عن مركز «حافظ» العهد!!

كتب
الخميس ، ١٠ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٥٧ مساءً

 

 

عارف أبو حاتم

أحسن الصحفيون صنعاً حين دفعوا بزميل قدير إلى موقع الأمين العام لنقابة الصحفيين، بعد أن حصل على أغلبية مطلقة من الأصوات، وأحسن الزميل صنعاً حين استقال من موقعه بعد قرابة عامين من العطاء النبيل.
فرجل مهني يتفانى في خدمة زملائه ومهنته مثل حافظ البكاري لا يمكن له البقاء في مؤسسة نقابية مشلولة، ووجد أن الاستقالة أشرف له من البقاء مكتوف الفعل، واتجه نحو تغذية مجتمعه بما يحتاجه فعلاً، وأسس المركز اليمني لقياس الرأي العام، وهو الأول من نوعه يمنياً، والثاني عربياً.
حافظ، المحافظ على أدائه وسمعته ومكانته، غادر مهنة التعب اليومي، وظل متمسكاً باستقلالية رأيه وتوجهه، بحيادية لا يختلف عليها اثنان.
وفي زمنٍ تتكاثر فيه المشاريع والمراكز والمنظمات المدنية، بسرعة تكاثر البكتيريا، نجد أن قلة من يبرزون ويتميزون، وحتى بين هؤلاء المتميزين نجد من يعمل بنصف حيادية، وبحيادية “إلا ربع”، ومن يعمل بحيادية كاملة، وصمت وشرف كمركز قياس الرأي العام.
كثيراً ما يتحدث خبراء التنمية البشرية عن نجاح أصحاب المشاريع الخاصة والخلاقة، وفشل غيرهم، وحافظ البكاري من أبرز من توجه نحو مشروعه الخاص بمهنية عالية، متحرراً من سيطرة الايديولوجيا، وثقل السياسة، واستكانة المرتزقة.
وحافظ، كمركزه، بحكمة وهدوء يتفحص بواطن السياسة، وتقلبات الاقتصاد، واتجاهات القبيلة، ومزاج الشارع، بحرفية ومهنية عالية، لا تأخذه الأمزجة، والأحكام المسبقة، والقناعات الجاهزة، وهذا ما جعل مركزه يتصدر القائمة الذهبية للمنظمات المدنية الجديرة باحترام الشارع اليمني، ونخبه المتعددة.
جرت العادة في الديمقراطيات العريقة أن تعمل مراكز قياس الرأي العام بطرق علمية، ومنهجية بالغة الدقة، ومع ذلك لا يمكن تحميلها مخالفة نتائج دراساتها واستبياناتها لما سيحدث بعد ذلك، لأن أبسط متغير في المعادلة من شأنه قلب الطاولة في وجوه الباحثين.
ومركز قياس الرأي العام في اليمن يعمل بذات الآلية والأدوات المتعارف عليها منهجياً، ودولياً، ويلاحظ المتابع أن نتائج الدراسات العلمية الميدانية للمركز تمضي متسقة مع طبيعة المجتمع، وتأملات الباحث المدقق، مثل استطلاع المركز عن المشاركة السياسية للمرأة، أو تكون مطابقة لما سيأتي، كما حدث في استطلاع المركز لرأي الشارع اليمني، عن الفائز بانتخابات الرئاسية 2006، فقد كانت النتائج الحقيقية للانتخابات متقاربة مع نتائج استطلاع المركز.
ودون مغالاةٍ، أو تجاوز، يمكن القول بصوت الواثق: إن حافظ البكاري ومركز قياس الرأي العام يشتغلان اليوم على أهم مشروع مدني سياسي عرفته اليمن، وهو “المرصد البرلماني”.. الفكرة الأوروبية التي تمكن حافظ من يمننتها بجدارة.
وهو موقع برلماني إلكتروني من خلاله يتم رصد كافة نقاشات ومداخلات ونشاط أعضاء البرلمان وتدوين كل صغيرة وكبيرة، ويتم إدراج نشاط كل عضو في الخانة المخصصة لاسمه.
هذا المشروع الكبير سيكون عيناً لـ 23 مليوناً يمنياً، على أداء 301 عضو تحت قبة البرلمان، بمعنى آخر: “المرصد البرلماني” هو منظار إلكتروني دقيق يمكّن أبناء جزيرة سقطرى، وسكان مديرية البقع الحدودية، وحراس مزارع المانجو في تهامة من مراقبة أداء مرشحيهم البرلمانيين.. لذا أتوقع أن يكون “المرصد” من أكثر المشاريع السياسية استفزازاً لمن ألفوا المراوغة والكولسة.
لحافظ ومركزه والعاملين والباحثين معه كل التحية والإجلال.
[email protected]

الحجر الصحفي في زمن الحوثي