تحديات حكومة الوفاق

كتب
الثلاثاء ، ٣١ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٤:٢٢ صباحاً
بقلم/ أبو الحسنين محسن معيض : [caption id="attachment_10570" align="alignleft" width="110" caption="أبو الحسنين محسن معيض"]أبو الحسنين محسن معيض [/caption] رحل عليٌ حاملاً بيمينه حصانة تحميه من الملاحقة القانونية والمحاكمة القضائية, نعم لم يكن ذلك هو المطلب الأكمل والحل الأمثل، ولكن تحقيق بعض الشيء خير من لا شيء. ويبقى الأمل قائماً في استقرار ورخاء يعم الأرض العطشى للخير والهناء, ويخالطه تخوف وقلق في أن ذلك ليس آخر منازل النكد والشقاء، وبعد 33 عاماً يصعب عليه ترك الكرسي والتخلي عنه بسهولة, ولولا ضغوط خارجية وعوامل قهر داخلية لما فعل ذلك. ومازالت ترن في أذني عبارته التي نثرها في خطاب سابق، مستشهداً بأحوال الصوماليين وما أصابهم بعد طرد رئيسهم السابق (سياد بري) وتمنيهم عودة أيام حكمه المجيدة, مع فشل تام للأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والمنظمات الإسلامية في تحسين وضعهم ووقف حربهم, فهل أراد القول بأن الوضع سيكون بعده أسوأ مما هو عليه الآن! فالرجل غائب جسداً حاضر فكراً ومنهاجاً، ولا يعني خروجه انعدام أثره وتأثيره، فهو مازال يمسك جهاز التوجيه والبرمجة، ويحدد الترددات ويقلب القنوات ما بين أفقي ورأسي وبين مفضلات وعاديات ومشفرات, وقد وضع بذور الصبار والسدر في تربة الوطن الطاهرة وترك خلفه من يتعهدها بالسقي والرعاية، حتى إذا ما كبرت وتقوت أدمت وأضرت. وقد يصدق الرجل فيما أراد أن يصله لنا من مفهوم, فالحكومة الحالية ورثت وضعاً صعباً وتحديات قاهرة تخدم هدف البكاء على أطلال النظام! تحديات اقتصادية وأمنية وقانونية واجتماعية وغيرها على مختلف المستويات. ولكن ما أريد التطرق إليه هنا هو التحدي الأكبر أمام الوطن، وهو ما يتعلق بالكيانات التنظيمية ذات التأثير الفاعل على مسيرة الأحداث في نجاح ثورة التغيير, والتحدي يكمن في قدرة الحكومة على التعامل معها واستيعابها والتعاون فيما بينها لما فيه خير البلاد والعباد. أول هذه التحديات: هو أحزاب اللقاء المشترك الحاكم, ويكمن التحدي في الحفاظ على تماسكها ككتلة واحدة، والتعاون المثمر فيما بينها، في ظل احترام الرأي وتقديم مصلحة الوطن على ما سواها من المصالح والمنافع العامة والخاصة, وعليها إغلاق الباب أمام كل من يتمنى إحداث ثغرة في أسوارها أو هدم في بنيانها. وثاني التحديات المؤتمر الشعبي العام: الحاكم سابقاً والشريك حالياً, والذي هزت الثورة بنيانه وشلت أركانه، فهو سيسعى جاهداً لاستعادة مجده وتفوقه ولو بثمن باهظ، ولن يترك شاردة ولا واردة من سوء وقصور إلا وسيحملها الشريك الجديد؛ ليثبت بذلك أنه ليس بأفضل منه, والطيور على أشكالها تقع. وثالث التحديات الحوثية: كمذهب وجماعة، وهذه ستسعى جاهدة عبر ممثلها في الحكومة أو عبر جنودها في الميدان إلى وضع العراقيل والمعوقات لتصل إلى غايتها وتحقيق أهدافها ببناء دولة اثني عشرية في شمال الشمال، وقد بدأت تمدد أطرافها نحو محافظة حجة والبقية تأتي تباعاً. ورابع التحديات الحراك الجنوبي: المطالب بالانفصال وعودة حدود ما قبل مايو 90م, وبعض أجنحته تفضل الفيدرالية تحت سقف الوحدة اليمنية, والانفصال حلم يتغنى به عدد غير قليل من أبناء المحافظات الجنوبية؛ نتيجة لأخطاء جوهرية وأساسية من قبل متنفذي السلطة والقبيلة والأمن في التعامل والتوافق معهم كشريك وأخ لا كتابع ومملوك, ولتحقيق ذلك بدأ أفراده عبر برنامج واضح الخطوات ومخطط مرسوم الأهداف هجوماً شرساً على اللقاء المشترك الحاكم، متغنياً بتفريطه بأرواح الشهداء ودماء الجرحى وإفشال ثورة الشباب وتمييع أهدافها من خلال منح النظام الحصانة مقابل نصف الحكم, وينال تجمع الإصلاح وقياداته النصيب الأكبر من ذلك الهجوم, وهو ما يلقى قبولاً لدى شريحة من الناس لحاجة في كل فرد منهم تتفاوت بين الكراهية المطلقة والنوايا الموجهة أو الاتباع دون تفكير ولا روية. وخامس التحديات القاعدة: التي تريد إقامة إمارة إسلامية تكون منطلقاً للجهاد وتحكيم الشريعة! وتحوم حولها كثير من علامات الاستفهام عن مصادر تمويلها وتسليحها وعلاقة قياداتها بالحاكم أو بغيره من رموز الدولة وعن مساحة التيسير والتسهيل الممنوحة لها تواجداً وتحركاً, وفيهم شباب لديهم إخلاص وشجاعة, ويكونون في الغالب ضحايا يُثبت النظام بقتلهم على أنه يحارب الإرهاب ويجتث جذوره. وهذه الثلاث القوى الأخيرة لا تريد حقوقاً مدنية أو مالية أو غيرها من المشاريع الخدماتية, وإنما تطلب وطناً داخل الوطن.. فيتحقق لها كيان حوثي ودولة جنوبية وإمارة إسلامية! فماذا سيبقى من اسم وأرض للجمهورية اليمنية؟.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي