تعز.. التحدي المزدوج

كتب
الجمعة ، ١١ مايو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٢٧ مساءً
عبدالعزيزالهياجم في ديسمبر1998وخلال مؤتمر اقتصادي حول تنمية الصادرات , التقيت الأستاذ شوقي أحمد هائل , وهنأته حينها من كل قلبي على التحولات الهامة التي كان قد بدأها في نادي الصقر الرياضي وأيضاً دعمه لنادي الطليعة , مع أنني أهلاوي إلا أن عمله الدؤوب كان مفخرة لنا جميعاً ودعمه الكبير لأندية تعز كان مبعث فخر وهو بذلك أغنى عن كل الدعوات التي كانت تطرح لعقد مؤتمر حول انتشال رياضة تعز من حافة الهاوية , وبعد سنوات كان قطاف ثمار تلك التوجهات وخصوصاً في الصقر عبر إنجازات مختلفة. واليوم نتطلع من المحافظ شوقي أحمد هائل إلى ترجمة كل تلك الأفكار الرائعة وروح المسؤولية الاجتماعية التي يتصف بها جنباً إلى جنب مع الروح الوطنية التي تميزه في بناء محافظة نموذجية على غرار النادي النموذجي الأول في اليمن. صحيح أن المحافظ شوقي لا يملك العصا السحرية وليس بمقدوره الاعتماد على المدرب الأثيوبي «سيوم كبدي» أو الهداف المتميز «يوردانوس» لبناء محافظة نموذجية تتصدر المحافظات اليمنية , لكن هذه المحافظة الكبيرة سكاناً والعريقة ثقافة وتعليماً ومدنية هي بلا شك مليئة بالطاقات والكفاءات المبدعة القادرة على تشكيل فريق واحد للبناء والنهوض وإعادة الاعتبار لهذه المحافظة الشامخة شموخ جبل صبر . نعلم جميعاً أن مجموعة هائل سعيد أنعم التجارية الرائدة التي اكتفت بإشراك الحاج علي محمد سعيد أنعم في العمل الحكومي في بدايات ثورة سبتمبر ولفترة قصيرة «حين شغل منصب وزير صحة» ظلت لاحقاً طيلة خمسة عقود ترفض انخراط أي من افراد العائلة في المناصب الحكومية تجنباً لأي انعكاسات سلبية , وبالتالي فإن تعيين «شوقي هائل» محافظاً كان مفاجئاً بالنسبة لكثيرين , واعتبره كثيرون ونحن منهم بمثابة مجازفة أرادت المجموعة أن تقدم رسالة مفادها أنها ليست فقط بيتاً تجارياً , وإنما بيت وطني وتعزي لا يمكنه أن ينسحب من تولي المسؤولية الوطنية والأخلاقية تجاه هذه المحافظة التي هي أحوج ما تكون لمسؤول أول يحظى بثقة الناس وقبول الأطراف المختلفة. وبالتالي فإن التحدي الأكبر أمامه ليس مثل مسئولين آخرين يسعون من خلال منصب كبير كهذا إلى بناء ثروة مالية والتحول إلى أعمال وشركات وبيزنس ..وإنما تحد مختلف ومزدوج يقوم على تحقيق الحد الأدنى من مطالب الناس وأيضاً الحفاظ على السمعة الطيبة للمجموعة التجارية التي يمثلها. ومن هنا فإن تعز وأبناءها ينتظرون الكثير ولا يطالبون بالمستحيل ..هم خرجوا إلى الساحات وتصدروا الاحتجاجات , ليس لكونهم فوضويين أو أصحاب نزعات متمردة كما يسعى البعض إلى إلصاق ذلك بهم, وإنما كانت انتفاضة مفادها أن للصبر حدوداً , وهم صبروا على فترة طويلة من التجاهل والتهميش والتعاطي غير المبرر. طبعاً الاحتياجات الرئيسية لتعز تتمثل في إعادة الأمن والسكينة العامة وإنهاء المظاهر المسلحة وكذا الشروع في معالجة مشكلة المياه والكهرباء وتدشين مشروع مطار تعز الدولي وإعادة تنشيط ميناء المخا.. وغيرها من الاحتياجات لمختلف المديريات، وقبل ذلك توفير فرص العمل للشباب واعتماد الكفاءة العلمية والقدرات الشخصية معياراً للحصول على الوظائف وليس معايير المحسوبية والرشوة والتقاسم بين المسئولين وبين الأحزاب. ولكن في المقابل المثل الصيني يقول «لا تعطنِ كل يوم سمكة وإنما علمني كيف أصطاد» وبالتالي أعتقد أن شخصية سياسية وفي نفس الوقت تجارية علمية كالمحافظ شوقي هائل, هو أمر يعطينا تفاؤلاً بأن يكون التفكير الأمثل هو في بناء معاهد فنية ومهنية وتقنية قادرة على إيجاد تعليم فني وتقني يلبي احتياجات سوق العمل ..ففي حين تخرج الجامعات دفعات جديدة من البطالة في ظل انعدام الوظائف الحكومية ..فإن المعاهد التقنية والفنية والمهنية ستمنح هؤلاء الشباب ضوءاً في آخر النفق ..وستفتح لهم ليس فقط سوق العمل المحلي وإنما الإقليمي والدولي , وخصوصاً سوق العمل الخليجي. ومثلما حقق المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد السير اليكس فيرغسون المعجزات مع النادي الانجليزي العريق ..ننتظر من المحافظ والكابتن شوقي هائل أن يصنع الكثير ..فهو السياسي والرياضي ورجل الأعمال المبدع.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي