التغيير المنشود أم التقاسم المقصود؟

كتب
الاثنين ، ١٤ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٢ مساءً
محمد عبده سفيان بعد أكثر من عام مضى عانى شعبنا اليمني خلاله كل أنواع الويلات والمآسي والآلام جراء التداعيات المؤسفة التي أفرزتها الأزمة السياسية العصيبة، وبعد أكثر من خمسة أشهر على تشكيل حكومة الوفاق الوطني وما يقارب الثلاثة الأشهر على الانتخابات الرئاسية المبكرة التي تم من خلالها تحقيق الانتقال السلمي للسلطة بموجب المبادرة الخليجية وآليتها المزمّنة لا تزال هناك عقبات وصعوبات جمّة تعرقل السير في عملية تحقيق تطلعات أبناء الشعب اليمني في التغيير المنشود وبناء الدولة المدنية الحديثة.. ومن أبرز تلك الصعوبات والمعوقات استمرار الانقسام في الجيش والخطاب السياسي والإعلامي غير المسؤول والأعمال التصعيدية والاستفزازية والاعتداءات المتكررة على المنشآت الحيوية الهامة ـ النفط والغاز والكهرباء والاتصالات ـ والتي تهدف إلى إرباك القيادة السياسية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي وعرقلة الجهود الوطنية التي يبذلها ومعه كل المخلصين لإخراج الوطن والشعب من الأزمة العصيبة إلى بر الأمان.. فهذه الصعوبات والمعوقات إلى جانب خطر تنظيم القاعدة الإرهابي وكذا عدم انخراط الحوثيين والحراك الجنوبي في العملية السياسية والتوافق السياسي، بالإضافة إلى الحسابات الشخصية والحزبية الضيقة.. جميعها تشكل عقبات كأداء أمام تحقيق خطوات متقدمة على طريق بناء اليمن الجديد وقيام الدولة المدنية الحديثة، كما أن انتهاج سياسة الإقصاء وتسييس الوظيفة العامة واعتماد مبدأ التقاسم والمحاصصة في المناصب والدرجات الوظيفية المدنية والعسكرية والأمنية لا يمكن أبداً أن تتحقق من خلاله تطلعات أبناء الشعب اليمني في التغيير المنشود وإنما ستتحقق تطلعات أحزاب اللقاء المشترك في تحقيق التقاسم المقصود للوظيفة العامة واستئثار حزب الإصلاح بنصيب الأسد، وهذا يتضح جلياً من خلال الممارسات والوقائع التي تترجم اليوم في الواقع بكل وضوح.. هذا ما أكدته الرسالة التي وجهها القيادي الإصلاحي حميد الأحمر في 21 أبريل المنصرم لرئيس وأعضاء المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك والتي طلب فيها إلزام وزراء المشترك في حكومة الوفاق الوطني بتشكيل مكاتب فنية لوزاراتهم لتمكينه وما يسمى بـ«اللجنة التحضيرية» من إدارة أعمال الوزارات وسحب صلاحيات المسؤولين المؤتمريين فيها، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: هل أحزاب اللقاء المشترك تريد تحقيق التغيير المنشود وترجمة آمال وتطلعات الجماهير وبناء اليمن الحضاري الجديد وإقامة الدولة المدنية الحديثة أم أنها تريد تقاسم السلطة والثروة؟ كذلك هل أحزاب اللقاء المشترك تابعة للشيخ حميد الأحمر ولجنته التحضيرية تتلقى التوجيهات منه وتأتمر بأمره أم أنها كيانات سياسية مستقلة لكل منها نظام داخلي وبرنامج عمل سياسي وقيادة توجه نشاطها وتحدد مسارها..؟!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي