حرب الجنوب والشمال..!

كتب
الخميس ، ١٧ مايو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٣٥ مساءً
عبيد الحاج الحرب الأهلية في امريكا عام 1861م كانت نزاعاً داخلياً بين أبناء الشعب الامريكي تمثل في الصراع المتفجر بين الاتجاهات الوطنية القومية المركزية في الشمال وبين الاتجاهات المعارضة في الجنوب..! وكان لمسألة العبودية أثر مهم جداً في الأحداث التي سبقت تلك الحرب.. وبحلول الخمسينيات من القرن قبل الماضي اقتنع عدد كبير من الشماليين بأن استعباد السود ظاهرة غير أخلاقية وسعوا إلى إلغائها كسبيل للحفاظ على وحدة ورخاء وتقدم المجتمع الامريكي.. كما لم يكن سائر الجنوب يؤيدون العبودية او استبقاءها في الارض الجديدة التي كانت تستعمر في الغرب..! ومهما يكن من أمر, فقد اشتد التعارض بين مطالب الجنوبيين وبين مطالب الشماليين .. وعندما انتخب “ابراهام لنكولن” رئيساً للجمهورية عام 1860م وهو مرشح الحزب الجمهوري الجديد، فقد حقق انتصاره دون الحصول على أي تأييد ذي قيمة في الجنوب، وكان حزبه ملتزماً بمبدأ حرية العمال وبالمبدأ القائل إن العبودية أمر خاطئ من الناحية الاخلاقية.! وفي شهر ديسمبر عام 1860م أصبحت شاوث “كاورلاينا” أول ولاية تنفصل عن الاتحاد، ثم بدأت الحرب الاهلية عام 1961م بسبب هذا الانفصال في المقام الأول, وقد كان للسود دور مهم في حسم نتيجة الحرب، إذ لم يقبل الاتحاد ولم تقبل الجيوش الاتحادية الجنوبية كتائب السود بين صفوفها ومع ذلك فقد كانت ثمة أصوات داخل الاتحاد منذ بداية الحرب ذات نفوذ تنادي بتحرير العبيد وبقبول السود في صفوف الجيش، وحاول دعاة إلغاء العبودية السود منهم والبيض على السواء، أن يقنعوا لنكولن بأنه لن يكسب الحرب إلا اذا حرر العبيد..وبحلول أواخر عام 1862م شعر “لنكولن” أن بإمكانه ان يتخذ إجراءً حاسماً ضد العبودية.. وفي شهر سبتمبر 1862م أعلن بياناً عن تحرير العبيد بصورة مبدئية وأتبعه بإعلان قاطع في مطلع عام 1863م يجيز انخراط السود رسمياً في صفوف الجيش الاتحادي ..! هذه دروس قد نتعلم منها، كيف أن القدرة على التقاط اللحظة التاريخية واتخاذ القرارات المصيرية تصنع أوطاناً وتحدد مصير أمم..!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي