التخلي عن المساعدات

كتب
السبت ، ١٢ مايو ٢٠١٢ الساعة ١١:١٦ مساءً
  د.عمر عبد العزيز لم يكن لدى الأنظمة العربية نظام رأسمالي بالمفهوم العصري للكلمة، بل كانت لدينا منظومة متوحشة إنتقائية لا تعرف من النموذج الرأسمالي إلا اسمه، ومن الليبرالية الإقتصادية إلا عنوانها، وهذه المنظومة عاثت فساداً في الأرض، فخلقت اقتصاداً استهلاكياً تابعاً، وتفنّنت في المتاجرة غير المسؤولة بقوت الشعب، حتى أصبح لدينا ملوك للسكر والزيت والحبوب، ثم تداعت الأحوال ليباشروا حصاراً ثقيلاً على التنمية، فكان علينا أن نوقع على اتفاقية «الجات» التي تكبل الصناعة الوطنية، وتجردنا من حق التفكير العلمي والإبداع الانتاجي، وتجعلنا رقماً في آلة الرأسماليه العصرية المخْملية القاتلة، وتحيلنا إلى مجرد شغيلين فقراء لصالح بارونات المال العالميين المرتبطين بطغم الاستباحة لمقدرات الشعوب. اليمن في ظل هذا العهد شهد من الفجائع ما لا يستطيع اللسان وصفه، فمن الأدوية المهربة القاتلة .. إلى تجارة السلاح، وحتى تسويق المواد الغذائية السامة، ونشر القات المعالج باليوريا المميتة لأعضاء الجسم البشري. هذه هي رأسمالية المتوحشين الناظرين لمصالحهم الضيقة، ممن اختطفوا الدولة والمؤسسة والوحدة والديمقراطية، بل والشرف الرفيع ليمانيي التاريخ العريق.. اليمن التي تمتد على مساحة 555 ألف كليو متر مربع، وفيها ما قد يصل إلى 200 جزيرة، كما لا يعرف الكثيرون، وفيها نوع من قابليات النمو والتطور، ما يفي حاجيات اليمنيين، تعاني الأمرين من نظام الفساد المُقطّر. أقول هذا الكلام من واقع إدراك عليم بالثقافة الإقتصادية، وأجزم أن الوطن بوسعه التخلي عن فكرة الاعتماد على الغير، سواء بالمساعدات أوالمعونات، وأن نبدأ عهداً جديداً نعتمد فيه على أنفسنا. المساعدات عملية قاتلة للإبداع.. هي ثقافة منافية لتاريخنا واعتمادنا على أنفسنا.. ثقافة الإتكاء على المعونات سمة الكسول الذي يعدم الحيلة والفتيلة، والذي ينتظر حلولاً من الغير بحجة الفقر، وهو فقر مُصطنع لا أصل له في الواقع. أُطالب بأن تتبنى حكومة الوافق الوطني برئاسة الرجل الحكيم، والمناظل الجسور الأستاذ محمد سالم باسندوة تحريم طلب المساعدات الخارجية، ومواجهة الحقيقة الماثلة بإرادتنا وتصميمنا على صنع المعجزات، ونحن قادرون على ذلك. [email protected]
الحجر الصحفي في زمن الحوثي