شهداء الثورة والجرحى والمختطفون

كتب
الخميس ، ١٧ مايو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٠٠ مساءً
محمد الشلفي نستطيع تقييم أداء الحكومة والأحزاب والقوى والشخصيات سلطة ومعارضة حتى سنوات قادمة، من خلال ما تقدمه خدمة لملف الشهداء والجرحى والمعتقلين... إذا أي ثقة سنمنحها لأطراف لم تبادلنا الوفاء بالوفاء ؟! رغم الخذلان الذي يتحدث عنه بعض أسر الجرحى والشهداء والمعتقلين إلا أن هذا لا يُنقص من قدر جيل طاهر انتهى شهيدا أوجريحا أومعتقلا في سجون النظام السابق ، فداءً لوطن عشقه أكثر من عشق علي صالح وحزبه للسلطة والمناصب. في قضية الشهداء والجرحى والمعتقلين، دعوني أتبنى وجه النظر الشاكرة لحزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يتصدر أيضاً ملف الشهداء والجرحى والمعتقلين، فهذا الحزب يثبت كل يوم أنه حزب حقيقي ينحاز للعمل بصمت ومواجهة الواقع مهما كان قبيحا ومخيفا وتحمل تبعات ما يقوم به بشجاعة. دون أن أغفل وجهة النظر الأخرى التي توجه الانتقادات له بسبب وجود بعض التجاوزات الإدارية ويشيرون إلى المالية غير المؤكدة منها في ما يقومون به من جهد في ملف الشهداء والجرحى والمعتقلين، إضافة إلى الحديث عن كونه يتعامل كطائفة لا تخدم إلا من ينتمون إليها، وتختلف دوافع المنتقدين. على الجميع أن يأخذ مثل هذه الانتقادات بعين الاعتبار، فكل يوم نسمع عن جمعية أو ائتلاف أو جماعة أو أشخاص تتحدث باسم الشهداء والجرحى وتتلقى تبرعات من أطراف عدة، ثم لا نرى أي إنجاز يذكر. على سبيل المثال، تتعرض جمعية “وفاء” لانتقادات تشير إلى أن أغلبها إدارية وتنظيمية فالجرحى والشهداء يعاملون كأنهم في مؤسسة خاصة يملكها مجموعة من المستثمرين الذي حصلوا على أموالهم من التجارة. ويتحدث الجرحى وبعض أسر الشهداء عن مواجهتهم تمييزاً وروتينا ووعودا لا يتم الوفاء بها. وهذا يحتاج لشفافية تقوم بها هذه المؤسسة وغيرها، بإعلان تفاصيل ما تقوم به ومصدر الدخل الذي تحصل عليه بفضل ملف الشهداء والجرحى، والتنسيق فيما بينها وتسهيل الإجراءات والتعامل بقدر كاف من الإنسانية لأننا نتعامل مع أسر جريحة فقدت أقاربها وجرحى ما زلوا يعانون من الألم إلى هذه اللحظة. الانتقاد الذي أوجهه الآن لحزب الإصلاح، هو أيضا شهادة على أن هذا الحزب يعمل, و”من لا يعمل لا يخطئ” فيما تتفرج قوى وجماعات وشخصيات على الجرحى والشهداء دون أن تقدم شيئا. ما الذي فعله الحوثي وكم مرة قام بمعالجة جريح أو إعالة أسرة شهيد أو الإفراج عن معتقل.. أتمنى أن أكون ما أقوله عنه هو مجرد معلومة خاطئة. ما الذي فعله أصحاب شعار “إسقاط النظام” وكل شيوخ القبائل والتجار وقوى وشخصيات أخرى، مقابل جهد فردي لسيدة اشترت حذاء شهيد بملايين، وفتاة ثائرة تدعى توكل كرمان كانت سبباً في مداواة جراح الكثيرين. أما معتقلو الثورة الذين مازالوا في السجون حتى اليوم فلا يتوقعون مطلقاً أن يقوم حزب المؤتمر الشعبي العام أو ممن يخافون على الوفاق الوطني من مقال أو خبر، فهؤلاء طالما صالح بخير هم بخير. يقيناً، لا يتوقعون أي موقف مشرف من حزب هو المتهم الرئيس في سقوط الضحايا، وحصل رئيسه -ضمن تسوية سياسية- على الحصانة والسلطة وحق تنغيص حياة اليمنيين، فمازال المؤتمر رغم كل شيء يصف كل من في ساحات الحرية والتغيير بالعملاء والفاسدين، وهكذا موقف يمنحنا تقييما موضوعيا حول قادم لست متفائلا بأنه قد يتغير. لكن المعتقلين يتوقعون المزيد من المشترك وقوى الثورة الأخرى، يتوقعون ألا يذهب أحد إلى الحوار أو أي عمل سياسي آخر إلا بعد إطلاق المعتقلين جميعاً .. يتوقعون ألا يتخلى رئيس الجمهورية ووزير الداخلية .. يتوقعون ألا نخذلهم. للشهداء والجرحى والمعتقلين الفضل على كل شيء في اليمن، قاموا بدورهم في الوفاء لبلدهم وشعبهم دون أي مقابل، وجاء دورنا في الوفاء لهم والتكاتف والعمل ونسيان كل خلافاتنا لنوفيهم القليل.. ودون مقابل أيضا!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي