنيين، لذلك اظهروا حقيقتهم التي كانوا يتخفون بها في سياق هيكل الدولة، الذي كان – أصلا – مفرغا من مضامينه الحقيقة!!

 

إنهم يقاومون هذا المشروع العملاق والتاريخي، بكل أدواتهم القذرة، ولا تعتقدوا أنهم أقوياء، بل هم أضعف وأوهن مما يتصور الجميع، ولكنهم يحتمون بشعب في المحافظات التي تحت سيطرتهم، ويسخرون كل إمكانيات الدولة، والانتصار على هؤلاء قادم، لا محالة.. يتطلب الصبر والثقة العالية في قيادتكم والوقوف معها لتأخذكم إلى بر الأمان، إن شاء الله .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي