هل تفهم يا " دوك " !!

شمسان عبدالرحمن نعمان
الجمعة ، ٢٧ مايو ٢٠١٦ الساعة ٠٣:١٩ مساءً
يبدو ان الدكتور كمال البعداني غابت وتغيب عنه حقائق كثيرة ، عندما يخاطب الرئيس عبد ربه منصور هادي ، رمز الشرعية في اليمن والحصن الأول والرئيسي لمواجهة ومقارعة الانقلاب ، بخصوص موضوع الإجراءات الأمنية التي تتخذ في عدن لحمايتها من الإرهاب ومن خلايا عفاش النائمة ، أن الرئيس هادي جاء على تركة ثقيلة مثقلة من المشكلات والقضايا الأمنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى النفسية ، كما يغيب عنه ان بعضا من قدواته ساهموا ، بشكل او بآخر ، في وصول الوضع الى ما وصل إليه ، في اليمن عموما ، وفي الجنوب على وجه الخصوص !.
يعرف البعداني وامثاله ان عفاش وأركان نظامه السابق من المتنفذين في الحكم ، دمروا الوحدة اليمنية وسعوا الى افراغها من مضامينها طوال ربع قرن من الاحداث المثيرة التي شهدها اليمن، بدءا بالاغتيالات السياسية مطلع التسعينات ، مرورا بحرب صيف عام 1994، وليس أخيرا الحرب التي شنت العام الماضي ، على الجنوب وبقية محافظات الشمال ، من قبل تحالف صالح والحوثي والقوى السلالية والمذهبية والطائفية ، وليس أخيرا ، أيضا ، القتل اليومي الذي تشهده عدن وحضرموت والكثير من المحافظات ، وتحديدا الجنوبية ، على ايدي خلايا عفاش وباسم منظمات عرفت بانها إرهابية ، والجميع يعرف كيف جاءت هذه المنظمات وكيف تمت تغذيتها ، ولعل الدكتور البعداني يعرف الكثير من تلك التفاصيل ، لكنه لا يريد ان يتحدث بخصوصها ..!
 
 
لا ضير ان يقول البعداني كلمة حق، ولكن بشرط ان لا يكون المراد منها الباطل، والباطل له وجوه كثير، ولست هنا بصدد الدفاع عن الجنوب والجنوبيين، فهم اقدر على الدفاع عن انفسهم، ولكني بصدد قول كلمة حق مرادها الحق وليس غير ذلك، فالجنوبيون تعرضوا لصنوف من المعاناة، دون ان يجدوا اية مواقف تدافع عنهم إزاء ما كانوا يتعرضون له، على العكس من ذلك، تحولت عدن الى حديقة ومنتزه لكثير من الناس (..) ، وكانوا يمرون على الام الجنوبيين مرور الكرام ..!
 
 
ما انا هنا بصدده، هو الاستغراب البسيط لهذا الاندفاع والتهويل ورمي كل الوزر فوق الرئيس هادي، بلغة منحطة وصلت حد السخرية من الرئيس، وهو رمزك، وانت وامثالك الى الامس القريب، لم تكونوا تجرؤون على قول كلمة واحدة حتى لأقرب الناس منكم ولكم عن عفاش!، لكن الرئيس هادي وبقلبه الكبير، عودنا على الاستماع الى النقد وحتى الى الأصوات التي تتجاوز الادب واللياقة واللباقة في ادب التخاطب والحديث، حتى وان كانت تحمل شهادات عليا!
 
 
هذه الأصوات النشاز والظواهر الصوتية، وخلال أكثر من عام على الانقلاب على الشرعية، لم نجدها حشدت او قامت بأي عمل في مجتمعاتها المحلية لتؤكد وتبرهن على امكانيتها في التغيير، على العكس من ذلك، تفلح هذه الأصوات في العويل والانتقال من قضية الى أخرى، بدون شغل او مشغلة، غير ملاحقة القيل والقال، كما يقولون في الأمثلة الشعبية ...!
 
حقيقة لست هنا بصدد الحديث وتكريس الفكر الشطري والمناطقي والفئوي والجهوي الذي ضج به ما كتبه البعداني ، لكن هناك تساؤلات مشروعة حول مقاصد هؤلاء الذي يريدون ان يتحولوا الى زعماء ( من ورق )، على حساب " التنطاع " على الرئيس، ولم نجدهم – مثلا – حرروا بعدان من دنس الميليشيات التي تنهب يوميا منازل المواطنين وحتى حلي نساءهم ! ، هؤلاء المتنطعون الذين يعدون بالملايين ، لم نجدهم هبوا لنجدة تعز، فيما الرجال تعمل بصمت وتعمل في الميدان والناس تقدم اروحها يوميا من اجل حريتها وكرامتها .. !
 
 
عدن يا بعداني بها مسؤولون يواجهون الموت يوميا وهم معنيون بالوضع القائم هناك في الميدان لحماية عدن وأهلها من المخاطر التي تهددها وتتعاظم يوما بعد يوم .. والرئيس يا بعداني ، يحمل هم امة ووطن مترامي الأطراف وقد نذر نفسه من اجل كرامة هذا الشعب التي سعى صالح والحوثي للدوس عليها !
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي