اسم العاصمة غير دستوري

كتب
الأحد ، ١٣ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً

عارف أبو حاتم

أظن اسمه مصطفى، من أبناء عدن، ويعمل محامياً، تقدم إلى الرئيس السابق صالح، وطرح له كلاماً قانونياً معقولاً، حول تسمية العاصمة، أعجب صالح بمنطق الرجل، ووطنيته، ووجه بضرورة تعديل اسم العاصمة.
بعدها ازدحمت ملفات التوريث، والفساد، واستثمار الإرهاب، في ذهن الرئيس المعجزة، حتى نسي موضوع العاصمة.
كان ذلك منذ سنوات طويلة، يومها قال مصطفى للرئيس صالح: المتعارف عليه في كل وسائل الإعلام المحلية، والتعاملات الرسمية، والتقسيم الإداري لليمن أن العاصمة تسمى”أمانة العاصمة”، وأحياناً يكتفى بالإشارة إليها بـ”الأمانة” فقط، ويسمى ريفها صنعاء، وهو محافظة مستقلة مالياً وإدارياً، فيما دستور الجمهورية اليمنية يؤكد أن العاصمة اسمها “صنعاء” وليست “الأمانة”.
لذلك اقترح مصطفى أن يصبح اسم العاصمة “صنعاء” بدلاً عن “الأمانة”، وأن يسمى ريفها: محافظة ريف صنعاء، على غرار ريف دمشق.
أعجب صالح بكلام مصطفى الدستوري، وقال له : سنوجه مجلس الوزراء ووزارة الإدارة المحلية، بتغيير اسم العاصمة إلى “صنعاء”، ونسمي ريفها: محافظة آزال.
عاد صالح من عدن إلى صنعاء، وأخذ معه توجيهاته التي لا تختلف كثيراً عن وعوده.. هي ليست المرة الأولى التي يكون فيها صالح صافي الذهن، ويفكر بإيجابية وهو في عدن، حدث ذلك مرات كثيرة، كان آخرها خلال خليجي 20 في نوفمبر 2010، حيث مكث صالح في عدن أكثر من شهر، تحدث كعادته في مناسبات كثيرة، وأصدر جملة من القرارات، وفي معظم سلوكياته كان حكيماً ومسالماً.
وحين عاد إلى صنعاء بدأ يتحدث عن خليجي20 كما لو كان شرعية جديدة، ينطلق منها نحو إثبات الذات، وتكريس السير في ملفات الفساد، والتوريث، وتعامل مع ذلك الحدث الرياضي كدليل لا يقبل التشكيك، حول عظمة إنجازاته، التي لا تضاهى.
خلال خليجي 20 كنت في صنعاء، وفي جلسة مقيل، قلت لأحد أعضاء الأمانة العامة للمؤتمر: إذا كان علي عبدالله صالح سيظل بهذه الذهنية النظيفة؛ فلينقل العاصمة إلى عدن، ضحك وهو يرد: في عدن تغيرت البيئة، وتغير الجلساء!!.
[email protected]

الحجر الصحفي في زمن الحوثي