ليست أشلاء الجنود، بل أشلاء كرامة كل يمني ويمنية على وجه الأرض

كتب
الاربعاء ، ٢٣ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٣٦ مساءً
نبيل سبيع وأنا أشاهد أشلاء قتلى مذبحة ميدان السبعين المتناثرة، وأكوام جثثهم، شعرت أنني أشاهد أشلاء كرامة كل يمني ويمنية على وجه الأرض، متناثرة على الإسفلت. وإعلان تنظيم "القاعدة" مسؤوليته عن مذبحة السبعين أمس مثّل بالنسبة إليّ إهانة صارخة لكرامة الأمة اليمنية جمعاء. هذه مذبحة بشعة تجاوز عدد ضحاياها أكثر من 90 قتيلا، وأكثر من 220 جريحا، بحسب المعلومات الرسمية، وجميعهم من الجنود اليمنيين الأبرياء، وطلاب من كليتي الشرطة والحربية، قضوا نحبهم في تفجير إرهابي بشع أثناء أدائهم البروفات الأخيرة لحفل العيد الوطني للوحدة اليمنية اليوم. لكن تفاخر التنظيم الإرهابي بهذه المذبحة يعاظم من بشاعتها، ومن إهانتنا أكثر. ليست هذه المرة الأولى التي تتفاخر فيها القاعدة بذبح اليمنيين على هذا النحو البشع والمهين. فقد ارتكب التنظيم الإرهابي سلسلة طويلة من المذابح في حق اليمنيين الأبرياء، وكل جريمة أو مذبحة ارتكبها شكلت إهانة لكرامتنا نحن اليمنيين، كل اليمنيين، لأن من العار على أي واحد منا رؤية مثل هذه المشاهد والمضي في طريقه دون إحساس. كنت قد نشرت تعليقا على صفحتي في أعقاب المذبحة صباح أمس، تساءلت فيه عما إذا كانت أصابع الرئيس السابق علي عبدالله صالح أو القاعدة خلف المجزرة، وقلت إن من الصعب الإجابة على سؤال كهذا في وقت كهذا، وفي ظل انعدام المعلومات، وستبقى غلالة من الغموض تلف هوية القتلة وأسباب القتل. لكن، بعد إعلان "القاعدة" مسؤوليتها عن المذبحة، أعتقد أن الاستمرار في توجيه أصابع الاتهام لصالح أو أي طرف غير الجهة المتبنية للمذبحة، يمثل تضليلاً وتستراً على المجرمين. هذه جريمة بشعة لا ينبغي السكوت عنها أو تحويلها إلى مادة للمهاترات السياسية. أمامنا أكوام من الجثث، جثث جنود يمنيين أبرياء ذبحوا دفعة واحدة في تفجير إرهابي، وما يهم كل يمني ويمنية الآن هو معرفة هوية القتلة عبر تحقيق محايد ونزيه، ومحاسبتهم بأقصى العقوبات القانونية. أما تحويل المهاترات السياسية إلى مظلة للتستر عليهم، فهذه شراكة في الجريمة. إنها جريمة وطنية لم تستهدف أرواح العشرات من أبناء هذا البلد فحسب، ولكنها استهدفت كرامتنا الشخصية والوطنية في الصميم. وكل من لا يشعر ببشاعة المذبحة وحجم الإهانة التي تكبدناها نحن اليمنيين، هو بلا ريب إنسان لا يتمتع بأية كرامة شخصية أو أية كرامة وطنية على الإطلاق.  
الحجر الصحفي في زمن الحوثي