«حماقات» الشايف

كتب
السبت ، ١٢ مايو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٢٤ مساءً
نشوان دحان يسعى محمد بن ناجي الشايف جاهداً الى تكريس مفهوم قبيح عن القبيلة بوصفها اداة للابتزاز ، وعقبة كبيرة في طريق التحول نحو الدولة الحديثة التي تحث الخطى لتجفيف منابع الفساد ، وذلك من خلال حملة تحريضية يقودها حالياً ضد دولة رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة . لايمكن بأي حال من الأحوال تأطير هذه الحملة المسعورة في (برواز) المناكفات والصراعات السياسية باعتباره احد ابرز صقور المؤتمر المتطرفين ، بل ان المسألة تتجاوز مثل هذا التحجيم التسطيحي وتذهب الى ماهو ابعد من ذلك . بوسعي ان اتخيل حجم النكبة التي حلت بالشيخ الشايف وهو يستمع الى خطاب باسندوة الاسبوع الفائت في تعز حينما أعلن انه سيمنع صرف مبلغ الـ ( 13 ) ملياراً الخاصة بالمشائخ . لكني في الحقيقة لم اتصور ان يتعامل الرجل مع الموضوع بتلك الهيستيريا بعدما ذهب لجمع ثلة من المشائخ بوجوههم العابسة في قاعة الخيول لتحريضهم بشكل سافر على رئيس حكومة الوفاق الذي رماه بأقذع مفردات السباب والشتائم . لم يحمل حديث باسندوه اساءة لقبائل اليمن بأي شكل من الأشكال سوى انه حرم المشائخ من اموال لايستحقونها اساساً ، وفي تصوري الشخصي ان الاساءة الحقيقية تكمن في الطريقة التي يتعامل بها هذا الشيخ مع أبناء القبائل حينما يحاول تصويرهم كمجموعة رعاع يدق لهم الطبول وسرعان مايهرعون لنصرته في ابتزاز الدولة والضغط عليها بمختلف وسائل التأثير والترهيب . الأكيد ان  الرجل يجد صعوبة بالغة في الانتقال من اطار القبيلة الى اطار الدولة . فهو لازال يعيش بعقلية القرون الوسطى الفوضوية متكئاً على رصيد مخزٍ من المواقف الهمجية واخرها الاعتداء اللفظي الذي صدر منه بحق الرئيس عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع اللواء محمد ناصر احمد خلال اجتماع الامانة العامة للمؤتمر الشعبي العام قبل شهور قليلة . ما من مبرر منطقي لمثل هذه الحماقات وتهديد  رئيس حكومة الوفاق بالاعتذار ورد اعتبار القبائل - بالاصح رد « الزلط» حقهم - مالم فسيتخذون الخطوة الثانية التي ترد اعتبارهم .. من الصعب ان يقنعنا الشيخ الشايف ومشائخ الزفة الذين جمعهم في صالة الخيول بأنهم غاضبون من الاساءة للقبائل - رغم عدم وجود مايسيء لها في كلام باسندوة - بقدر غضبهم على قطع المليارات التي قصمت ظهورهم . وهو الأمر الذي لم يستطيعوا حتى اخفاءه والتستر عليه في كلماتهم خلال هذا الاجتماع ومنها على سبيل المثال لا الحصر ماقاله الشيخ ناجي بن علي الزايدي الذي اعتبر ان قطع المليارات عنهم ليست من صلاحيات باسندوة ، بل ذهب الى أبعد من ذلك وهو يؤكد بلغة التهديد : «ان هذا الاجراء سيصب البترول على النار ويفتح مشاكل ويفتعل ازمات جديدة للرئيس عبدربه منصور» . هل سيصلح البلد بوجود مثل هذا النوع من المشائخ الذين لايختلفون البتة عن الكائنات الطفيلية ؟ .. أشفق كثيراً على الرئيس عبدربه منصور هادي الذي سيواجه صعوبة كبيرة في التعامل مع هؤلاء ( الكوارث ) ، لكن في تقديري الشخصي ان الرئيس هادي ، ونحن ايضاً ، بحاجة ماسة الآن الى اعادة الحسابات .. فهذا هو الوقت المناسب للتعامل بشيء من الجدية مع امثالهم لأننا وببساطة : ماعدنا نحتمل مزيداً من العبث بوطننا ولانطيق شقاوة هؤلاء. [email protected]
الحجر الصحفي في زمن الحوثي